رام الله – وكالة قدس نت للأنباء
كشفت مصادر فلسطينية رفيعة المستوى، اليوم السبت، عن إنطلاق مفاوضات وصفت بـ" السرية" بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في واشنطن برعاية الإدارة الأميركية في أعقاب إتفاق توصل إليه وزير الخارجية جون كيري بعد سلسلة لقاءات جمعته مع مسؤولين من الجانبين في رام الله والقدس وعمان إستمرت حتى ساعات متأخرة من مساء الجمعة.
وقالت المصادر في تصريحات خاصة لـ" وكالة قدس نت للأنباء" أن جون كيري توصل إلى إتفاق مع المسؤولين في السلطة الفلسطينية وحكومة تل أبيب يفضي للبقاء على السرية في المفاوضات القادمة، في وقت قال كيري للجانب الفلسطيني أنه " يفضل السرية في أية مفاوضات قادمة وستكون تحت رعاية الإدارة الأميركية، مؤكداً" أن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيكون على إطلاع دائم حول سير هذه المفاوضات والمراحل التي توصل إليها الطرفان خاصة فيما يتعلق بالمبادئ الأساسية على الصعيدين الأمني والحدود بالإضافة الى القضايا الجوهرية الأخرى.
وأضافت المصادر" بأن القيادة الفلسطينية عقدت سلسلة إجتماعات لبحث الطروحات التي قدمها كيري للجانب الفلسطيني خلال لقائه الرئيس محمود عباس مع إشتراط توفر ضمانات ملموسة ومكتوبة، مؤكدة " أن الإجتماع الأخير الذي عقدته القيادة الفلسطينية وافقت بشكل رسمي على العودة لطاولة المفاوضات لإنجاح جهود كيري مع فترة سميت " الإختبار" لبوادر حسن النوايا من الجانب الإسرائيلي، مع فترة لا تتجاوز الثلاثة أشهر".
وأكدت المصادر عينها " أن القيادة الفلسطينية أعربت عن قلقها وخشيتها من إصرار الحكومة الإسرائيلية على التمسك بقرارها برفض الشروط الفلسطينية، ومواصلة الإستيطان في الأراضي الفلسطينية ما يهدد الجهود التي تبذلها الإدارة الأميركية.
وفي السياق ذاته، قالت مصادر في ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو " إن إجتماعا طارئاً عقد الليلة الماضية جمع مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية من أجل تشكيل الطاقم التفاوضي لخوض المفاوضات السرية التي ستنطلق مطلع الأسبوع القادم في واشنطن.
وقال كيري يوم الجمعة ان اسرائيل والفلسطينيين أرسوا الأساس لاستئناف محادثات السلام بعد توقف دام نحو ثلاث سنوات.
واضاف كيري للصحفيين في العاصمة الأردنية عمان "توصلنا لاتفاق يضع أساسا لاستئناف المفاوضات المباشرة بشأن قضايا الوضع النهائي بين الفلسطينيين والاسرائيليين".
وأضاف "الاتفاق مازال في مرحلة التبلور."
وانهارت المفاوضات المباشرة اواخر عام 2010 بسبب مواصلة اسرائيل لانشطتها الاستيطانية في القدس الشرقية والضفة الغربية التي ينتظر الفلسطينيون اقامة دولتهم عليها إلى جانب قطاع غزة.
وفي حديثه للصحفيين قبل عودته من عمان رفض كيري اعطاء تفاصيل عن الاتفاق. وقال انه يتوقع ان ينضم اليه مبعوثون اسرائيليون وفلسطينيون في واشنطن قريبا وانه قد يصدر اعلانا جديدا في وقت لاحق.
وقال "افضل سبيل لمنح هذه المفاوضات فرصة هو الحفاظ عليها سرية. نعرف ان التحديات تتطلب بعض الخيارات الصعبة جدا في الايام القادمة. لكنني اليوم متفائل."
وقال مسؤول امريكي يوم الجمعة ان اجتماعا سيجري قريبا بين مفاوضين اسرائيليين وفلسطينيين في واشنطن من الممكن ان يؤدي إلى استئناف محادثات السلام.
وعندما سئل المسؤول عما اذا كانت المشاركة في المحادثات في واشنطن ستعني بدء المفاوضات قل "نعم. سيكون ذلك بداية المحادثات المباشرة بين الطرفين.