القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء
ناشدت إسرائيل الاتحاد الأوروبي يوم الجمعة إعادة النظر في عقوبات يعتزم فرضها على المنظمات الاسرائيلية في الأراضي المحتلة في تحول عن نبرة الغضب السابقة والحديث عن إجراءات انتقامية.
وبموجب التوجيهات الارشادية التي اعتمدتها المفوضية الأوروبية في يونيو/ حزيران لن تكون "الكيانات" الإسرائيلية العاملة في الضفة الغربية والقدس الشرقية مؤهلة للمنح والجوائز والقروض الأوروبية بدءا من العام المقبل.
ورحب الفلسطينيون الذين يسعون لإقامة دولتهم على هذه الأراضي بهذه الخطوة ونددت بها إسرائيل التي أسكنت أعدادا كبيرة من الاسرائيليين في الضفة الغربية وتعتبر القدس الشرقية جزءا لا يتجزا من عاصمتها وهو وضع غير معترف به دوليا.
وردت الحكومة الإسرائيلية اليمينية في 26 يوليو/ تموز بإعلان فرض قيود على مشروعات المساعدة التي يقدمها الاتحاد الأوروبي لألوف الفلسطينيين في الضفة الغربية. واتهمت الأوروبيين يوم الخميس بالإضرار بجهود السلام الإسرائيلية الفلسطينية وقالت انها لن توقع اتفاقات جديدة مع الاتحاد الذي يضم 28 دولة نظرا للعقوبات التي يعتزم فرضها.
لكن زئيف الكين نائب وزير الخارجية الإسرائيلي انتهج أسلوبا أكثر دبلوماسية اليوم الجمعة عارضا التفاوض مع الاتحاد الأوروبي على التوجيهات الارشادية التي وصفها بانها تمثل تحديا لسيادة إسرائيل.
وقال لراديو إسرائيل "نحن مستعدون لاجراء حوار خلاق مع الأوروبيين. نحن نتفهم موقفهم. ونرفضه ولا يعجبنا لكن هذا حقهم فيما يتعلق باستخدام أموالهم."
وأضاف "نحن نطلب من الأوروبيين كذلك ان يأخذوا في الاعتبار المشاكل القانونية وغيرها من المشاكل التي يحدثها هذا على الجانب الإسرائيلي. نحن نريد العودة ومستعدون للتفاوض. لكن إذا ظلت الشروط على ما هي عليه الآن - خطوات غير مسبوقة وتتجاوز أي شيء حدث حتى الآن - فلن نتمكن من القيام بذلك."
وقال مايكل مان المتحدث باسم كاثرين اشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إن بروكسل مستعدة لتوضيح التوجيهات الإرشادية الجديدة في محادثات مع اسرائيل.
واضاف في رسالة بالبريد الالكتروني لرويترز "نحن مستعدون لتنظيم مناقشات تقدم خلالها مثل هذه الإيضاحات ونتطلع لاستمرار التعاون الناجح بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي بما في ذلك مجال التعاون العلمي."
وقال مسؤول اوروبي اخر ان الجولة الاولى من مثل هذه المحادثات ستعقد يوم الاربعاء في تل أبيب. وستركز على هورايزون 2020 وهو برنامج مهم للبحوث يتكلف 80 مليار يورو (107 مليارات دولار) من المتوقع ان تشارك فيه اسرائيل حيث ستساهم ببعض التمويل وتتلقى منحا في المقابل.
واثار الخلاف مع بروكسل بشأن المستوطنات قلق العلماء والاكاديميين الاسرائيليين من احتمال حرمانهم من المشاركة في البرنامج. وهون الكين من مخاوفهم لكنه قال ان ما يحتمل ان تخسره اسرائيل سيكون في مجال الانجازات العلمية وليس على الصعيد المالي.
وقال "الجانب المالي ليس بالتأكيد مليارات اليورو ولا حتى مليار واحد" مضيفا ان المساهمات الاسرائيلية في مثل هذه البرامج في الماضي حققت "عائدا يقرب من 1.3 يورو لكل يورو استثمر".
ومضى الكين قائلا ان توجيهات الاتحاد الاوروبي الارشادية تقتضي من اسرائيل اتخاذ اجراءات ضد مؤسساتها التي لها منشآت في القدس الشرقية.
وقال "النزاع هناك يدور حول القدس النزاع يدور حول مسألة ما اذا كانت الحدود السيادية التي وضعناها سارية أم لا. اذا بدأتم التمييز بين الكيانات المختلفة القائمة داخل اراضيكم السيادية فهذا يعني فعليا نفي السيادة التي أعلنتموها."