دلالات وانعكاس انفجار الضاحية الجنوبية في بيروت

بقلم: علي ابوحبله


التفجير الذي وقع في ببر العبد في الضاحية الجنوبية في بيروت بوضع عبوتين ناسفتين تحت اوتستراد الشهيد هادي نصر الله والذي أدى لإصابة العشرات من اللبنانيين بجروح هو انعكاس للتحريض الإعلامي الهادف لبث الفتنه الطائفية المذهبية السنية الشيعية في لبنان ، إن ما تشهده الساحة اللبنانية من تحشيد فئوي وطائفي وتحريض مذهبي يجعل من الساحة اللبنانية ساحة للصراع على خلفية ما تشهده سوريا ، إن القوى أللبنانيه الداعمة والمتحالفة مع قوى إقليميه ودوليه وداعمة للمجموعات المسلحة وان هذه القوى التي تشكل حاضنه للمجموعات المسلحة التي تستهدف سوريا في لبنان ، يقابلها موقف حزب الله والقوى المتحالفة معه في تصديها لمحاولات الاستهداف للدولة السورية واللبنانيين المقيمين سوريا مما جعل العديد من الدول تضع حزب الله ضمن أولى أولياتها وتعتبر سقوط القصير هو نتيجة تدخل حزب الله التي كانت تعتبرها الدول المعادية للدولة السورية رمز قوتها ووجودها وهيبتها في مواجهة ألدوله السورية ، إن الهيبة الامريكيه والغربية والدول المتحالفة معها قد اهتزت بسبب سقوط القصير وان الارتدادات التي تحصل في لبنان هو انعكاس لسقوط مدينة القصير وما تتعرض له المجموعات المسلحة في حمص ، لقد كان لتحركات احمد الأسير التي ارتهنت بتلك الارتدادات وان حزب الله الذي نأى بنفسه عن أحداث صيدا قد انعكست على القوى التي تدعم حركة احمد الأسير خاصة وان الجيش اللبناني قد تمكن من القضاء على الفتنه المذهبية في صيدا بتدخله العاجل وتمكنه من محاصرة مجموعات الأسير مما حال دون إشعال نيران الفتنه التي كانت بعض القوى تسعى لجر حزب الله إليها ، إن إطلاق الصواريخ من الأراضي السورية إلى منطقة البقاع والهرمل نوع من التحدي لحزب الله وان مجريات أحداث طرابلس مرتبطة ارتباط وثيق بمجريات الأحداث في سوريا ، إن استهداف الضاحية الجنوبية هو استهداف لرمزية الوجود لحزب الله في لبنان وهو تحدي مقصود وهادف لجر حزب الله لمعركة بتقديرات الحزب ليس معركته وهي هدف تسعى لتحقيقه بعض قوى الإقليم ضمن محاولات نزع الغطاء عن حزب الله كقوة مقاومه ، وان تفجير في ببر العبد وقبلها إطلاق صواريخ على الضاحية الجنوبية علما أن هذه الأحداث قد تتكرر وفي مناطق مختلفة من لبنان ضمن محاولات الاستدراج لحزب الله أو مناصريه لهدف إيقاع المقاومة في شرك أتون الحرب الداخلية والفتنه التي يحاول البعض إيقاعها في لبنان ، لا شك أن تصارع الأحداث ينذر بخطورة وسخونة الوضع الداخلي اللبناني بفعل ألتركيبه السكانية في لبنان ، وان ما يحدث في لبنان هو انعكاس لما يجري في سوريا ولن تكون بمنأى عن هذه الأحداث تلك الدول الصانعة للحدث في لبنان والتي تعبث بمشغليها بالأمن اللبناني ، إن واقع ما أصبح تعانيه دول الإقليم بفعل استمرارية ألازمه السورية والصراع على سوريا يؤدي بهذه لان تعيش حالة من الاضطراب لان العديد من هذه الدول ستتعرض لقلاقل واضطرابات نتيجتها عدم سرعة حل ألازمه السورية والضغط على المعارضة السورية للجلوس على طاولة الحوار وبضرورة التوقف عن تقديم السلاح للمسلحين الذين يستهدفون امن سوريا وامن الشعب السوري ، إن تفجير الضاحية الجنوبية جرس إنذار وتحذير ليس لحزب الله والقوى المتحالفة معه وإنما لمجمل دول الإقليم لان خطورة انعكاس ما يجري في سوريا ولبنان لن يقتصر بمردود وانعكاسه على سوريا وحزب الله بل ربما يشمل عدة دول إقليميه خاصة بعد أن أدركت أمريكا أن مشروعها للشرق الأوسط قد اخفق بتحقيق أهدافه وغاياته لان ما تتعرض له مصر هو انعكاس للواقع الذي أصبحت تعيشه أمريكا في ظل ما يلاحقها من إخفاقات وأزمات بفعل سياستها مما يجعلها تدفع بمصالحها في المنطقة للخطر ، وعليه إن خطورة ما يجري من أحداث ينعكس بمردود على المنطقة برمتها ولن تنجو من نتائجها كل دول الإقليم خاصة أن ما تعانيه تركيا والبحرين واليمن ودول الخليج العربي وما يتهدد الأردن من مخاطر جميعه ارتداد لما يجري في سوريا وان استمرارية الوضع في سوريا والدفع بلبنان لأتون الحرب المذهبية يؤدي بالإسراع بإشعال نار الحرب مع إسرائيل وهذا هو خطورة ما تتعرض له المنطقة التي قد تؤدي أحداثها لإشعال نار الحرب التي قد تهدد الأمن والسلم الإقليمي والدولي برمته والذي نتيجته الصراع على سوريا الذي يغير في قواعد الصراع الإقليمي والدولي ضمن سياسة إنهاء التحكم القطبي الواحد لحكم أمريكا وتحكمها في العالم بفرض سياسات لا تخدم مصالح دول وشعوب المنطقة

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت