فلسطين ـ مصر والأمة في مواجهة مستمرة مع الخطر الصهيوني

بقلم: محمد ابو سمره

بسم الله الرحمن الرحيم
فلسطين ـ مصر والأمة في مواجهة مستمرة مع الخطر الصهيوني

منذ أن بدأت المؤامرة الغربية / الصهيونية بالتخطيط والتنفيذ لسلب أرض فلسطين المباركة من أصحابها الحقيقيين نهاية القرن قبل الماضي ، وبدايات القرن الماضي ، لإقامة الكيان الصهيوني وزرعه كــ ( غدة سرطانية ) في قلب الأمة الإسلامية والعربية ، والمؤامرات الغربية / الصهيونية تحاك تترا ، ليس فقط ضد فلسطين وشعبها المرابط المجاهد ، انما أيضا ضد كل مكونات الأمة الاسلامية والعربية ، بدءا من التخطيط لاسقاط الخلافة الاسلامية العثمانية ، ومرورا بتمزيق وتقسيم وتشتيت الأمة الاسلامية والعربية جغرافيا / سياسيا / مذهبيا / طائفيا ، وزرع هؤلاء المتأمرون على ماضي الأمة وحاضرها ومستقبلها ( القنابل الموقوتة ) في كل مكان من المنطقة العربية / الاسلامية ، وأصبحت هذه القنابل الموقوتة معدَة وجاهزة للإنفجار كلما احتاج الغرب الحاقد والعدو الصهيوني لاشعال الفتن والأحقاد في أوساط العرب والمسلمين والفلسطينيين أتفسهم !!!، والأمثلة بالطبع كثيرة جدا ، واكثر وأكبر من ان تحصى وتعد ، وفي الوقت الحالي لايحتاج المرء كبير جهد ليكتشف حجم وخطورة القنابل الموقوتة ( قنابل الفتنة والمؤامرة ) المزروعة في جسد الأمة المنهك والمثخن بالجراح ، وفي كل مكان من العالم توجد قنابل ( فتنوية ) جاهزة للتفجير في وجوه المسلمين والعرب والفلسطينيين حسب حاجة ورغبات وحسابات الغرب والعدو الصهيوني ، وكل مايحدث في المنطقة العربية والإسلامية من فتن ودماء وتفجيرات ، وعبث ، وقتل على الهوية ، وانجرار وراء السراب والأوهام ، والغوص في مستنقع الفتن المذهبية والطائفية والسياسية الذي سخر له الغرب والعدو الصهيوني كل إمكانياته ، وأدواته المحلية والإقليمية من مشايخ و( أدعياء العلم والفتوى ) ، وفضائيات تبث من هنا ومن هناك ، ومن قلب عواصم الغرب الكبرى !!! وإعلاميين وإعلاميات ، وكتاب ,وباحثين ومتحدثين ، ومتحدثات ، وسبابين ولعَانين ، و" كومبارس" أجادوا القيام بــ ( أدوار السب والشتم واللعن والقذف والتشهيرضد الجميع ، وفي كل الاتجاهات !!) خدمة لمصالح أسيادهم من اعداء الاسلام والمسلمين والعرب والفلسطينيين ، وكل مايشهده العالم العربي والاسلامي في الوقت الراهن من أشكال مختلفة للإنقسام السياسي ، الإجتماعي ، والجغرافي ، والخلافات والفتن المذهبية والطائفية ، والصراعات العسكرية والتناحر السياسي ، ومحاولات تقويض أركان وأسس
( الدولة الوطنية ) ، وتدمير وتمزيق وتخريب الأوطان العربية والاسلامية مثلما يحدث في أفغانستان ، الباكستان ، العراق ، ليبيا ، سوريا ، اليمن ، وبشكل أقل منه في تونس ومصر ، ومن قبل ذلك تدمير الصومال ، ومحاولات تقسيم المغرب ، وإستنزاف الجزائر، وتركيا ، وتقسيم السودان ، بالإضافة الى ماعاشه مسلمو أوربا ( البوسنة والهرسك ، ألبانيا ، البان كوسوفو ) ومسلمي الشيشان في الاتحاد السوفياتي السابق ، ومايعيشه الآن مسلمي بورما من مذابح ومآسٍ يندى لها الجبين العالمي والضمير الإنساني ،وغيرها ... وغيرها ، بالإضافة طبعا للواقع الفلسطيني المؤلم / المؤسف / المحزن / المخزي ، حيث انقسم ( الكيان الفلسطيني الوليد والمؤقت / السلطة الوطنية الفلسطينية ) صيف 2007 الى كيانين منفصلين ، متنازعين ، متخاصمين ومتصارعين الأول في الضفة الغربية المحتلة بقيادة الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة فتح ، وهويمثل القيادة التاريخية الرسمية والشرعية للشعب الفلسطيني ، والكيان السياسي المعترف به دوليا وعربيا وإقليميا ، ويمثل فلسطين في كافة المحافل الأممية والدولية والإقليمية والعربية ، والثاني في قطاع غزة المحاصر بقيادة حركة حماس ، بينما الجزء الأكبر الباقي من فلسطين المحتلة خاضع كليا لاحتلال الدولة العنصرية الصهيونية وسيطرتها ...
ويقيم في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة والقدس وفلسطين المحتلة عام 1948 قرابة ستة ملايين فلسطيني ، بينما ينتشر في مخيمات اللاجئين في الأردن ولبنان وسوريا ، والدول العربية والإسلامية ، وشتى بقاع الأرض قرابة سبعة ملايين فلسطيني ، ويعيش اللاجئون الفلسطينيون في مخيمات لبنان والأردن وسوريا حياة غاية في الصعوبة ، وفاقت صعوبة الحياة وقسوتها لفلسطيني ولاجئي سوريا كل وصف ، بسبب المؤامرة التي تتعرض لها سوريا ، والحرب الطاحنة ، ومحاولات تمزيقها وتدميرها المستمرة منذ قرابة العامين ...
والمتأمل لكل هذه الفتن المتنقلة من دولة الى أخرى ، ومن موقع الى آخريدرك أن الهدف الأساسي من وراء هذه المؤامرات التي تنهك جسد الأمة ، إستنزاف طاقات وقدرات وخيرات الأمة والهائها ،واشغالها واضعافها ، وحرف اتجاه بوصلتها لابعادها عن التماس المباشر مع فلسطين ، والقضية الفلسطينية ، فكل هذه المؤامرات والحرائق المتنقلة التي تشتعل في أغلب مناطق الوجود الإسلامي ، والعديد من الدول العربية والاسلامية ، انما يفتعلها أعداء الأمة بقيادة ( التحالف الغربي / الصهيوني ) لحجب حقيقة مايدور على أرض فلسطين من محاولات تقسيم وهدم للمسجد الآقصى المبارك ، والحرم القدسي الشريف ، وتهويد مستمر وسلب للمقدسات الإسلامية والمسيحية ، ومصادرة المزيد من الأراضي وتهويدها ، وإقامة المزيد والمزيد من المستوطنات الإستعمارية الصهيونية / اليهودية / العنصرية ، لضمان بقاء للكيان الصهيوني غدة سرطانية في قلب الأمة / فلسطين ، وضمان التفوق العسكري ، والتكنولوجي ، والأمني ، والنوعي للكيان الصهيوني ، ومنع أية محاولة عربية أو إسلامية جادة لامتلاك زمام التكنولوجيا والتقدم العلمي لأية دولة اسلامية أو عربية ، واستنزاف مقدراتها ، وسرقة عقولها العلمية وخبراءها وعلماءها ، وللأسف الشديد يقع ( بعض أبناء الأمة الاسلامية والعربية ) في شرك مؤامرات ( تحالف الغرب / اليهود ) بوعي ، او بدون وعي ، ويتحولوا بقصد أو بدون قصد الى ( أدوات ) في يد هذا ( التحالف الشيطاني العدواني الحاقد ) الذي لايريد الشر والسوء والضرر للأمة وشعوبها ، ودولها ، وكياناتها الوطنية ، وقواها الحية وأحزابها وتياراتها السياسية ، الاسلامية والوطنية والقومية والليبرالية، ومؤسساتها ، وأنا هنا لا احتكم الى ( نظرية المؤامرة ) ، انما أحتكم الى معطيات الواقع المؤسف ، ونتائجه المؤلمة الصعبة على الأرض ....

وفي هذا السياق ، وازاء مايحدث في مصر الكنانة من احداث مؤلمة ، وإنقسام مؤسف ، فقد علَق موشيه يعلون وزير حرب العدو خلال حديثه لموقع القناة السابعة العبرية يوم الاربعاء17 تموز / يوليو الماضي ، قائلا :
( إن المنطقة هناك تمر في فترة عدم استقرار، وعدم الاستقرار سوف يستمر فترة متواصلة، ولكن المنظومة الأمنية المصرية هي منظومة تعمل من أجل تمثيل مصر وتنسق معنا ، والآن تواجه المنظومة الامنية المصرية تحديات في سيناء من قبل عناصر إسلامية متطرفة تهاجم الجيش والشرطة، ولقد كان هناك توجه مصري إلينا سبقه كذلك عدة توجهات في الفترة الأخيرة من أجل أن نسمح لهم بإدخال المزيد من القوات لمعالجة الوضع هناك )، وحسب أقوال يعلون: ( ما داموا هم يستخدمون تلك القوات في محاربة الإرهاب ، ويقومون بذلك بإذن منا ، ولا ينتهكون اتفاقية السلام، فنحن بالطبع سنسمح لهم محاربة التحديات التي يمثلها الإسلاميون في سيناء، وفي الوقت الذي سينهون فيه مهمتهم فالوضع سيعود كما كان بالتأكيد ،ولن أخوض في سؤال إذا ما كان هناك لي علاقات مباشرة أو غير مباشرة مع المصريين ، ولكن هناك اتصال بين المنظومة الأمنية الإسرائيلية والمنظومة الأمنية المصرية طوال الوقت وعلى مستويات مختلفة ويوجد تنسيق ) .....
وبالتزامن مع مثل هذه ( التصريحات الصهيونية المسمومة ) والتي تريد الدولة الصهيونية وقادتها المجرمين بشكل أو بآخر من وراء اطلاقها ، إشعال المزيد من الفتن والأحقاد والحرائق وتعزيز الانقسام السياسي والشعبي في مصر
العزيزة ، يواصل جيش العدو تعزيز الحماية على الحدود الجنوبية بين الكيان الصهيوني وشبه جزيرة سيناء المصرية ، وتم التخطيط لتنفيذ المرحلة النهائية من مشروع ( الساعة الرملية ) لتعزيز الحماية لحدود الكيان مع مصر ، وأعلنت دولة العدو أنها ستقيم حاجزا يرتفع عشرات الأمتار ويمتد عدة مئات الأمتار داخل البحر الأحمر على الحدود البحرية بين شواطئ ( مدينة إم الرشراش الفلسطينية المحتلة / إيلات ) وشواطئ طابا المصرية ، قبل نهاية العام الحالي ، وكذلك إنشاء ( مركز حساس للعمليات ) يحتوي على الشعب المرجانية والشاطئ القريب من فندق "الأميرة"، خوفا من استغلال المنطقة للاختراق السريع بعدة طرق مثال : ( منقذ يحمل سلاحا أو عبوة ناسفة، يدخل غوصا أو بواسطة دراجة بحرية ) ، وتقتصر الحماية حاليا في المنطقة المذكورة على تواجد سفن حربية تابعة لسلاح البحرية الصهيوني ، وحرس الحدود الصهيوني في قاعدة عسكرية قريبة، وقوات للرصد ودوريات تابعة لجيش العدو ، وخشية من الصواريخ ربط جيش العدو أنظمة الكشف والإنذار بالصافرات الموزعة في إيلات المحتلة ، رغم أنها لم تنطلق في كل المرات التي أطلق فيها صواريخ "غراد" من سيناء ، والتي عادة كانت تسقط هذه الصواريخ في مناطق مفتوحة قرب إيلات !! ، وأقيم السياج الحدودي الجديد غربي السياج القديم ،ووفر للجيش الصهيوني مساحة (100 ألف دونم ) لم يكن قادراً على التحرك فيها من قبل ، وتتواصل أعمال إقامة المقطع الأخير من السياج الحدودي الذي يتطلب شق طريق بطول 15 كيلومترا في الجبال ، وسينتهي العمل به أوائل العام القادم.
وفي ظل الأوضاع الصعبة التي تشهدها في الوقت مصر بشكل عام ، وسيناء بشكل خاص ، فقد اعلنت الاجهزة الامنية الصهيونية حالة التأهب القصوى، على طول الحدود الفلسطينية المحتلة الجنوبية ، وتم التركيز الشديد على المنطقة الحدودية تجاه سيناء...
و في ظل قيام الجيش المصري بحملته العسكرية الموسعة لملاحقة ( الخلايا التكفيرية والارهابية ، وخلايا المهربين الناشطة في سيناء ، وعصابات تهريب المخدرات والاتجار بالسلاح والبشر ) وتحسبا من أية تطورات غير متوقعة فقد نصب جبش العدو إحدى بطاريات ( منظومة القبة الحديدية ) في ايلات، نظرا لتعرض هذه المنطقة لاطلاق صواريخ من سيناء ، وربط جيش العدو صافرات الإنذار في إيلات بأجهزة الرصد والإنذار المنصوبة على طول الحدود مع مصر.
وتتابع الدولة الصهيونية بقلق شديد نيّة الجيش المصري شن عملية عسكرية واسعة ضد ( منظمات الجهاد العالمي ، والجماعات التكفيرية في سيناء) خوفاً من انتقال القتال إلى داخل الكيان الصهيوني، وتخشى الدولة الصهيونية أن تقوم ( الجماعات الجهادية والتكفيرية في سيناء ) بالرد على التصعيد في المنطقة التي سيصلها الجيش المصري وعلى نشاط الجيش المصري بعمليات وهجمات مسلحة تشنها المجموعات الجهادية ضد مواقع صهيونية في منطقة النقب جنوب فلسطين المحتلة.
وكان مصدر عسكري صهيوني أعلن ان الدولة العبرية ــ وبموجب اتفاقيات كامبد ديفيد ـ وافقت للجيش المصري على نشر كتيبتي مشاة مصرية في رفح والعريش الى جانب القوات الخاصة ووحدات مدرعات ترافقها مروحيات قتالية.
وحول ماتشهده المنطقة العربية من أحداث وصراعات فقد حشر وزير الحرب الصهيوني موشيه يعلون أنفه للحديث عما يدور وتوقعاته لما يمكنه أن يحدث من تطورات دراماتيكية ، وأيضا في ( تصريحات مسمومة ) فقال :
( إن منظمات "إرهابية" مسلّحة ومدرّبة ستحل مكان الجيوش في الدول العربية في السنوات المقبلة عند حدود إسرائيل، وإن التهديدات ضد إسرائيل لم تتغير ) ، وأضاف : ( إن منظمات إرهابية مدرّبة ومسلّحة من أخمص قدمها حتى رأسها ويصعب لجمها ستحل مكان الجيوش في السنوات القريبة، و أن التغييرات في المنطقة تلزمنا بأن نتساءل كل صباح ما الذي تغيّر، وملاءمة أنفسنا للواقع المتغير ) .وتابع يعلون قائلا : ( عليكم ألا تخطئوا الظن، فالتهديدات لم تقل ، وإنما تغيرت وحسب واصبحت مراوغة ومحنكة وخطيرة جداً... وستشكل تحدياً لنا على طول الحدود من قريب ومن بعيد في محاولة لمهاجمتنا بواسطة الإرهاب وإطلاق الصواريخ ) .
و أكد يعلون على جاهزية الدولة العبرية وجيشها لمواجهة كل الأخطار المتوقعة ، وكل الاحتمالات ، وكشف يعلون عن خطة رئيس أركان جيش العدو بيني غانتس لـ : ( تغيير وجه الجيش الإسرائيلي من خلال تقليص العديد من الوحدات في سلاح البحرية والبر وقسم من سلاح الجو، مقابل الاعتماد على أسلحة حديثة ومتطورة وعلى القدرات الاستخباراتية ) ، وقال : ( ستساعد القوات الإسرائيلية في البر والجو والبحر منظومات ستساعد الجيش الإسرائيلي بالحفاظ على تفوق تكنولوجي كبير في مواجهة الدول والمنظمات المحيطة بإسرائيل، وإن هذه قدرات بدأنا في تطويرها منذ فترة ولاية أمنون شاحك كرئيس لأركان الجيش الإسرائيلي وتجلبنا اليوم إلى ذروات وقمم ، والجيش الإسرائيلي ليس عبدا للتكنولوجيا ، وإنما يستخدمها ويلائمها للواقع الجديد، الذي تحوّلت فيه المعارك بين الجيوش، على غرار حرب أكتوبر/ تشرين أول العام 1973، أقل واقعية) .
واعتبر يعلون أن : ( هذه التغييرات ستساعد المقاتلين على العمل بنجاعة أكبر بكثير، ومن خلال استغلال هذه الافضليات البشرية والتكنولوجية التي ستمنحهم إمكانيات كثيرة لحسم المعركة بشكل ساحق وسريع، ولذلك فإننا سنحرص على عدم المس بتعاظم القوة وسنستثمر بها ، لأنها ستحافظ على التفوق النوعي لدولة إسرائيل ) .
وحذر الجيش الصهيوني من خطورة استمرار وتطور مسارات تهريب المخدرات عبر الحدود المصرية واستغلالها من قبل خلايا لتنفيذ هجمات ضد الكيان الصهيوني ، عبر اختراق الجدار الالكتروني الذي اقامه جيش العدو ، لمنع تسلل المهاجرين الافارقة ، وقد فشل جيش العدوفي وقف تهريب المخدرات عبر سيناء الى دولة الكيان ، رغم استكمال بناء الجدار الإلكتروني، حيث يعمل المهربون على قصه ، أو التسلق من فوقه ، أو حفر انفاق صغيرة من أسفله ، وعلى الرغم من قدرات منظومات العدو في جمع المعلومات الاستخبارية ونشر قوات نوعية على طول الجدار، تنجح العصابات في تهريب المخدرات ، ويسجل اسبوعيا حوالي عشر محاولات للتهريب ، ويتم احباط بعضها ، و أعلنت ( تشكيلة غزة ) في جيش العدو عن خشيتها من تحول ( مسارات التهريب ) الى ( مسارات لخلايا ) قد تستخدمها في تنفيذ هجمات تستهدف الكيان الصهيوني .
و تنشط حركة التهريب في منطقة التلال الرملية من الحدود الفلسطينية المحتلة / المصرية ، والتي تمتد بطول 20 كيلو متر من كرم ابو سالم في الشمال مروراً بقطاع غزة ، وحتى منطقة "كاديش برنيع" على الحدود.
وقال ضابط صهيوني يعمل في ( تشكيلة غزة ) : ( أن كل من يعتقد أن منظومات المراقبة الاستخبارية والمقاتلون الميدانيون سيمنعون مائة بالمائة التهريب فهو خاطئ ، والجدار فقط يمنع المتسللين ، وإن العصابات تعتاش من التهريب ، وتقوم بكل شيء من اجل انجاح عمليات التهريب ونقل المخدرات ، وهم يستعينون بمركبات متطورة ووسائل رؤية ليلية ، ويحصلون على معلومات استخبارية داخلية من الجيش الاسرائيلي ) .
ويتخوف جيش العدو من اطلاق ( عناصر معادية ) في سيناء قذائف صاروخية على مدينة ايلات المحتلة في هذا الوقت الحساس بسبب تزايد نشاط الحركة السياحية في المدينة، حيث يتوافد عليها ما يقارب 30 ألف سائح خلال شهري تموز / يوليو وآب / أغسطس من كل عام وهو ما قد يعرض حياتهم للخطر.
وأكد المتحدث باسم الجيش الصهيوني نصب بطارية صواريخ من منظومة ( القبة الحديدة ) ، وكشف أن : ( نقل المنظومة من مكان الى أخر في اماكن مختلفة في البلاد يأتي في الوقت الذي يتزامن مع التغيرات الحاصلة، وبالتنسيق مع تقديرات الوضع الامني) .
وذكرت القناة الثانية في التلفزيون الصهيوني أن جيش العدو ربط منظومة صفارات الانذار في المدينة بأنظمة الاستشعار والانذار المكبر المنتشرة على طول الحدود مع مصر.
وفي سياق آخر ، ولتعزيز محاولات العدو الصهيوني لعملياته ومحاولاته المستميتة والحثيثة لاختراق المجتمعات العربية والتغلغل فيها ، فقد افتتحت دولة العدو مؤخرا سفارة افتراضية ( أي عبر العالم الإفتراضي الاليكتروني ) للتواصل مع مواطني دول الخليج، بعد ظهور العلاقات التجارية السرّية التي تقيمها الدولة العبرية مع الدول العربية الست الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي خلال العقد الماضي، وعلى الرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية معها ، وفتحت وزارة الخارجية الصهيونية حساباً على موقع (تويتر) وعرف الحساب نفسه بأنه : ( القناة الرسمية للسفارة الإسرائيلية الافتراضية إلى دول مجلس التعاون الخليجي، وشجّع المتابعين على إرسال تعليقات إلى الحساب) ...
وبلغت قيمة صادرات الدولة العبرية إلى الدول الخليجية الست قرابة ( 500 مليون دولار سنوياً ) وتتم في الغالب عبر ( طرف ثالث !! ) مما يجعل من الصعب تعقبها..
وأكد إسحق غال، أستاذ الاقتصاد السياسي بجامعة تل أبيب : ( بأن آفاق التجارة بين اسرائيل والدول الخليجية الست ، ستكون هائلة إذ ما أقامت علاقات طبيعية معها، وبشكل يمكن أن يحوّل هذه الدول إلى واحدة من أكبر أسواق التصدير لإسرائيل ) ، وكشف إيغال بالمور ( المتحدث باسم وزارة الخارجية الصهيونية ، والمسؤول عن إدارة حسابها على موقع تويتر) : إن ( السفارة الافتراضية ستكون أداة جيدة جداً للدخول في حوار مع مواطنين من دول مجلس التعاون الخليجي ) وأوضح بالمور بعض أهداف هذه السفارة الافتراضية قائلا : ( نريد الحصول على تغريدات من أي شخص في دول مجلس التعاون الخليجي يريد الانخراط معنا بحوار في أي موضوع مثير للاهتمام، سواء أكان تجارياً أو علمياً أو سياسياً أو اجتماعياً ) !!!
أي هم يريدون اختراق المجتمعات العربية الخليجية ، وبالتالي العمل على تجنيد واستدراج ، ومن ثم اسقاط كل من يرتكب ( حماقة ) و( جريمة ) التواصل مع هذا الموقع اليكتروني الصهيوني المعادٍ، لأنه بالتأكيد تابع كليا لأجهزة الأمن الصهيونية ، وليس لوزارة الخارجية الصهيونية فقط .
وقالت صحيفة (فايننشال تايمز) البريطانية : ( إن محاولات سابقة لتعزيز العلاقات بين الكيان الصهيوني ودول مجلس التعاون الخليجي باءت بالفشل، بسبب حساسية العلاقات ، نظراً للدعم الشعبي الواسع النطاق بين مواطنيها والمقيمين الأجانب على أراضيها للقضية الفلسطينية ) ، وكشفت أن : ( بعض رجال الأعمال الإسرائيليين يسافرون إلى دبي وكذلك المراكز التجارية الأخرى في الخليج باستخدام جوازات سفر أوروبية ، أو يقومون بالتنصت على اتصالات النخبة في المنطقة، لبيع منتجاتهم ) .
وأيضا في اطار الحملات الصهيونية لاختراق المجتمعات العربية والاسلامية ، بل والغربية ، وفي محاولات مستميتة لـ ( خلق رأي عام مؤيد ، أو مدافع عن الكيان الصهيوني ) اطلقت الدولة العبرية بمبادرة من باتريك درهي المالك لـ ( شركة الكوابل الإسرائيلية «هوت» ) والذي يمتلك عدة وسائل إعلام عالمية ( محطة «آي 24 نيوز» التلفزيونية ) يوم الأربعاء الماضي 16 يوليو/ تموز لتجميل صورة الكيان الصهيوني في العالم ، وستبث المحطة الفضائية الصهيونية برامجها باللغات العربية والإنكليزية والفرنسية ، ويقع مقرها في مدينة يافا المحتلة ( عروس البحر المتوسط ) وكشف درهي : (أنه سيضخ عشرات ملايين الدولارات للقناة الجديدة التي ستحارب من أجل صورة إسرائيل في العالم ) .
ويتولى منصب المدير العام للمحطة الديبلوماسي اليهودي الفرنسي الأصل والصهيوني السابق فرانك ملول ، وكان يعمل في السابق مستشاراً لرئيس الحكومة الفرنسية ، وتولى مناصب في ( قناة فرانس 24 ) ، وقرر أخيراً الهجرة إلى الكيان الصهيوني مع عائلته ، لينضم الى اليهود المغتصبين والمستعمرين لأرضنا الفلسطينية المقدسة ، ووطننا المسلوب .
وجنّدت المحطة المذكورة ( 250 اعلاميا واداريا وفنيا وعاملاً ) ، بعضهم معروفون من خلال عملهم في وسائل الإعلام الصهيونية ، مثل الصحافي سليمان الشافعي ، وهو من ( بدو النقب الفلسطيني المحتل ) و كان يعمل مراسلا للقناة التلفزيونية الصهيونية الحكومية الثانية في قطاع غزة، وسيتولى رئاسة القسم العربي في المحطة الجديدة.
والمحطة عبارة عن ثلاث قنوات تلفزيونية، واحدة تبث بالعربية ، والثانية بالإنكليزية ، والثالثة بالفرنسية، ولدى كل من القنوات الثلاث غرفة أخبار وجدول برامج واستوديو منفصل ...
وقالت صحيفة «هآرتس» العبرية : ( إن العاملين والمسؤولين في القناة الجديدة يصفونها بأنها «الجزيرة الإسرائيلية»، في إشارة إلى قناة «الجزيرة» القطرية ) .
وقال ملول لـ " هآرتس " إن :
( الأمر الأهم حالياً هوسماع صوت مختلف في الشرق الأوسط ، وبخاصة من جانب الدولة الديموقراطية الوحيدة في المنطقة وهي إسرائيل !! ، ومهمتي هي تغيير القصة الإخبارية عن إسرائيل، لأنه عندما نشاهد قنوات تلفزيون دولية فإن صورة إسرائيل لا تتلاءم مع الواقع، وأنا أريد ربط إسرائيل بالعالم وربط العالم بالواقع والمجتمع في إسرائيل ، ونحن لا نبث بالعبرية ، لأن جمهورنا ليس مؤلفاً من الذين يحبون إسرائيل ، وإنما من الأشخاص الذين يكرهونها ، وإذا أردنا أن نبعث برسالة وتكون مفهومة فإن علينا أن نقولها بلغة أولئك الأشخاص ) .
وتولى الصحافي اليهودي الفرنسي الأصل ستيفان كلاو الذي هاجر إلى الكيان الصهيوني رئاسة القناة التي ستبث بالفرنسية بمحطة «آي 24 نيوز» الصهيونية ، وكشف عن خطة عم محطته الموجهة للناطقين بالفرنسية قائلا : إن ( الحرب على الرأي العام الفرنسي لن تكون سهلة، ولا أعتقد أن الفرنسيين لا يحبوننا ، وإنما هم لا يعرفون كل شيء عن إسرائيل ،ونحن هنا من أجل إظهار إسرائيل الأخرى وتركيبة مجتمعها، فيما الإعلام الفرنسي يجلب دائماً الصور والتقارير ذاتها ومن دون الصورة الشاملة. لن نكون في فرنسا فقط، وإنما في أفريقيا أيضاً، في الجـــزائر والـــمغرب وتونس، وفي كندا أيضاً ) .
ويعمل إلى جانب قنوات محطة «آي 24 نيوز» الثلاث، ثلاثة مواقع إلكترونية موازية تستخدم آليات مشابهة بهدف تجميل صورة الكيان الصهيوني في العالم.
وفي الجانب الآخر من المشهد ، ومع اعلان استئناف المفاوضات بين الكيان الصهيوني والفلسطينيين، اعتبر نائب وزير الخارجية الصهيوني زئيف الكين ( الاعتراف بحدود عام 67 هو انتحار لا يمكن لحكومته قبوله ) ، وقال :
( ان اي عملية تفاوضية حددت سلفاً التنازلات التي ستقدم خلالها لم تحقق قط اي نجاحات في الشرق الاوسط ، وحتى من يؤيد حل الدولتين يتعين عليه ان يدرك ان الاعتراف بحدود عام 67 ينطوي على الانتحار) ...
و نفى الناطق بلسان رئيس حكومة العدو مارك ريجف، ان تكون الدولة العبرية : (وافقت على استئناف المفاوضات على اساس اقامة دولة فلسطينية على حدود 67) ...
وأكد ريجف : ( ان كيري توصل الى صيغة لاستئناف المفاوضات تقضي بان يباشر الطرفان التفاوض على اساس حدود 67 مع تبادل اراض يتم فيه الأخذ بالاعتبار الأمر الواقع على الأرض في الضفة الغربية، مع وجود الكتل الاستيطانية الكبيرة ، وقيام اسرائيل بعدة خطوات فورية كازالة حواجز عسكرية في الضفة واطلاق سراح اسرى قبل توقيع اتفاقية اوسلو وتجميد البناء الاستيطاني في المستوطنات النائية ) .
وقال الوزير الصهيوني يعقوب بيري، من حزب "هناك مستقبل" ان : ( اسرائيل ستكون مضطرة لتقديم تنازلات اقليمية كبيرة في المستقبل، حيث هناك اغلبية بين الاسرائيليين ونواب الكنيست، تؤيد تسوية سياسية. وحذر بيري من الاستمرار في الوضع الراهن لما سيساهم في تصعيد الاعمال الارهابية وتعزيز قوة حماس ) ، وايد بيري ( فكرة الشروع في مفاوضات على اساس حدود عام 67 مع بعض التعديلات الحدودية ) ، وقال : ( ما من شك في ان اسرائيل ستضطر الى تقديم تنازلات اقليمية كبيرة في المستقبل ،وهناك اغلبية بين المواطنين وفي الكنيست تؤيد التسوية السياسية واذا احتاج رئيس الوزراء الى ادخال تعديلات على تشكيلة الائتلاف الحكومي من اجل التوصل الى مثل هذه التسوية فسيتم ذلك ، وان بقاء الوضع الراهن قد يؤدي الى تصاعد الاعمال الارهابية وتعزيز قوة حركة حماس ) .....
ختاما ....
ترى هل تكفي المعطيات التي أوردتها في هذا المقال حول صعوبة وتعقيد المشهد على المستوى الفلسطيني والعربي والاسلامي ، لأن نقف مع انفسنا امام الحقيقة المرَة ، ونعيد حساباتنا المحلية والعربية والإقليمية والدولية من جديد ، على قاعدة ( بناء القوة الذاتية ، والتوحد ، والتماسك ، وتفويت الفرصة على كل من يتآمر على قضيتنا الفلسطينية ـ القضية المركزية للأمة ـ ، وتفويت الفرصة أيضا على كل من يتآمر على أمتنا العربية والإسلامية ، وأن ندرك بمنتهى الوعي أن وحدتنا تعني القوة ، وتفرقنا يعني الضعف والانهيار والتمزق ) .... ؟؟!!!
أيها الفلسطينيون ... أيها العرب ... أيها المسلمون ... نحن جميعا وأوطاننا ومقدراتنا ومقدساتنا في خطر ، ونحن في مواجهة التحدي الأكبر : إما الوحدة ، وإما استمرار الإستلاب والضعف والإنكسار والتبعية والهزائم .. والعار..

د.محمدأبوسمره
رئيس مركز القدس للدراسات والاعلام والنشر ( القدس نيوز )
مؤرخ وخبير استراتيجي
غزة ـ فلسطين
البريد الاليكتروني [email protected]

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت