غزة – وكالة قدس نت للأنباء
ضمن فعاليات إحياء يوم القدس العالمي، دشن مجموعة من الفنانين التشكيلين الفلسطينيين أكبر جدارية عن مدينة القدس بطول 80 مترا ، وتضم هذه التحفة الفنية الضخمة العديد من المشاهد والجوانب التي تبرز المدينة بفن النحت .

وافتتح الجدارية وزير الثقافة في حكومة غزة محمد المدهون ، ومجموعة من الفنانين التشكيلين القائمون عليها، بمشاركة فنانين مسرح فلسطينيين ، ولفيف من المواطنين، حيث اتخذ القائمون على هذه التحفة الفنية من جدار المجلس التشريعي في مدينة غزة مكاناً لتحفر عليه سلسلة من جوانب المدينة المقدسة.

الفنان التشكيلي ياسر ضاهر ( 30 عاماً )، احد المشاركين في هذا العمل الفني ، يقول لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء"، " كان لابد من وجود عمل من اجل احياء يوم القدس العالمي، وبدنا في جمع جوانب لمدينة القدس ، ورسم صور تعبر عن تاريخ هذه المدينة ومكانتها وجمع لقطات لزواية وقباب مدينة القدس" .

وتتكون الجدارية من عشرات المنحوتات التي حفرت بدقه وجمال، تصور مداخل ومخارج ومشاهد مختلفة لمدينة القدس، بطول 80 متراً ، وبارتفاع متر ونصف تقريباً، وتترابط هذه المنحوتات بالموضوع لتعطي مشهد مجمل وشامل عن مدينة القدس، وتم الإشارة ضمن المنحوتات لمعاناة الإنسان الفلسطيني، حيث أظهرت احدى المنحوتات قبضة يد فيها قيد مكسور وحامل منجل، ومنحوتة أخرى لسفينة تحمل راية وكلمات كنعانية وفارسية والمقصود منها ان القدس حق للأمة العربية ولكل مواطن يقدس المقدسات، اخرى لسفينة تحتضن المسجد الأقصي وقبة الصخرة ، واخرى لقباب وأزقة مدينة القدس.

وأنجز هذا العمل ما يقارب15 فنان من غزة، استخدموا في هذه الجدارية اسمنت ابيض وادوات نحت ويقول الفنان ضاهر انه تم انجاز هذه العمل خلال أسبوعين في جهد متضاعف كان يتواصل بعض الأيام لمدة 24 ساعة .

وتمني الفنان التشكلي ان تبقي القدس عاصمة الدولة الفلسطينية ورمز لكل الأحرار بالعالم مؤكدا على وجوب التمسك بها ، رغم ما يجري من تهويد لها ومحاربة من يعاديها ويعمل على اختطافها وتغير معالمها .

فيما تحدث الفنان المسرحي نبيل الخطيب، حول مدى أهمية دور الدراما الفلسطينية لمناصرة والدفاع عن القدس، وقال" انه لا يوجد اى عمل درامي مجرد فلسطيني بحت كبير حتى هذه اللحظة من أجل القدس ".

وقال ان "الشعب الفلسطيني يمتلك جميع القدرات الفنية والعقبة الوحيدة عدم وجود تمويل مالي من قبل مؤسسات مطالباً ان يتم تمويل العقول لا البطون ، وبين انه لا يوجد اى مؤسسة فنية موجودة بقطاع غزة او اى معهد فني ولا مسرح وطني ، وهذه الأمور تحول دون تحريك العجلة الفنية من أجل القدس ".

واشار إلى ان الفنان الدرامي الفلسطيني ربما يحتاج بعض القدرات في هذا المجال حتى يرتقي في عمله من خلال الدورات الخارجية وكل هذه الأمور تحتاج للأموال ولداعمين .

من ناحيته اعتبر وزير الثقافة في حكومة غزة محمد المدهون، ان هذه الجدارية الأكبر على مستوى فلسطين حتى تبقي قضية القدس محفورة في وجدان الأمة العربية والإسلامية ، رافضاً ان تخضع القدس للمساومات والتنازلات .

وقال ان" القدس ليست ارض تقاس في السنتيمترات وليست ارض عقار للبيع والتفاوض ، بل هي مركز تحشيد الأمة وإذا كانت بخير فالأمة بخير" ، مشيراً إلى ان هذه الجدارية تأتى في سياق تعزيز مكانتها .

ووجه المدهون تحية إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني، بمناسبة يوم القدس العالمي قائلاـ" نطلب من الرئيس الإيراني مواصلة الدعم للقدس حتى يتم تحريرها ، وضرورة مواصلة التحشيد من اجل القدس لأنها تمثل عنوان الصراع مع الاحتلال في وقت صعب والأمة على مفترق طرق ".

وأضاف " يوجد أطراف مؤامرة كبيرة ونعلم ان الذين يريدون عدم تحرير القدس ، ويجتمعون من اجل ذلك ، ويجب ان نجتمع من اجل تحطيم هذه المؤامرة ، عندها سنكون قريبين وعلى أبواب تحريرها ".

واعتبر ان التفريط بالقدس امر خطير وخط احمر ويجب وقف هذا الخط ، وان هناك عناوين كثيرة للدفاع عن القدس عبر اتجاهات عديدة من بينها العمل الفني والمحافظة على ان تبقي محفورة في وجدان الأمة .