الانقسام وتشويه ذاكرتنا الوطنية ( قراءة في مجزرة الحرم الابراهيمى)

بقلم: ناصر إسماعيل اليافاوي


كثير من وكالات الإنباء التي تعبد صنما محليا أو عربيا أو إقليميا ، برت أقلامها وسخرت صفحاتها للدفاع عن مصالح حزبهم أو تنظيمهم الدولي ، وكثير من محررين الأخبار نسوا بل تناسوا ذاكرتنا الوطنية المليئة بالأحداث والمآسي ، وكان الكثير متنهم أراد أن بقزم التاريخ عند مصلحة حزبه ، والانتصار إلى أهوائه ومصالحة الضيقة ..
قلبت صباح اليوم العديد من وكالات الأنباء الحيادية منها والحزبية ،بحثا عن ذاكراتي الفلسطينية المغيبة ، في ظل انقسام رسم بإحكام، يقف وراءه أشر الأنام، ولن أجد حتى ولو إشارة لذكري المجزرة التي ارتكبها الصهاينة في الحرم الإبراهيمي ، ومسكت قلمي ، وآثرت إلا وان اذكر الأجيال ، انطلاقا من واجبي ككاتب ودارس للتاريخ ..

يصادف اليوم الأربعاء 15 رمضان ذكرى مرور 19 عاماً على مجزرة الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل.
المجزرة التي ارتكبها المستوطن باروخ غولدشتاين، فجر يوم 15 رمضان لعام 1994 أثناء تأدية المواطنين لصلاة الفجر داخل الحرم، حيث فتح نيران رشاشه اتجاه المصلين، ما أسفر عن استشهاد نحو 50 مصلياً وجرح أكثر من 349 مصاباً.
ولقد ثبت لاحقا أن غولدشتاين لم يرتكب المجزرة وحده بل شاركه فيها جنود الاحتلال الذين أغلقوا باب الحرم حتى لا يتمكن المصلون من مغادرته، ومنعوا كذلك سيارات الإسعاف من الاقتراب من المنطقة، وحين حاول المواطنون نجدة المصلين قابلهم الجنود بإطلاق الرصاص الكثيف ما أوقع على الفور29 شهيداً وعشرات الجرحى، في حين ارتقت أرواح الشهداء الآخرين خلال الاشتباكات التي تلت المجزرة.
باروخ غولدشتاين الذي كان يبلغ من العمر “42 “عاماً وهو أحد مؤسسي حركة كاخ الدينية، وقد قدم من الولايات المتحدة الأميركية “عام 1980″ وسكن في مستوطنة “كريات أربع” المقامة على أراضي مدينة الخليل .
هذه الصورة التي تثبت مدى الانسجام والتعاون بين المؤسسة الدينية والعسكرية في داخل الكيان الصهيوني ، انسجام الهدف المعتمد على أسس توراتية للتخلص من العرب والفلسطينيين، بغض النظر عن هويتهم الحزبية ، رصاصات غولدشتاين لم تميز بين ألوان طيفنا ، وقلنا ذلك كثير ولا من متعظ ..
ودهاقنة العمل الصهيوني المتتلمذين من نفس مدرسة غولدشتاين لم يلقوا بجرارهم انتظارا ما تمطر عليهم سماء الربيع العربي ،فلا زالوا يعدون العدة للانقضاض علينا وعلى مقدساتنا وأرواحنا في القدس والخليل ، والناصرة وما تبقى من فلسطين ، ونحن لازلنا نتشدق برفع صور ورايات أحزاب إقليمية ، لان البعض من أبناء جلدتنا لازال يراهن على رؤى خارج الحدود ،ارحمونا وارحموا وشعبنا المتخم بالشعارات البائدة

بقلم د ناصر إسماعيل اليافاوي
أمين عام مبادرة المثقفين العرب

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت