أيام قليلة ويأتي عيد الفطر المبارك ولكن كما تعودنا إن اسرائيل دائما تترك لنا هدية دموية في كل مناسبة إسلامية من خلال ارتكابها المجازر دون أن تكثرت لأحد وهي تعلم تماما أن العالم العربي والإسلامي غالبا في تلك الفترة يعمهم الانشغال الكبير لاستقبال عيد الفطر وأضف علي ذلك حالة الضعف السائدة في البلاد العربية وعدم الاستقرار وما يجري في مصر الآن كلها عوامل مناخية مناسبة لكيان دموي إعتاد علي تجريب كل سلاح متطور لدية علي المواطن الفلسطيني الأعزل من السلاح
ولقد لوحت اسرائيل وسائل اعلامها عبر القناة الثانية الاسرائيلية أن هناك إطلاق صواريخ نحو مستوطناتهم خلال الاسبوعين الماضيين ويقولون أن هذا كسر لحالة الهدوء التي كانت تشهدها الجبهة الجنوبية علي حدود قطاع غزة أيام حكم "مرسي" يعتبرون هذا خرق للهدنة ولا يعتبرونه ردا علي جرائمهم وعدم التزامهم بكامل بنود الاتفاق علي الهدنة فهم عادوا واعتقلوا عدد كبير من الاسري الفلسطينيين اللذين تم الافراج عنهم بموجب التوقيع علي الهدنة وكذلك تعرض المواطنين للخطر في عرض البحر وبالقرب من الحدود البرية الشرقية لقطاع غزة وكذلك مازال الناس في قطاع غزة يعيشون تحت الحصار كل هذا لا يدخل في حساباتهم بأنه من حق الفلسطيني الدفاع عن نفسة وحقوقه وحرياته وإنما يعتبرون هذا خرق للتهدئة ،يا للعجب لا يلتزم الطرف الاسرائيلي ببنود الاتفاق ويتهم الآخرون بخرق التهدئة إنه لأمر غريب حقا
وهم أيضا يلوحون من خلال القناة العاشرة بالتلفزيون الاسرائيلي أن تل أبيب تتخوف من معاودة التصعيد مرة أخري علي الحدود مع قطاع غزة، خاصة في ظل الأحداث التي تشهدها مصر وأضافت القناة الاسرائيلية أيضا أن تل أبيب تخشي من أن تؤدي الضغوط التي تمارس علي حركة حماس بعد عزل محمد مرسي في مصر إلي تصعيد عسكري علي الحدود مع قطاع غزة
كل تلك التحليلات الاسرائيلية والمقدمات هي دوافع وتبريرات للعالم الخارجي حتي لا يلومها أحد عندما ترتكب الحماقات والمجازر بحق الفلسطينيين ونحن كفلسطينيين تعودنا علي ذلك ونعرف جيدا بماذا يفكر الاسرائيليين فهم دائما يكثفون من اعلامهم ويقدمون الطعم من أجل الصيد تم يضربوننا أشد الضربات تحت مسمي القضاء علي الارهاب ومعاقبة المجرمين حيث أن لا ارهاب غيرهم فهم اللذين سلبوا الارض الفلسطينية وهم اللذين قتلوا البشر والشجر ودمروا الحجر وهم اللذين فرضوا حصار ظالم علي مليون ونصف المليون من المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة منذ سبعة سنوات مات فيها مئات المرضي وتدمر فيها الاقتصاد الفلسطيني وتعطلت في هذا الحصار كل مقومات الحياة وغرقنا في الظلام بسبب نقص الوقود وانقطاع الكهرباء وكل شيء تضرر بفعل هذا الحصار الخانق وهم اللذين بنوا جدار الفصل العنصري المخالف لكل القوانين والأعراف الدولية ولا حسيب ولا رقيب عليهم وهم اللذين يدربون الكلاب البوليسية علي مهاجمة السكان العرب عند سماعها نداء " الله أكبر " وهم اللذين يعاقبون الأسير الفلسطيني ويحرمونه من زيارة أقاربه له وهم من يحرمون الاسري الفلسطينيين من حقهم في العلاج وهم من يترك الأسير الفلسطيني مقيد بالسلاسل علي سرير المرضي في العناية المركزة ويتركونه يموت وهو مقيد بالسلاسل وكان آخرهم الشهيد " ميسره أبو حمديه " فمن هو الإرهابي أيها العالم ؟ نحن الفلسطينيون اللذين نطالب حقنا في حريتنا وإقامة دولتنا أو أن الارهابي هو المعتدي الظالم الذي سرق ودمر كل شيء ؟
نحن نعلم جيدا من خلال خبراتنا بعدونا أن مجزرة قريبة وحماقة كبيرة سوف يرتكبها الاسرائيليون بحق سكان قطاع غزة ولكن الظلم لن يطول والحق دوما هو من ينتصر وسوف ننتصر وتكون فلسطين دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشريف
وسوف نحتفل بالعيد رغم الألم والأسي ولن نخاف من تهديداتكم أو أي وعيد
بقلم الكاتب الفلسطيني/هاني زهير مصبح
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت