السابعة بالفرع الأدبي.. أسباب عدة قادتني الى التفوق

رفح – وكالة قدس نت للأنباء
لم تستطع أن تخفي الطالبة المتفوقة مرام إبراهيم عبد الرحمن والتي حصدت المستوى السابع على فلسطين في الثانوية العامة "التوجيهي" بالفرع الأدبي "العلوم الإنسانية" والرابعة على مستوى قطاع غزة بمعدل 99.2%، أن راحتها النفسية والجسمانية والعقلية ودعم الأهل أسباب مهمة قادة للنجاح.

بجانب متابعة المنهاج أولاً بأول مع المدرسات، وتوفير كل ما تحتاجه بالبيت، والتغلب على مشكلة التيار الكهربائي، وتقديم كافة أشكال الدعم المعنوي والنفسي لها، وتهيئة الظروف المحيطة، هذه الأسباب التي تضاف لنبوغها مُنذ الصغر كانت كفيلة بأن توصلها لهذا المستوى العالي.

وبدا على مرام الفرحة وكأنها غير مصدقة تلك اللحظات التي انتظرتها سنوات طويلة، وعمت الفرحة كذلك أرجاء المنزل الذي امتلأ بالمُهنئين من الأقرباء والجيران، والأطر الطلابية التابعة للفصائل الفلسطينية، ووفد من وزارة التربية والتعليم والحكومة وغيرها..

مشاعر مُختلطة
________
ولم تُخفي مرام بأنها عاشت بالأيام والساعات القليلة التي أعلنت فيها النتائج شعورًا صعبًا للغاية، امتزج ما بين التوتر والبكاء خشيت أن تفوتها علامة واحد تخرجها من فوج المتوجين على مستوى الوطن لهذا العام، على الرغم من ثقتها بنفسها وما قدمته بالاختبارات.

وعلّمت مرام بنتيجتها قبيل الخروج بمؤتمر التربية والتعليم لإعلان المتفوقين بدقائق، من والدها الذي يعمل مخرجًا بتلفزيون فلسطين، بعدما تلقى اتصالاً من زوج شقيقة زوجته والذي يعمل مديرًا عامًا بوزارة التربية والتعليم بغزة..

وبدا على مرام أنها غير مُصدقة للوهلة الأولى، فبعد عناق والدتها وأشقائها وأقربائها، جلست على الأريكة لتنال قسطًا من الراحة مفكرة مليًا للحظة ماذا يحدث من حولها، فكانت تتوقع بأنها من الأوائل على مستوى مدرستها ومحافظتها لكن ليس على مستوى الوطن، ظنًا منها بوجود متفوقات كُثر.

متابعة حثيثة
________
ورغم تركيزها بالإجابات بورقة الاختبار لكنها فور العودة للمنزل تبدأ بمتابعة ومراجعة شاملة لجميع الأسئلة وما قدمته، مما جعلها تتوقع نتيجتها مسبقًا، ولكي تبقى بحالة نفسية مستقرة لتكمل مشوارها بباقي ورقات اختبارات المساقات الأخرى، وصولاً لخط النهاية وهو التفوق وبدء مشوار العلم بالجامعة ودراسة تخصص اللغة الإنجليزية الذي تفضله..

وأعدت مرام جدولاً وخطة دراسية مُنذ مطلع العام، تفضي إلى متابعة وفهم وحفظ المنهاج بحذافيره، حتى تبقى مُتمكنة وواثقة من قدراتها ولا تواجه أي صعوبة بالاختبارات، على رغم من تعرضها لمُعيقات عدة كأي طالب في قطاع غزة.

وأبرز تلك الصعوبات والمُعيقات والتحديات، مشكلة التيار الكهربائي وانقطاعه لساعاتٍ طويلة، والذي أجبرها للدراسة على الشموع لعدم توفر البنزين لمولد الكهرباء الخاص بهم في كثير من الأحيان، نتيجة أزمة الوقود التي يمر بها القطاع، لكنها ثابرت وتغلبت على ذاك التحدي الكبير.

وتهدي مرام تفوقها لأهلها الذين وقفوا بجوارها حتى وصلت لهذا المستوى، ولمدرساتها ومديرة مدرستها ووزارة التربية والتعليم العالي، وللأسرى والجرحى والشهداء وعوائلهم وكافة أطياف الشعب الفلسطيني، مُتمنية بأن تكون مناسبة للوحدة كما تجسدت بإعلان النتائج بين شطري الوطن.

مساعدة الأهل
________
ملامح الفرحة بدت على والدة مرام من بين أفراد العائلة وهي تعانق ابنتها بين الفينة والأخرى، كونها الشخص الأقرب لها، والتي تفرغت مُنذ مطلع العام للوقوف بجوار ابنتها، والعمل على تذليل الصعوبات أمامها بمختلف الوسائل، ومساعدتها بحل أي معضلة تواجهها بالمنهاج.

وتحصد المتفوقة مراتب متقدمة مُنذ الصف الأول الابتدائي – بحسب الوالدة خريجة تخصص الإدارة- والتي أصرت على عدم إكمال مشوارها والبحث عن وظيفة والبقاء بجوار أبنائها حتى يحصدوا مراتب مُتقدمة، وهذا ما حدث فعليًا من حصول معظم أبنائها على معدلات فوق الـ 90%.

ولم تّبخل الوالدة بتقديم الدعم النفسي والمعنوي والمادي لابنتها طوال العام، وتعزيز ثقتها بنفسها بأنها ستكون من الأوائل على مستوى الوطن، وتنقل لها تطمينات مدرساتها بأنه ستكون من الأوائل، وأنها فتاة مميزة ومتفوقة وستحصد مراتب متقدمة.

أما، أحمد الشقيق الأصغر للمتفوقة مرام فبدا عليه هو الأخر مظاهر الفرحة، ولم يبخل هو الأخر بأن يقف في طوابير محطات الوقود لساعاتٍ طويلة حتى أنه يُفطر خارج المنزل أحيانًا ليوفر البنزين للمولد الخاص بهم، كي يُشعله ويبقي التيار الكهربائي موصولاً.