سيناريو المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية يعود من جديد علي أمل أوهن من بيت العنكبوت مفاوضات بدأت منذ العام 1993م في أسلو ومعاهدة سلام شهدها العالم كلة وكانت برعاية دولية آنذاك اتفاقية سلام لوقف الصراع بين الفلسطينيين أصحاب الحق والوطن المسلوب وبين الإسرائيليين اللدين أتوا من أماكن بعيدة لتحقيق حلمهم المزعوم في إقامة دولتهم اليهودية علي أرض فلسطين وأبعد من ذلك من النهر إلي البحر .
لم تأتي معاهدة السلام هكذا عبثا وإنما هي ثمار لثورة خاضها شعب هجر من أرضة وطرد من بيوتة ومنازلة بقوة السلاح والترهيب والتدمير والقتل وما زالت مخيمات الشتات في دول الجوار في الأردن ولبنان وسوريا وفي أماكن كثيرة حول العالم تشهد علي أكبر جريمة ارتكبها الإسرائيليين وطرد الملايين من شعب فلسطين ليصبحوا لاجئين يعيشون في الخيام وتحت أشعة الشمس الملتهبة صيفا وصقيع البرد شتاء ،فما كان من الشعب الفلسطيني الأعزل من السلاح إلا المقاومة بطرق بدائية وبسيطة لأننا كنا واقعين تحت الانتداب البريطاني وبموجب اتفاقية سايكس بيكو وبموجب وعد بلفور من لم يملك أعطي لمن لا يستحق ووقعت فلسطين تحت الاحتلال الإسرائيلي وكان أيضا هناك عدد من المخيمات الفلسطينية في مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة وكانت اسرائيل دولة الاحتلال تسيطر علي نسبة كبيرة من أراضي فلسطين في العام 1948م وكانت الضفة الغربية واقعة تحت الوصاية الأردنية وقطاع غزة تحت الوصاية المصرية حتي عام 1967م قام جيش الاحتلال الإسرائيلي باحتلال باقي المناطق الفلسطينية وهكذا أصبحت فلسطين كل فلسطين تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي وفي العام 1987م انتفض أطفال فلسطين في أطول ثورة خاضها الأطفال وعرفت بثورة الحجارة حتي أصبح العالم كلة يسأل ويقول ما الذي يريده أطفال فلسطين؟
إنها الحرية والاستقلال هذا ما نريده وهو حق لكل شعوب العالم فكان موقف دولة الاحتلال الإسرائيلي موقف قبيح أمام العالم وخاصة أن العالم في تطور مستمر وفي عصر التقدم التكنولوجي في الفضائيات والإنترنت والهواتف النقالة ووسائل آخري فأرادت إسرائيل الخروج من هذا المظهر اللاأخلاقي فوقعت معاهدة السلام مع منظمة التحرير الفلسطينية في معاهدة عرفت باتفاقية أوسلو وكانت بين الرئيس /ياسر عرفات عن الجانب الفلسطيني ورئيس الوزراء /إسحاق رابين عن الجانب الإسرائيلي بحضور ورعاية دولية أبرزها الولايات المتحدة الأمريكية في عهد الرئيس الأمريكي / بيل كلينتون ينص الاتفاق علي عودة السلطة الفلسطينية إلي أرض الوطن في قطاع غزة والضفة الغربية وخروج جميع الأسري الفلسطينيين من السجون الاسرائيلية علي اعتبارهم جميعا أسري حرب وعودة اللاجئين الفلسطينيين تدريجيا وتقسم المناطق الفلسطينية إلي منطقة أ ومنطقة ب ومنطقة ج وأن تكون السلطة الفلسطينية لمدة خمس سنوات حكم ذاتي تم ننتقل للحل النهائي وهو انسحاب إسرائيل لما قبل العام 1967م ويطبق حل الدولتين دولة فلسطينية علي حدود العام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية ودولة أخري إسرائيلية ولكن للأسف إسرائيل لم تلتزم بتطبيق الاتفاقية والعالم يشاهد ما تفعله إسرائيل من جرائم بشعة بحق الفلسطينيين دون أن تحاسب علي جرائمها وكلما تقدمنا بطلب لمحاسبة إسرائيل دوليا نجد حق الفيتو الأمريكي حاضرا لصالح إسرائيل ويمنع معاقبتها تلك هي جرائم عنصرية لا يقبلها الضمير الإنساني ومنها بناء جدار الفصل العنصري الذي دمر النسيج الفلسطيني وعزل كثير من القري والمدن وابتلع أراضي الفلسطينيين وجعلهم في عزله تامة ومن الجرائم البشعة التي ترتكبها إسرائيل هي اعتقال الأطفال الفلسطينيين وضربهم في الشارع أثناء الاعتقال وأثناء التحقيق ووضعهم في السجون ومن الجرائم البشعة التي ترتكبها إسرائيل هي منع أهالي الأسري من زيارة أبنائهم في السجون فكثير جدا جدا من الأسري الفلسطينيين لم يشاهدوا أهلهم ولم يسمح للأهالي بزيارة أبنائهم لسنوات طويلة فمنهم من لم يزور أبنائه منذ أكثر من خمسة سنوات ومن الجرائم العنصرية التي ترتكبها إسرائيل هي تدريب الكلاب البوليسية علي مهاجمة العرب عند سماعها كلمة " الله أكبر " ونحن مسلمون ولدينا شعائر دينية فيها تسمع كلمة الله أكبر في كل يوم علي الأقل خمسة مرات فهل يقبل أن تهاجم الكلاب البوليسية النساء والأطفال عند سماعها كلمة " الله أكبر " ومن الجرائم اللاأخلاقية التي ترتكبها إسرائيل وهي حصار قطاع غزة منذ 7 سنوات يعاقب في هذا الحصار المدنيين من الأطفال والنساء ويموت في كل يوم الكثير من المرضي بسبب عدم السماح لهم بتلقي العلاج وإجراء العمليات الجراحية الضرورية وبسبب نقص الدواء وكذلك الحروب المتكررة علي قطاع غزة واستخدام المدنيين دروع بشرية والعالم كلة يشاهد تلك الجرائم علي عدسات الكاميرا وعلي الفضائيات وفي الانترنت ولا أحد يفعل شيئا
منذ العام 1993م ونحن نفاوض إسرائيل ونطالب في أبسط حقوقنا وهو العيش حياة كريمة نطالب بالاستقلال وتحرير الأسري وعودة اللاجئين الفلسطينيين ونطالب بإحلال السلام وإقامة حل الدولتين فلسطينية وإسرائيلية ولكن للأسف إسرائيل غير ملتزمة وكلها مفاوضات كاذبة لم تحقق للفلسطينيين شيئا ونحن اليوم في العام 2013م ومازال الحلم الفلسطيني يتبدد ومازال الاستيطان في تزايد مستمر رغم اقرار العالم كلة بعدم شرعية المستوطنات ولكن التعنت الاسرائيلي مستمر وتهويد القدس وتغيير معالمها مستمر والفصل العنصري والقتل والتدمير مستمر والأسري في السجون مازالوا خلف القضبان رغم توقيع اتفاقية أوسلو التي تنص علي الإفراج عنهم جميعا ومازالت مخيمات اللجوء الفلسطينية منتشرة في دول الجوال ومازال الفلسطيني يعيش لاجئ في كثير من دول العالم ومازال العالم يطالبنا بالعودة للمفاوضات التي لم تجدي نفعا مع الاسرائيليين ولكن هل أنت أيها العالم لديك ضمانات علي تحقيق العدالة وتحقيق السلام وأن تلتزم اسرائيل بتطبيق بنود الاتفاق وإقامة حل الدولتين فلسطينية واسرائيلية ؟
مازال المواطن الفلسطيني ينتظر منكم الجواب فنحن شعب فلسطين الشعب الوحيد الذي مازال يقع تحت الاحتلال الاسرائيلي فمتي يتحقق السلام؟
بقلم الكاتب الفلسطيني/ هاني زهير مصبح
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت