القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء
يستقبل المقدسيون اول ايام عيد الفطر السعيد صباح الخميس، بحالة من الفرح والسرور، رغم المنغصات التي تحاول سلطات الاحتلال الاسرائيلي فرضها على واقع حياتهم الاجتماعي والاقتصادي وحتى السياسي، باجراءاتها التعسفية الممنهجة لتهجيرهم عن مدينهم التاريخية.
وتشهد اسواق وشوراع وازقة البلدة القديمة في القدس المحتلة ازدحام في حركة المواطنين لشراء حاجيات العيد من الملابس والحلويات والسكاكر والمكسرات، حيث أبرز اصحاب المحالات التجارية بضاعتهم المتنوعة والجديدة لاغراء زبائنهم القادمين من الضفة الغربية والداخل الفلسطيني المحتل عام الـ48 واهل القدس على امتداد شارعي صلاح الدين والسلطان سليمان وباب الزهراء .
كما تنتشر على جوانب الطرقات بسطات لبضائع متنوعة بأسعار اقل من التي يعرضها اصحاب المحالات التجارية مما جلعها تلاقي اقبال كبيرا من المتسوقين..
ويجتهد التجار المقدسيون في تقديم بضائعهم باسعار منخفضة لتتناسب مع الاوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها ابناء المدينة المقدسة في ظل حصارها وإغلاقها من كافة الجوانب بسبب بناء جدار الفصل العنصري منذ بداية عام 2004.
ويعاني اصحاب المحالات التجارية بشارع السلطان سليمان من حركة شرائية منخفضة مقارنة مع الاعوام الماضية، رغم ان سلطات الاحتلال منحت آلاف التصاريح لسكان الضفة الغربية لزيارة هذه المدينة في شهر رمضان المبارك، الا انهم يتوجهون لمراكز تجارية اسرائيلية لشراء بضائع ذات جودة وأقل اسعار، علما بان البضائع في القدس لا تختلف كثيرا في جودتها وإنما اختلال الاسعار بسبب ارتفاع في الضرائب الاسرائيلية على اصحاب المحالات التجارية جعل المتسوقين من الضفة الغربية يتوجهون للمراكز التجارية الاسرائيلية.
ويقول احد اصحاب المحالات التجارية في القدس لبيع ملابس الأطفال في حديث لمراسلة "وكالة قدس نت للأنباء":" المحل خاوي من الزبائن فقط يأتون لفحص البضائع ويخرجون دون الشراء، رغم اننا وضعنا سعر يتناسب مع الوضع الاقتصادي يلى بتعيشه مدينة القدس"...
مكسرات وشكولاته،، اقبال يختلف عن الاعوام الماضية..
صاحب محل "السمان" لبيع المكسرات والحلوى في شارع صلاح الدين يقول:" يوجد نوعين من الشوكلاته "الشرقية" وسعر الكيلو منها 80 شيكل والثاني والغربية وسعر الكيلو منها 100 شيكل، وايضا المكسرات يوجد نوعين بالاسعار، الاسعار متفاوتة وقد حاولنا قدر المستطاع تقليل الاسعار، الا اننا لا نستيطع تخفيضها بسبب الضرائب الاسرائيلية المفروضة"....
ومقابل ذلك يعرض اصحاب بسطات الملابس والاحذية والمكسرات والشكولاتة عند درجات باب العامود بضائع باسعار منخفضة، مما يؤثر سلبا على اصحاب المحالات التجارية ويقول صاحب البسطة عليان :"ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان بسبب توافد الفلسطينيين للمسجد الاقصى، كان هناك اقبالا كبيرا على المبيعات من المكسرات والشكولاتة خاصة من المواطنين القادمين من الضفة الغربية وفلسطينيي الـ 48، حيث ان كيلو المكسرات بسعر 50 شيكل مما يسهل على المواطنين لشرائها."
ارث تاريخي ينتنقل من جيل الى جيل..
وفي شارع الواد الذي يتميز ببيوته وأزقته ومحلاته التاريخية، تشتم رائحة البهارات والخلطة السحرية النابعة من حب هذا المكان للحفاظ على ارث تارخي يتنقل من جيل لآخر تقف امام الحاج المقدسي نظمي ابو صبيح صاحب محل الحلويات وهو يصنع كعك العيد.
ويقول ابو صبيح :" بان صناعة الحلويات لها مناسباتها وطقوسها الجميلة، وكل مناسبات سعيدة لها حلويات خاصة ، في عيد الاسراء والمعراج والمولد النبوي يتم بيع حلويات المشبك المقدسي المشهور.. وفي شهر رمضان المبارك بيع القطاف.. العوامة..وفي مناسبة الاعياد الاسلامية والمسيحية يكثر بيع الكعك بعجوة والمعمول بحشوة الجوز..."
ويسرد الحاج ابو صبيح حكايته مع صناعة الحلوات قائلا :"ان اتقان معمول الكعك مهنة متوارثة عبر الاجداد(..) كان في الماضي لا يوجد مطحنة لطحن القمح كما هو اليوم ، ويتم احضار القمح وطحنه عبر الطاحونة التي مازالت حتى يومنا هذا محتفظا بها كإرث من والدتي رحمها الله ... وكانت تستعملها لفصل القمح من اجل عجن المعمول ووضع الزيت والبهارات الخاصة بالعكك مثل الحلبة واليانسون والكركم، وتجهيزه لتقديمها للضيوف القادمين لها بتقديم التهاني خلال عيد الفطر السعيد "، ويضيف :" بان وجود الكعك على طاولة كل بيت بشكل اساسي وهو تعبيرا عن قدوم العيد."
ويشير الحاج ابو صبيح:" بأن الحاضر لا يختلف عن الماضي الا ان اختلاف الاسعار وتزايدها سيد الموقف النابع عن غلاء المعيشة في القدس بسبب انتشار البطالة في صفوف المواطنين بالإضافة للضرائب الناتجة عن بلدية الاحتلال وأيضا بارتفاع اسعار السلع التجارية: العجوة او " التمر" والجوز.. الا ان المواطنين مازالوا يتشبثون بهذا الارث الفلسطيني وهو احد الطقوس للاعياد السعيدة.."ويؤكد:" بانه مهما تغيرت الاوضاع بمحاولات الاحتلال لطمس معالم مدينة القدس، إلا ان المواطنين مازالوا يهتمون بهذه الطقوس ويحافظون عليها. "
عدسة "وكالة قدس نت للأنباء"تجولت في مدينة القدس مع قدوم عيد الفطر السعيد واعدت هذا التقرير:
تصوير/ديالا جويحان