سقوط حكم الإخوان المسلمين في مصر وانعكاسه على التحالفات الاقليميه

بقلم: علي ابوحبله


يشكل سقوط حكم الإخوان المسلمين في مصر ضربه قاصمه للمشروع الإسلامي في المنطقة ، ويوجه ضربة للسياسة التركية الحاضن السياسي للمشروع الأمريكي للشرق الأوسط الجديد الداعم لحركات التغيير في العالم العربي ضمن ما يعرف ثورات الربيع العربي والذي تشكل فيه حركة الإخوان المسلمين رأس حربة التغيير لأنظمة الحكم في العالم العربي ، ثورة الربيع العربي عكست سياسة محاور تمحورت بين قوى مؤيده لحركات التغيير وبين قوى متحفظة على حكم الإخوان المسلمين ومتخوفة من نتائج التغيير الذي أحدثته ثورات الربيع العربي ، تركيا وقطر من الدول الداعمة والحاضنة للمشروع الإسلامي الذي عماده حركة الإخوان المسلمين ، بعض دول الخليج ممثله في السعودية والإمارات العربية والبحرين والكويت والأردن تحفظت على حكم الإخوان المسلمين وتخوفت تلك الدول من امتداد ظاهرة التغيير لتشمل هذه الدول ، دعمت دول الخليج ممثله في السعودية وقطر وتركيا المجموعات المسلحة السورية بهدف إسقاط ألدوله السورية وان المعارضة السورية الممثلة في الائتلاف السوري الذي استحوذت على غالبيته حركة الإخوان المسلمين تعرض لهزة عنيفة ضمن محاولات إحداث تغيير في تركيبة الائتلاف قادتها السعودية وأيدت دخول علمانيين إلى قوى الائتلاف السوري بهدف إحداث توازن ينهي هيمنة حركة الأخوان المسلمين على المعارضة السورية الممثلة في قوى الائتلاف والمجلس الوطني السوري ، التغيير الذي سبق سقوط حكم الإخوان المسلمين في قطر تنازل أمير قطر الشيخ حمد آل ثاني عن حكم قطر لنجله الأمير تميم والتي كانت خطوة استباقيه قد تكون سبقت سقوط حكم الإخوان المسلمين الذين دعمتهم قطر وقدمت للحكومة المصرية التسهيلات والائتمان المالية كما أن قطر كانت الحاضن والممول الرئيس للمعارضة السورية وكانت ألدوله الأكثر التي قدمت كافة التسهيلات والسلاح للمجموعات المسلحة وكانت قناة الجزيرة بمثابة القناة الاعلاميه الناطقة باسم المجموعات المسلحة السورية المعارضة للدولة السورية ، كانت كل من السعودية وقطر وتركيا تعمل جاهدة لتوحيد موقفها وصفوفها للوقوف في وجه ألدوله السورية مع أن هناك خلافات بين هذه الدول المؤتلفة والمتحالفة لم تكن ظاهره للعيان ، لقد وضحت حقيقة هذه التحالفات التي جمعت دولها مصالح لا تمت للصالح العام العربي بصله وان ما جمع هذه الدول هو في كيفية الحفاظ على الأمن والاستقرار في هذه الدول ومحاولة تحصينها من هبات الربيع العربي ضمن التخوف من امتداد ظاهرة المد الإسلامي الاخواني لهذه الممالك والإمارات ، إن هدف التحالف الذي جمع تركيا بدول الخليج العربي بالغطاء الأمريكي الغربي الصهيوني هو بهدف مواجهة إيران وحصر تمددها ونفوذها في المنطقة ، وان الهدف من محاولات إسقاط ألدوله السورية هو عزل إيران عن سوريا وبالتالي الاستفراد بحزب الله كقوة مقاومه بعد أن تمكن التحالف من إخراج حركة حماس من محور المقاومة والممانعة ، شكل حكم الإخوان المسلمين في مصر دعامة كبيرة للتحالف التركي القطري الذي كان في مواجهة السعودية وحلفائها مما جعل السعودية ترضخ للمطالب التركية والقطرية وتسير بفلك تلك السياسة المستجدة بحكم التغيرات التي أحدثتها ثورة الربيع العربي ، كانت أمريكا مرتاحة من التحالفات ألقائمه وان مصالحها في المنطقة بحكم المسيطر عليها وكانت تراهن على عملية التغيير على الأرض في سوريا وان مناورتها ضمن محاولات تغيير في الموقف الروسي من ألازمه السورية قد باءت بالفشل ، وان الخطط الامريكيه الغربية لتسليح المعارضة السورية ودعم محور تركيا مصر قطر السعودية قد سار بوتيرة متسارعه بعد أن أفشلت أمريكا عقد مؤتمر جنيف 2 لحل ألازمه السورية وعمدت إلى تأجيله ظنا من هذه الدول أن بمقدورها من تغيير المعادلات على الأرض عبر دعم وتسليح المعارضة السورية ، سقوط مدينة القصير أربك التحالف التركي القطري السعودي واضعف الموقف الأمريكي في مفاوضته مع الروس ، الثلاثين من حزيران 2013 كانت الضربة الموجعة والقاصمة للمشروع الأمريكي الصهيوني للشرق الأوسط الجديد والذي شكل فيه سقوط حكم الإخوان المسلمين في مصر ضربه للمشروع الإسلامي السياسي لحكم المنطقة ، إن انعكاس سقوط حكم الإخوان المسلمين في مصر شكل إرباك حقيقي للسياسة الامريكيه واعتبره الغرب ضربه موجعه لمصالحه والتخوف من انحسار نفوذه في المنطقة ، فيما شكل سقوط حكم الإخوان في مصر طوق نجاه للتحالف الذي يجمع دول المقاومة والممانعة من خلال تقوية هذا التحالف وتماسكه أمام تفكك التحالف الذي كان يجمع كل من السعودية وتركيا ومصر وقطر لمواجهة ألدوله السورية ضمن محاولات إسقاط النظام في سوريا لإضعاف إيران وعزلها عن محورها الإقليمي ووقف تمددها في منطقة الشرق الأوسط ضمن محاولات عدم وصولها للبحر الأبيض المتوسط بسقوط ألدوله السورية ، شكل سقوط حكم الإخوان المسلمين في مصر تفكك هذا المحور ، هناك محور يتبلور بسقوط حكم الإخوان المسلمين في مصر ويضم السعودية ومصر والأردن والكويت ومحور آخر أصبح يضم تركيا وقطر مدعوم من التنظيم الدولي للإخوان المسلمين ، لقد شكل سقوط حكم الإخوان المسلمين انتكاسة كبيره للسياسة الامريكيه والغربية وأدى ذلك لانحسار النفوذ الأمريكي على حساب تعاظم النفوذ الروسي الصيني ومنظمة شنغهاي في آسيا والشرق الأوسط وان ما تشهده المنطقة من تغيرات أصبحت تنعكس في الخلافات بين المحور الواحد بينما المحور المقاوم والممانع يزداد صلابة وقوة في مواجهة السياسة الامريكيه التي وجدت نفسها في مأزق حقيقي ورأت الخروج منه في محاولة إحياء المفاوضات الاسرائيليه الفلسطينية وقد استغلت الدول العربية ضمن المحور المستجد للضغط على الفلسطينيين للقبول بالعودة إلى المفاوضات ضمن المحاولات الامريكيه لاسترجاع الهيبة والوجود الأمريكي في المنطقة والذي يشكل سقوط حكم الإخوان المسلمين في مصر الضربة القاصمة للسياسة الامريكيه في الشرق الأوسط ، إن صمود سوريا ونجاحها بتخطي أزمتها وقدرتها على إعادة سيطرتها على الأرض ينعكس على سياسة المحاور المتبلورة والمستجدة ويعمق الخلافات بين حلفاء الأمس ، وان الأيام والأشهر القادمة قد تكون حبلى في المفاجآت التي يبدوا أن الشرق الأوسط أصبح يعيش على صفيحة بركان لا يعرف متى وكيف ينفجر وبانفجاره تتغير التحالفات والتمحور التي لا يمكن الحكم على ثوابتها واستقرارها والتي أصبحت محكومة بعوامل تغيير ضمن سياسة المصالح تحريرا في 21/7/2013

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت