أمريكا خسرت مشروعها للشرق الأوسط الجديد وخسرت حربها في سوريا

بقلم: علي ابوحبله


أمريكا تدرك فشل مخططها للشرق الأوسط الجديد ، وان السياسة الامريكيه الخارجية أصبحت تعاني من مأزق نتيجة الفشل الذي منيت فيه السياسة الامريكيه بتمرير مخططها الهادف لإسقاط ألدوله السورية توطئة للمخطط الأمريكي للشرق الأوسط الجديد ، لقد شكل سقوط حكم الإخوان المسلمين في مصر انتكاسه لأمريكا والغرب الذي راهن على حكم الإسلاميين ضمن محاولات التغيير الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط ، انتكاسة أمريكا في سوريا بالسقوط المدوي لمدينة القصير التي كانت رهان أمريكا والغرب على المعارضة السورية المسلحة ضمن ما كانت تسعى الاداره الامريكيه وحلفائها الغربيين والعرب لإقامة حكومة من قبل المعارضة السورية على الأراضي السورية التي تدعي المعارضة السورية أنها حررتها من أيدي قوات الجيش العربي السوري ، وذلك ضمن ما كانت تسعى أمريكا لتحقيقه بتحسين شروط تفاوضها مع روسيا ، أمريكا في مناورتها مع روسيا وتحللها من تعهداتها والتزاماتها مع روسيا بشان عقد مؤتمر جنيف 2 كانت تسعى لإحداث تغيير على موازين القوى على الأرض وتعمل ضمن محاولات تغيير في الموقف الروسي من ألازمه السورية ، ثبات روسيا على موقفها من ألازمه السورية التي ترى أن الحل في سوريا لن يكون إلا عبر الحوار للوصول لحل سياسي ضمن إطار عقد مؤتمر جنيف 2 بمشاركة جميع الأطراف السورية والدولية والاقليميه المشاركة في ألازمه السورية ،إلا أن أمريكا وحلفائها بعد سقوط القصير عملوا على التصعيد العسكري وعقد اجتماعات لقوى الائتلاف والمعارضة السورية ضمن مساعي ما يسمى أصدقاء سوريا لتوحيد المعارضة وتقديم الدعم المالي والعسكري ، التوصيات جميعها التي نتجت عن هذه المؤتمرات والاجتماعات كانت تدعوا لتسليح المعارضة السورية والدفع نحو تصعيد ألازمه السورية ضمن خيارات التدخل العسكري التي مازالت مطروحة من قبل المتآمرين على سوريه ، الاداره الامريكيه التي فشلت في إقناع المجتمع الدولي باستعمال السلاح الكيماوي من قبل الجيش العربي السوري ضمن محاولات استدرار التدخل الأجنبي ، حلفاء أمريكا يعيشون مأزق ألازمه السورية حيث أن تركيا وبعض دول الإقليم أصبحت غارقة بمشاكلها الداخلية بفعل ألازمه السورية وان بعض الدول العربية ما زالت تتصدر عملية التحريض وتزويد المعارضة بالسلاح وتدفع بالصراع على سوريا نحو التصعيد أملا بتدخل عسكري خارجي في ألازمه السورية هذه الدول نفسها أصبحت على خلاف فيما بينها وبين نظام الحكم فيها ، إن الخيارات الامريكيه بحسب ما أعلن عنه رئيس هيئة الأركان المشتركة الامريكيه الجنرال مارتن ديمبسي أن حمله امريكيه من اجل تحويل الكفة من الرئيس بشار الأسد للمعارضة السورية ستكون مهمة ضخمه تكلفتها مليارات الدولارات وان الحملة غير مضمونه وقد تعود بنتائج عكسية على الولايات المتحدة وان ديمبيسي وضع أمام مجلس الشيوخ خمسة خيارات عسكريه متاحة بوجهة نظره لوقف الحرب الاهليه الدموية في سوريا وذلك في حال قررت أمريكا التدخل في هذه الحرب وان تفاصيل ألخطه تتعلق بهجمات بعيدة المدى على الأهداف العسكرية للدولة السورية وهذه تتطلب مئات الطائرات والسفن وان هناك تنوع في الخيارات منها تدريب المعارضة وشن غارات وفرض منطقة حظر جوي على سوريا والسيطرة على الأسلحة الكيماوية وقصف مواقع محدده هذه الخيارات التي وضعها الجنرال ديمبسي أغفلت من حساباتها ردات الفعل الروسية التي سبق للرئيس فلاديمير بوتن أن ابلغ رئيس الوزراء البريطاني اللورد كار دون أن سقوط سوريا هو سقوط روسيا ؟؟ وان روسيا لن تسمح بإسقاط ألدوله السورية وفي حال الإقدام على تدخل عسكري خارجي فان روسيا على استعداد لتزويد ألدوله السورية بأسلحة من شانها أن تخل بموازين القوى في المنطقة برمتها ، ضمن هذه المعادلة الدولية والاقليميه المستجدة لم يعد بمقدور الولايات المتحدة الامريكيه أن تقرر إعلان الحرب من طرف واحد ولم يعد بمقدورها التحكم في السياسة الدولية والاقليميه بمفردها ، وان هناك تغير حقيقي قد حصل في العالم وعلى أمريكا أن تدرك إنها خسرت معركتها في سوريا ولم يعد بمقدورها أن تفرض خياراتها أو أن تتدخل عسكريا في سوريا لان هناك قوه تقابلها وهي مكافئة لها ومتوازنة معها رافضة لأي تدخل عسكري خارجي في الشأن السوري وان خروج أمريكا من مأزقها في سوريا يكمن في سرعة إنهاء الحرب على سوريا ووقف تزويد المعارضة المسلحة بالسلاح والدفع بالمجموعات المسلحة غير السورية للداخل السوري ، خاصة وان هناك وعي سوري بخطورة ما تتعرض له بلدهم سوريا وتراجع عدد كبير ممن حمل السلاح بوجه ألدوله السورية عن محاربة الجيش العربي السوري ، استمرارية الصراع على سوريا سينعكس على تركيا حليف أمريكا وعضو الأطلسي وسينعكس على العديد من دول الإقليم الذي توج بالسقوط المدوي لحكم الإخوان المسلمين في مصر مما يلحق الضرر بالمصالح الامريكيه والغربية بفعل سياستهما الخاطئة وممالئتهما لإسرائيل على حساب الحقوق العربية والقضية الفلسطينية ، لم يعد أمام أمريكا من خيار لأجل الحفاظ على مصالحها في الشرق الأوسط سوى التخلي عن دعمهما لإسرائيل والإقرار بهزيمة المشروع الأمريكي الصهيوني للشرق الأوسط الجديد والقبول بأمر التسويات الدولية والاقليميه عبر تقاسم النفوذ وإنهاء التحكم القطبي الأحادي لحكم أمريكا للعالم تحريرا في 25/7/2013

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت