القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء
تزداد رونقاً وجمالا لاستكمال مظاهرها الشعبية التراثية الاصيلة "الفانوس".. الذي ارتبط اسمه مع حلول شهر رمضان المبارك، بعد غياب الفوانيس العام الماضي بسبب الاجراءات الاسرائيلية واستبدالها "بالفوانيس الصينية" إلا ان هذا العام تتزين ابواب وأسوار البلدة القديمة والأزقة بالفوانيس ذات الاحجام الكبيرة والمزخرفة بالآيات القرآنية والألوان الجذابة التي سحرت كل من رآها.
خلال مرورك سيراً على الاقدام في شارع الواد بالبلدة القديمة يلفت انتباه كل زائر لهذه المدينة المقدسة الفوانيس المزينة على المحل لصاحبها الحاج المقدسي عصام زغير 62 عاماً الجذابة وسماع الأهازيج الشعبية التقليدية واشهرها: "ياحاج محمد يوحيا.. ورجيني حصانك .. يوحيا.. لأركب واسافر... يوحيا.. خلف بنات.. يوحيا... خلف عبيد...يوحيا.."
ويقول الحاج عصام زغير في حديث خاص لمراسلة "وكالة قدس نت للأنباء": "المهنة تولد مع الفطرة، حيث كان المحل في السابق لوالده المرحوم وكان يعمل معه في بيع العطور والأناشيد الدينية، وبعد ذلك بيع الفوانيس، حيث انني قد تعودت على بيع الفوانيس الرمضانية منذ عشرات السنين الطويله"، مؤكدا بانها تراث وحضارة اسلامية يجب الحفاظ عليها ونقلها من جيل لاخر.
واستذكر زغير الماضي والحاضر لفوانيس رمضان: "في الماضي كان الاطفال والشبان يستخدمون علب من حديد يوضع بداخلها رمل وفتيل ويوضع زيت وكاز لإشعاله ونقل العلبة الحديدية من مكان لاخر لانارة الطريق، كما كنا نستخدم البطيخ في فصل الصيف ونقوم بتفريغ ما بداخلها ونقوم بربط راس البطيخه بخيط ونضع بداخلها شمعه بعد عمل عدة رسومات زخرفيه للبطيخة..اما اليوم تطورت صناعة الفوانيس عن علبة الحديد والبطيخ الا ان الفوانيس اصبحت بعدة اشكال، يحملها الاطفال ويستخدمونها بالامسيات الرمضانية داخل احياء وأزقة وشوارع البلدة القديمة.
وأضاف: "بان جمال وروحانية شهر رمضان تستكمل بوجود الفانوس القادم من مصر.. لأنها مميزة وهي عبارة عن الحديد ومنقوش في الايات القرآنية وبداخلها الاضاءة الكهربائية إلا ان اشكالها جذابة، موضحاً بان هذا العام 2013 كان هناك اقبال على شراء الفوانيس بعد غيابها العام الماضي واستبدالها بالفوانيس الصينية بسبب الاجراءات الامنية الاسرائيلية.
واشار إلى أن "اسواق البلدة القديمة كل عام تتزين بالزينة الرمضانية وهذا العام تزينت بوضع الفوانيس ذات احجام كبيرة على مدخل باب العامود، وعند باب المجلس، وباب السلسلة، وسوق القطانين، كما علق على مدخل شارع الواد، موضحاً: "ان عدد كبير من الزائرين من ابناء الداخل الفلسطيني المحتل 48، وايضا من الزائرين المسلمين من الدول العربية او الاوروبية قاموا بشراء فوانيس رمضان، ويضيف بان وجود الفوانيس مهم جدا في شهر رمضان وتحديدا في مدينة القدس لخلق اجواء رمضانية تتعلق بمدي ايماننا وحبنا بقدسية هذا الشهر الفضل.
وردا عن بعض الاستفزازات الصهيونية في البلدة القديمة قال: "الفوانيس تحمل ايات قرانية، حيث عدسة الكاميرا المنصوبه امام محله ترصد احد المستوطنين الذين قام بالبزق على الفانوس، بالاضافة لجندي اخر قام باسقاط الفانوس اثناء رفع يده... مؤكدا بان الاحتلال يسعي دائما لطمس وتدمير ثقافتنا الذي توارثنا من الاجداد والاباء".
يذكر بان الفانوس كلمة إغريقية تشير إلى إحدى وسائل الاضاءة، وقد أستخدم في صدر الاسلام في الاضاءة ليلا ، للذهاب إلى المساجد وزيارة الاصدقاء والأقارب وتنبيه المصلين إلى وقت السحور، أما فانوس رمضان، فقد عرفه المصريون في الخامس من رمضان عام 358 ، وهو اليوم الذي دخل فيه المعز لدين الله الفاطمي القاهرة، وكان قدومه إليها ليلا فأستقبله أهلها بالحفاوة والترحاب وهم يحملون الفوانيس.