شاءت قدرة الله عز وجل بتغيير واقع كثير من الدول العربية منها والأجنبية ، وحدثت أمور كانت متوقعة من بعض أولي الأمر ومن بعض الساسة ومن بعض المحللين ، في الجهة المقابلة خابت تحليلات بعضهم ، بغض النظر عن كل الظروف التي تحيط بأي حدث من الأحداث على الأرض .
لربما يكون المحلل السياسي أو العسكري أو الديني حتى صادقاً أو كاذباً في تحليله ، وسواء كان هذا التحليل في الاتجاه الإيجابي أو السلبي من بوابة ما يريده البشر وما لا يريده في النهاية هناك شيئ غريب جدا يحدث في هذا العالم المتوازي بين ماله وما عليه من المصالح اللا متناهية في الشرف من جهة ، واللا متناهية في الحقارة من جهة أخرى .
لكن هناك كارثة حقيقة تواجه العالم العربي والإسلامي برمته ، ألا وهو تهميش الخطاب الديني الذي يجب أن يكون نبراساً لكل نبراس وبداية لكل بداية ونهاية لكل نهاية ،
الخطاب الديني هو سنة الله في كونه التي قال الله عز وجل في كتابه العزيز في عدة مواضعه أنها سنته التي لا تجد من دونها تحويلا ، ولن تجد من دونها تبديلا ، وإنه في ظل المصالح المترامية الأطراف التي تحكم أطراف الصراع في شتى بقاع المعمورة ، احتل الثقافة العامة لدى الناس مفهوم التوقعات والتؤملات وما سيحصل وما لم يحصل.
الغريب أنهم نسيوا أن كل شئ بقدرة الله عز وجل ، فالاستعمار الثقافي للأدمغة الشرقية حيدت منهج الله عز وجل في الخطابات العديدة ، وجعلت منها خطابات عقيمة تحكمها المصلحة الشخصية والمصلحة الحزبية النتنة لجميع الأطراف
لم يترك هذا الاستعمار بصيص نور لبعض المفكرين والعلماء والعارفين في قراءة الخطابات الدينية المتعاقبة في سنن الأنبياء والمرسلين والصحابة والتابعين وكل من في قلبه ذره إيمان بالله عز وجل على مدى العصور والأزمنة
هذا الخطاب الذي أصبح كل إنسان يقرأه من منظوره لا يهمه أصادق هو أم يكذب على نفسه ادعاء منه بأنه هو الخطاب الصحيح الذي يجب من الجميع أن يتبعه .. والبعض أن يتجنبه
علقت الناس عقولها بالتحليلات من البشر للأسف الشديد ونسيوا رب البشر ، نسيوا الخطاب الديني الموجه إلى المؤمنين والمسلمين والقائمين على كلمة التوحيد ، هذا الخطاب الذي مكن لدين الله في الأرض بقدرته عز وجل بعز عزيز أو بذل ذليل .
الخطاب الديني الذي همش جعل من الناس آلة لأي كلمة ، ولأي خطاب ، ولأي مسؤل ، وللأسف في واقعنا المعاصر لأي تافه ، وعششت في عقول وقلوب البعض أن الرزق بيد البشر والنصر بيد البشر والقدر بيد البشر .. وهنا تكمن المشكلة ..
في ظل غياب الوعي الديني الصحيح على منهج الله عز وجل من كتاب وسنة لهث المتهالكون على الدنيا وراء نزواتهم ولم يكتفوا بذلك للأسف بل جعلوا من عقول من حولهم أدوات سيئة لخطاباتهم المبتذلة.. تعالو بنا نتذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما كان وراءه الصحابي الجليل عبد الله بن عباس عندما قال "لو اجتمعت الأمة أن ينفعوك بشئ لم ينفعوك إلا بشئ قد كتبه الله عليه ، وإن اجتمعت الأمة على أن يضروك بشئ لم يضروك إلا بشئ قد كتبه الله عليك .. وأنهى حديثه النبوي الشريف بكلمة هي صلب العقيدة " رفعت الأقلام وجفت الصحف "
على الجميع أن يحكم الخطاب الديني في حياته ويجعله نورا له ويجعل منه طريقا نحو الرضا والجنة ، وأن لا يعلق الرزق أو النصر أو أي شئ دنيوي على أحد وليؤمن بشئ واحد على الأقل وهو قوله تعالى : "أن نقول له كن فيكونُ" صدق الله العلي العظيم .
الكاتب : يحيى الزميلي 20/07/2013
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت