العرب من مصر اثنان

بقلم: فايز أبو شمالة


عربي مع الثورة المصرية، ومع الشعب المصري الذي انتخب الرئيس محمد مرسي، وعربي مع الانقلاب العسكري الذي أطاح بأول تجربة ديمقراطية في مصر، وبين هذا وذاك تكمن الانتماءات السياسية، والمصالح الحزبية، والرؤية الاستراتيجية في التطور أو الجمود.
قبل عام، قدمت دولة قطر وتركيا مساعدات مالية سخية للرئيس المصري المنتخب، كي تعينا مصر على عبور أزمتها الاقتصادية، ولكن بعد الانقلاب العسكري على الرئيس المصري محمد مرسي، فإن حكومة الكويت قررت تقديم 7 مليارات دولار منحة لمصر على 3 سنوات، إضافة إلى 3 ملايين برميل بترول كمنحة لا ترد، وقررت المملكة العربية السعودية منح مصر، 5 مليارات دولار؛ بينهما 2 مليار دولار وديعة، و2 مليار دولار نفط وغاز، ومليار دولار نقدًا، وقررت الأمارات المتحدة بمساعدة مصر بثلاثة مليارات دولار، وتزويدها بقافلة من النفط الممتد من سواحل الإمارات حتى قناة السويس.
فما الذي تغير؟ وأين كانت هذه النخوة والهمة والشهامة العربية قبل أن يسقط العسكر الرئيس المنتخب؟ أين كان هذا المال ومصر تحت حكم المسلمين؟ وهل عرب مصر في شهر أيلول اختلفوا عن عرب مصر في شهر يونيه؟ ما الذي تغير في مصر؟
على كل مسلم وعربي ومصري أن يسأل نفسه هذا السؤال: لماذا هب النظام السعودي والإماراتي والكويتي لنجدة مصر الآن، ولم يمد لها يد العون قبل أيام؟ لماذا انتظر هذا التحالف حتى تم سجن الرئيس المسلم محمد مرسي، فهبوا لمساعدة حكم العسكر؟ وهل مصالح الأمة تكمن في حكم العسكر أم الحكم الديمقراطي؟
من مفارقات السياسية أن الحكم العسكري في مصر قد زج برجال الإخوان المسلمين في السجن، وهذا بحد ذاته نقيصة تحرض حامي الحرمين لأن يقف مع الحركات الإسلامية، وضد الانقلاب، وبحساب سطحي بسيط، فإن المنطق يقول: بأن الرئيس محمد مرسي هو أقرب إلى السعودية من نظام العسكر، ولاسيما أن نظام السعودية هذا كان من ألد أعداء حكم العسكر حين ترأس مصر الرئيس جمال عبد الناصر؟
أزعم أن الاقتراب والابتعاد من السياسة الأمريكية سبب وجيه لوقوف حلف السعودية مع الانقلاب على الرئيس مرسي، وإن كان البعض يتحدث عن تنافس خفي بين المذهب الوهابي الذي يشكل أفقاً فكرياً لنظام الحكم في العربية السعودية، وبين رؤية الإخوان المسلمين.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت