بائع الكعك المقدسي و 10 سنوات من السجن لعدم اصدار ترخيص

القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء
بعد أكثر من ثلاثين عاما من عمل المواطن المقدسي زكي الصباح (56عاماً) في بيع الكعك وهو المصدر الوحيد لسد احتياجات عائلته في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها سكان القدس، السجن عشرة سنوات ودفع غرامات مالية تقدر بقيمة 800 ألف شيكل كان مصيره، قبل تراجع سلطات الاحتلال الاسرائيلي عن قرارها الجائر متذرعة بانه يببيع الكعك دون ترخيص.

وذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن سلطات الاحتلال أفرجت، عن بائع الكعك المقدسي، زكي الصباح، الذي اعتقل بسبب تراكم المخالفات عليه بدعوى عدم حصوله على رخصة بيع، حسب بلدية الاحتلال، وذلك بعد أن تنازلت النيابة عن استمرار اعتقاله.

وأضافت الصحيفة، أن القاضية تمار نمرودي، التي أصدرت الحكم على الصباح، استدعت الأطراف لجلسة عاجلة، وتم في ختامها اتخاذ القرار بإطلاق سراحه، بعد تنازل النيابة وموافقة القاضية، على أن يتم بعد ذلك إجراء المفاوضات لتسوية الدفعات المستحقة عليه، بسبب المخالفات التي تلقاها، بعدما تبين أن بلدية الاحتلال، أخطأت باحتساب أيام الاعتقال، مقابل دفع الغرامات المفروضة عليه.

وبعد الإفراج عنه، قال الصباح إنه يعتزم العودة لبيع الكعك كعادته، مؤكدا بان كل ما أريده هو أن أعتاش وأعيل أولادي، أنا لم أسرق ولم أفعل شيئا مخالفا للقانون، أريد شراء الطعام والدواء لأفراد عائلتي، هذا كل ما أريد".

ويروي الصباح ما حدث معه في السجن، وكيف كان خائفا على حياته، بعد أن اتهمه السجناء الجنائيين، بأنه "مخبر" مدسوس بينهم، وذلك لعدم تصديقهم لروايته، بأنه من الممكن أن يعتقل شخص لمجرد أنه يبيع الكعك بدون ترخيص لمدة 10 سنوات.

وفي مقابلة سابقة مع مراسلة "وكالة قدس نت للأنباء" يقول نجل بائع الكعك خليل زكي الصباح (30عاماً) " إنه "منذ ان خرج للنور على هذه الارض المباركة ووالده يبيع الكعك المقدسي ويتجول في شوارع وازقة البلدة القديمة ويختار مكانه الوحيد عند باب الخليل احد ابواب البلدة القديمة."

ويضيف:" بان والده خلال السنوات الطويلة الماضية تعرض لعدة اعتداءات وتنكيل من قبل شرطة بلدية الاحتلال، حيث تعرض للاعتقال عدة مرات ويتم الافراج عنه بكافلة مالية تقدر بعشرات الشواقل بحجة انه لايحصل على رخصة عمل لبيع الكعك المقدسي".

ويوضح نجل بائع الكعك المقدسي بان" والده قبل نحو ثلاثة شهور تعرض للاعتقال بسبب تراكم الديون عليه، وتم الافراج عنه بغرامة مالية بقيمة 5 الاف شيكل، ومنع من الاقتراب من مكان بيع الكعك المقدسي، واصبح والده يعاني من مرض السكري بسبب اعتقاله عدة سنوات على اثر الظروف الصعبة التي يعيشها الاسرى داخل سجون الاحتلال الاسرائيلي."

ويتابع قائلا :" بتاريخ 8-7-2013 قبل بدء شهر رمضان بيومين تم اعتقال والدي دون علم العائلة واختفى لعدة ايام، الى أن علمت العائلة باتصال هاتفي من مصلحة السجون الاسرائيلية بانه معتقل في سجن" نتانيا" بسبب عدم دفعه للضرائب الباهظة المفروضه عليه".

ويضيف :" وقبل يومين تفاجئت العائلة خلال تلقيها اتصالات هاتفية بان المحكمة الاسرائيلية اصدرته بحق رب الأسرة الحكم الغيابي دون أن يمثل امام قاضي المحكمة بالسجن ومدتها عشرة سنوات."

ويؤكد نجل بائع الكعك المقدسي:" بان والده كبير بالسن وفرضت اقصى العقوبة بحقه دون الاهتمام لكبر سنه، يحكم عليه بالسجن عشرة سنوات وكأنه قام بعمل اجرامي بحق الدولة الاسرائيلية"، موضحا بان والده حكم عليه حسب السنوات العشرة الماضية التي لم يتم دفع المخالفات الباهظة بحقه بسبب بيعه للكعك المقدسي.

وتقول ام خليل زوجة بائع الكعك المقدسي :" بان زوجها كان يعاني يوميا من تحرير المخالفات على بيع الكعك، وتفاجئت هي ايضا بان المخالفات تم تحويلها لها وتم الحجز على حسابها البنكي والمنع من السفر وعدم التنقل داخل احياء القدس بحجة زيادة المخالفات التي تقدر بقيمة 40 ألف شيكل".

وتضيف ام خليل:" بان القانون في هذا الحال يسمح للشخص بان يقوم بتقسيط المبالغ المالية على عدة شهور، إلا ان الاحتلال اصدر بحق زوجي الحكم الجائر ولم يراعي الوضع الصحي او العمر."

وتؤكد:" بأن الاحتلال الاسرائيلي دائما يسعى لقتل المواطنين المقدسيين وحرمانهم من ابسط حقوقهم بفرض الضرائب الجنونية ، بالاضافة الى اننا في شهر رمضان المبارك حرمنا من وجوده بيننا ونحن على ابواب عيد الفطر السعيد، علما بان المعتقل اب لثلاثة اولاد واربع بنات."

وتلقت العائلة اثناء اللقاء مع "وكالة قدس نت للأنباء" اتصال هاتفي من رب الاسرة وتحدث لمراسلتنا قائلا:" تم اعتقالي لانني لم احقق مطالب الاحتلال الاسرائيلي وهو العمل معهم وليس الهدف هو بيع الكعك او غيره، وانما الهدف هو سياسي بحت وهو العمل مع الجهات الاسرائيلية"، مؤكدا بانه رفض كل هذه المطالب الاسرائيلية وبقي بكرامته حفاظا على هذه الارض المباركة المحتله.

واشار بائع الكعك المقدسي في حديثه عبر الهاتف الى انه تلقي خبر الحكم الجائر وهو بداخل السجن ولم يمثل امام المحكمة الاسرائيلية، موضحا بان المحامي المتوكل بقضيته سوف يقدم استئناف خلال الفترة القادمة لاعادة النظر في قضيته.