القدس المحتلة – وكالة قدس نت للأنباء
كشف مصدر واسع الإطلاع على مفاوضات الحل النهائي التي يخوضها الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي والتي أستؤنفت الأسبوع الماضي في واشنطن على أنها تسير" ببطئ" شديد نظراً لعدم توفر الثقة المتبادلة بين الطرفين والعراقيل التي تفرضها إسرائيل على الأرض، في وقت يظهر الطاقم التفاوضي الفلسطيني حذراً شديداً من التعمق أكثر في الملفات النهائية.
وأكد المصدر في تصريح خاص لـ" وكالة قدس نت للأنباء" بأن طاقم المفاوضات الفلسطيني إعترض أكثر من مرة خلال الجلسات التفاوضية التي لم تتجاوز خمسة في واشنطن برعاية وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي حاول طمأنة الجانبين على أن هذه الجلسات ستقرر مصير التسعة أشهر القادمة من عمر المفاوضات.
ويقول مسؤولون فلسطينيون" إن الإجراءات الإسرائيلية على الأرض قد تنسف المفاوضات قبل أن تبدأ في وقت يبدو الإحباط سيد الموقف على الشارع الفلسطيني الذي لم يعد يكترث كما السابق بمصير المفاوضات " لأن النتيجة واحدة" مصيرها الفشل.
وبالعودة الى المصدر الذي أكد " بأن مصير نجاح المفاوضات الحالية مرتبط ومرهون بما تقدمه إسرائيل من مرونة على الأرض وعدم إتخاذ أو الإعلان عن أية إجراءات قد تشكل عقبة أمام الجهود التي يبذلها كيري."
وأكد المصدر" بأن الرئيس أبو مازن مطلع بشكل كبير على مجريات التفاوض والجلسات التي يعقدها الجانبين، في حين نفى المصدر" أية رغبة أميركية بعقد قمة ثلاثية تجمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي باراك أوباما، قائلاً" لا يوجد هناك رغبة حالية لدى الإدارة الأميركية بعقد قمة ثلاثية ولكن ربما تكون خلال الأشهر القادمة وما قد تسفر عنه الجلسات التفاوضية بين الجانبين.
وكانت وزيرة العدل وكبيرة المفاوضين الاسرائيليين تسيبي ليفني قالت إن" الجولة القادمة لمفاوضات السلام الاسرائيلية الفلسطينية ستعقد في اسرائيل في الاسبوع الثاني من اغسطس/ اب وان المجموعة الاولى من الاسرى الفلسطينيين المفرج عنهم سيطلق سراحهم بحلول هذا الموعد".
وقالت ليفني للقناة العاشرة الاسرائيلية ان الطرفين(الفلسطيني والاسرائيلي) اتفقا على تبادل اماكن اجراء المفاوضات في الاجتماعات الاولى على ان يكون الاجتماع الاول في اسرائيل، واوضحت بان اسرائيل ستطلق سراح الاسرى "بحلول هذا الوقت".
من جانبه أكد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أن إطلاق سراح الأسرى القدامى سيكون على أربع دفعات وأن إسرائيل رفضت إطلاق سراحهم مرة واحدة فيما وافقت على إطلاق سراح 26 أسيرا من الأسرى القدامى يوم 13 أغسطس الجارى.
وفى تصريحات صحفية له، أشار عريقات إلى أن القيادة الفلسطينية أبلغت أمريكا وإسرائيل أنها لن تقبل الحلول الانتقالية بل تعمل على طرح جميع الملفات النهائية على طاولة المفاوضات وعلى رأسها الحدود والقدس واللاجئين والمياه والمستوطنات.
ونفى عريقات وجود أية لجان سرية فى المفاوضات مع إسرائيل، مؤكدا أن القيادة الفلسطينية شكلت لجنة إشراف عليا على المفاوضات مكونة من ستة أشخاص.
ووافقت الحكومة الاسرائيلية الاسبوع الماضي على الافراج عن 104 أسرى قضوا فترات طويلة في السجون الاسرائيلية على مراحل وفقا للتقدم في المفاوضات. وما زال الاف الاسرى الفلسطينيين يقبعون في السجون الاسرائيلية.
وعقد الجانبان اول مفاوضات سلام بينهما منذ حوالي ثلاث سنوات في واشنطن هذا الاسبوع في ضيافة وزير الخارجية الامريكي جون كيري الذي قال ان "الهدف سيكون التوصل إلى اتفاق (بشأن قضايا) الوضع النهائي على مدى الاشهر التسعة القادمة."
وترغب الولايات المتحدة في التوسط في اتفاق يتضمن اقامة دولتين وهو الحل الذي يضمن لاسرائيل العيش في سلام الى جانب دولة فلسطينية تنشأ في الضفة الغربية وقطاع غزة وهي اراض احتلتها اسرائيل في 1967.
وانهارت اخر مفاوضات مباشرة بين الجانبين عام 2010 بسبب استمرار اسرائيل في بناء المستوطنات في الضفة الغربية.
وتتضمن قضايا "الحل النهائي" الحدود ومستقبل المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية ومصير اللاجئين الفلسطينيين ومستقبل القدس.