أيام ..

بقلم: يحيى الزميلي

أيام ..

هي لحظات فقط من عمر الأمل واليأس والحرمان والتغيير والتقلبات النفسية والمناخية اللا متناهية في السرعة ويتنهي شهر الخير ، بكل تفاصيله المنيرة التي جمعت بين ثناياها الرحمة والمغفرة والعتق من النار والتي نتمنى من الله عز وجل أن نكون ممن شملهم العفو الرباني في هذه الأيام المباركة ..

هي دوامة الحياة التي تطحن عظام البشر وتجعل منها أداة جيدة للتعالي على مقومات الحضارة وتنسيقات الوعي ومتراميات المنطق ، هي أيام .
أيام تجري من حياة الإنسان تسرق منه أحلاما وترجع إليه أحلاما ، وترمي بين يديه خيبات وتسحب منه أخرى ، هي أيام تمضي من حياة الجميع لا ترحم أحدا فاليوم الذي يعود يسلب منك عمرك ووقتك وزمنك ويقربك إلى حياة البرزخ يوما بعد يوم
في هذه اللحظات التي ينشق فيها الإنسان عن إنسانيته والمرء عن مبادئه والشريف عن قيمه ، وفي هذه اللحظات التي ترمي أناسا فوق السحاب و تعجن أخرين تحت براثن الأرض ، يقف الإنسان حائرا ماذا يصنع وماذا يفعل ومن أين يبدأ وما الحل ..

الحل بين أيدي الجميع ، ولكن الجميع ليس لديهم حل .. فلنتخيل للحظة ولنتأمل قول الله تعالى : "وتلك الأيام نداولها بين الناس" ، هي الأيام التي تتداول بين البشر ، فلو ترامت نظراتك القاسية إلى الوراء سنة أو أكثر لرأيت أن الأحداث هي هي تسير لكن باختلاف الأماكن والأزمنة والأشخاص .. ولربما باختلاف أنواع العذاب الذي يعصر البعض والرحمة التي تنقذ البعض الآخر .

لا بد على الإنسان أن يقف في منتصف الطريق ليرى أين هو ، بينه وبين النجاح درجة أم بينه وبين الفشل درجة أم بينه وبين حياته السعيدة برهة أو بينه وبين حياته المتشاقية برهات ..

على هذا الأساس تستمر حياة الناس على الأيام التي تطوي أعمارنا طيا لا يرحم أحدا فقبل يوم فقط من عمر الأيام المستحدثة كانت بداية الشهر الفضيل وبعد ساعات فقط هو عيد الفطر وبعد أسبوع فقط سوف تحمل على الأعناق إلى الحياة الآخرة ، هي الحياة التي هي نفق يمر الإنسان فيها من فتحته ويخرج من الفتحة الأخرى أو هي كراكب استظل بظل شجرة ..

فلنتأمل راكب استظل بظل شجرة ، يا الله !!!
هي الحياة بكل تفاصيلها ومعاناتها وآلامها وأمالها ، راكب استظل بظل شجرة ، لنتأمل جيدا أي نوع من الأشجار سوف تكون حياتك أهي شجرة كبيرة وظلها كبير أم شجرة صغيرة وظلها صغير أم هي شجرة لم يأن الله عز وجل لها أن تنبت أصلا ..

لكن هناك حل واحد لتبقى أيامك على الأرض موجودا كنت أم تاه عقلك في مقابر الأرقام أو لربما استوطن جسدك مقابر الدود ، هو قول الله تعالى " وأما ما ينفع الناس فيبقى في الأرض" صدق الله العلي العظيم.

علينا جميعا أن نسخر حياتنا لما ينفع الناس ، العلم ، الصدقة ، الكلمة الطيبة ، الوجه النير ، الذكر الحسن وذكر الله عز وجل والنوم على نية الرباط ..

أرجو من الله عز وجل أن يجعل من حياتنا موت لبعض مآسينا ومن موتنا حياة لذكرنا وجعلنا الله من عتقاء هذا الشهر الفضيل وكل عام وأنتم بخير .. أيام ,,

الكاتب : يحيى الزميلي 8-6-2013

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت