لما ذهبت عائلته لخطبة الفتاة التي أحبها ،..رحبت عائلة الفتاة ،بكل حفاوة ،فسادت حالة من السعادة ،والمرح كلا العائلتين ،وبينما كان التلفاز يذيع بيان قائد الجيش الفريق أول /السيسي ..التزم الجميع فجأة بالصمت ،والهدوء لمتابعة البيان وما إن انتهى هللت عائلة العريس ، وصفقت مرحبة بالبيان وعلت الزغاريد أرجاء المكان ..وعلى عجالة أطل عليهم أحد أشقاء العروس بوجه عابس ،قائلا : يعني ذلك أنكم تؤيدون السيسي ..فأجابوا بسرعة وفي قول واحد ..طبعا ،قال والد العريس : إلى متى تستمر مآسينا، والتي لا تعد ولا تحصى ،يكفي ما أحل بنا من فقر وجوع ،وحرق الأعصاب ،فلا طعام ولا.. أمن ،فماذا تبقى إذا ؟!! إذا كان نابليون قد قال يوما: أن الجيوش تزحف علي بطونها!..فهذا يعني بكل بساطه أن الجيوش تقاتل بلا غذاء فهل يمكن أن نأمل منهم أن ينتصروا يوما ..ما عند الشدائد ً، فما بالنا اليوم عندما يزحف الشعب على بطنه هل يمكن أن تقوم للدولة قائمة ،عندها اقتضبت ملامح وجه والد العروس والذي تدخل مقاطعا وبكل غضب قال: يا سيدي .. أنسيت أن الحرب على الإسلام منذ فجر التاريخ ،ثم هل أن الرئيس أخذ القسط الوافر في الحكم حتى نتسرع بالحكم عليه بالفشل ،كيف يمكن أن نحاسب الناس قبل أن يحاسبهم الله ،ثم أليس الرئيس قد انُتخب تبعا لخيار الشعب ..ردت والده العريس ، ومن قال لكم أننا ضد الإسلام لكننا ضد التكفير لعباد الله.. والإقصاء لهم ، وضد الحزينة المعصوبة العينين ، والتي لا ترى أبدا سوى قطعة القماش التي تحجب الرؤيا ،فلا عدل ولا ميزان ..ثم علينا أن نميز بين العقيدة ،والمنهاج الإسلامي ومعاملاته الحسنة..وبين الذين يستغلون الدين لتحقيق أهداف شخصية وعلى الشعب أن يصبر ويجتر الألم !! ،ليس معنى ذلك هو قناعتي بفصل الدين عن سياسة الدولة ولكن ما أقصده بالقول هم أولئك القوم الذين يؤمنون بالنظرية ،ويرفضون التطبيق !!
وما الجدوى اليوم أن لم يتحقق أي هدف أو إنجاز أو أدنى من طموحات الشعب الذي قام بالثورة من أجل التغيير ،وما الفائدة أن نتشبث بخراطيم المياه، وقد علمنا أن البئر صارت كأَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ ،.في كل يوم نصبح على كارثة جديدة ،فلم تعد الأمور تطاق ..عندها قال العريس ،وهو شاب مثقف ومتدين لكنه ينكر الحزبنة ويمقت الحزبية التي في اعتقاده أنها فرقت بين الإخوة في البيت الواحد ،وبين أبناء الوطن الواحد فزادت الطينة بله ..فبدلا من أن يلتف الجميع حول طاولة واحدة ازدادت الفجوة ..والقطيعة المهم أنه قال : من فضلكم جميعا كفانا عراكا وحقدا وكفانا شحناء ،وتعصبا ، ثم التفت إلى عائلة العروس لقد جئناكم اليوم لا لكي نتبارى فيما يدور حولنا من أحداث سياسية ..أليس من حقنا أن تغادر الحياة السياسية ،و أن نبتهج بهذه المناسبة الطيبة ..خلاصة القول عندي فيما حدث عموما برأيي الشخصي أني لم اعترض أبدا على سياسة الرئيس ولكن انتقاداتي للذين هم يحيطون به ،ولن أضيف إلامن باب الشيء بالشيء يذكر سوى مقوله اشتهر بها الشافعي رحمه الله :" الليث أفقه من مالك إلا أن أصحابه لم يقوموا به"أي أضاعوه" ..عندها قال والد العروس طالما تلك هي إيديولوجياتكم ،فأني مضطر آسفا أن لا أقبل بالخطوبة فنحن مع الرئيس المخلوع..!!
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت