هل كان للسفيرة الأمريكية في مصر دور مهم في ترتيب الانقلاب على الرئيس المصري؟ وهل تم الأمر بالترتيب مع "جون كيري" وزير الخارجية الأمريكية؟ وهل معنى ذلك أن زيارات جون كيري المتعددة لرام الله والقدس كانت تهدف إلى متابعة الشأن المصري أكثر استئناف المفاوضات الشكلية؟ ألا يؤكد ما سبق الأخبار التي يتم تداولها عن اجتماع ضم جون كيري مع رئيس الموساد وملك الأردن في مدينة العقبة، وكان الهدف من الاجتماع هو الحفاظ على الانقلاب في مصر أكثر من مناقشة أمر المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية؟
جاءت ردود فعل كلاً من ملك الأردن، والسيد محمود عباس، وزيارتها السريعة لمصر، جاءت لتؤكد ما ذهب إليه البعض عن تدخل أمريكا وحلفائها في أحداث مصر بشكل مباشر، رغم نفي الجميع تدخلهم في الشئون الداخلية للدول العربية.
كان يتوجب على وزير الخارجية الأمريكية جون كيري أن يلتزم الصمت، وأن يكون حيادياً في صراع داخلي على السلطة، ولاسيما أنه أوفد مساعدة "بيرنز" لمهمة وساطة بين طرفي الخصومة، ولكن وزير الخارجية الأمريكية الذي كلف مساعدة بلقاء كل الأطراف في مصر، قطع عليه الطريق بتصريحه العلني حين قال: إن الجيش المصري قام بمهمة استعادة الديمقراطية في مصر، وأن الجيش المصري لم يقم بانقلاب عسكري. إن هذا الحديث لا يشير إلى مباركة أمريكية للانقلاب، وإنما جاء ليؤكد ضلوع أمريكا في ترتيب الانقلاب، بعد أن حظي بتشجيع ودعم من اللوبي اليهودي، ولاسيما من المنظمة اليهودية العالمية "إيباك". التي أوصت باستمرار الدعم العسكري الأمريكي للجيش المصري.
في المقابل، فإن التحالف الوطني لدعم الشرعية لا يحظى بإعجاب المصريين فقط، وإنما يحظى بدعم كل أحرار العالم، لذلك ليس غريباً أن يقف عدو الصهاينة الأول الشيخ رائد صلاح مؤيداً وداعماً للشرعية في مصر، في الوقت الذي يقف فيه كل رجال السيد محمود عباس في صف التحالف الأمريكي الراعي للانقلاب على الديمقراطية.
الانقسام في المواقف ضد أو مع الانقلاب ليس سطحياً، بل عميق في الوجدان والتفكير، وتكفي الإشارة هنا إلى التناغم الروحي بني معسكر الانقلاب من خلال تصريح مصطفى بكري، كبير اليساريين في مصر، الذي يدعو الداخلية المصرية لإغراق معتصمي رابعة العدوية بالصرف الصحي، إن هذا الإبداع المعبأ بالأحقاد قد استوحاه مصطفى بكري من حكومة السيد محمود عباس في رام الله، فقد سبق وأن أغرقت ثلاثة من المقاومين الفلسطينيين في مدينة قلقيلية بالصرف الصحي حتى الموت، كان ذلك يوم الخميس في 4/6/2009
ألم أقل لكم: إن الباطل خريج مدرسة أمريكية واحدة؟
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت