السفير الأمريكي الجديد في مصر ... مخطط جديد للفوضى

بقلم: رمزي صادق شاهين


برغم نجاح الشعب المصري بالضغط على الولايات المتحدة الأمريكية لتغيير السفيرة آن باترسون ، التي كانت محطة هامة لخلط الأوراق في المشهد المصري ، وأثبتت بما لا يدع مجال للشك على أن الولايات المتحدة تضع مصر تحت المنظار ، حتى تكون في المستقبل القريب حلبة للصراع السياسي بين جماعة الإخوان المسلمين وباقي الأحزاب السياسية والليبرالية والوطنية المصرية .
لم يكن تعيين باترسون عام 2011م من قبل الرئيس أوباما محض صدفة ، فالرئيس أوباما يرى أنها واحدة من أكفأ الدبلوماسيين الأمريكيين، ووضع فيها ثقة كبيرة منذ نجاحها في إدارة الأزمة الباكستانية، خلال عملها بالسفارة الأمريكية في كراتشي ، وبعد عودتها إلى واشنطن نهاية عام ٢٠١٠م طلب أوباما من وزيرة الخارجية وقتها هيلارى كلينتون منح باترسون جائزة الخدمة المتميزة تقديرا لدورها الذي لعبته في باكستان خلال عملها كسفيرة .
أوباما اعتقد أن السفيرة الهادئة ستتمكن في مصر من تكرار تجربتها الباكستانية الناجحة في توطيد العلاقة بين الأحزاب الإسلامية والولايات المتحدة ، وكما يقول مسئول حكومي أمريكي أن السفيرة باترسون كانت ترى أن واشنطن تحتاج لتوطيد علاقتها بالقطاع الكبير المحافظ والمنتمى للتيار الإسلامي ، وهو ما نجحت فيه باترسون لكن النتيجة كانت الفوز بعلاقة جيدة مع الإسلاميين مقابل على حساب غالبية الشعب المصري وأحزابه السياسية .
أخيراً وجد أوباما نفسه أمام موجة من الغضب الشعبي في مصر ، فأصبح لا مفر من رحيل باترسون عن القاهرة وعودتها إلى واشنطن ، واستبدالها بسفير آخر يُصلح ما أفسدته باترسون من وجهة نظر منتقديها ، أو يتمكن من مواجهة ما عجزت هي عن مواجهته بسبب الظرف السياسي المُعَقَّد الذي تمر به مصر ، وكذلك الحفاظ على إبقاء الدور الأمريكي في المشهد المصري دون أي تراجع .
روبرت فورد ، السفير الأمريكي السابق في سوريا ، هذا الذي شكل حالة إعلامية مميزة وتعرض لحملات انتقاد شديدة نتيجة الأزمة السورية ، فورد من السماء المرشحة بقوة ليكون بديلاً لباترسون في القاهرة ، لكنه تعرض لحملة غاضبة شُنَّت ضده حتى من قبل ترشيحه رسميًّا لهذا المنصب .
يُعتَبَر روبرت فورد من أبرز من عملوا بمناصب دبلوماسية في الدول العربية، حيث يجيد اللغة العربية وعمل سفيرًا في الجزائر وقبلها نائبًا للسفير الأمريكي في العراق ونائبًا لرئيس البعثة الدبلوماسية الأمريكية في البحرين كما خدم في مكتب اقتصاد مصر بواشنطن وخدم قبلها في السفارة الأمريكية بمصر .
يعتبر فورد شخصية تحمل الكثير من التآمر والخبث ، فهو احد أهم أسباب اشتعال الأوضاع في سوريا ، وسبق أن تم اتهامه بالمسئولية عن الحرب الأهلية في لبنان وغيرها من المشاكل الكبرى التي تشهدها المنطقة ، ولو صح وتم تعيينه سفيراً في مصر فسوف نشهد تطورات مهمة في الساحة المصرية ، وقد تكون هذه التطورات ليست في صالح مستقبل مصر وشعبها .
نتمنى أن يكون شعبنا المصري الشقيق على دراية بخطورة الأوضاع المحيطة به ، والدور الذي تلعبه الإدارة الأمريكية لتدهور الأوضاع الداخلية المصرية ، وهذا لم يعد خافياً على أحد ، فقد لعبت الإدارة الأمريكية في المشهد المصري منذ زمن بعيد ، وكان لها من المواقف ما يُثبت أنها تسعي لتدمير مصر ، فقد تخلت عن حلفاؤها من نظام مبارك ، وهاهي تتخلى عن الإخوان المسلمين ، وبالتأكيد فإن أي تحالف معها في المستقبل سيكون مصيره الفشل .
&&&&&&&&
إعلامي وكاتب صحفي – غــزة

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت