قدمت الحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة عددا كبيرا من الشهداء الذين ارتقوا بفعل السياسات والممارسات والإنتهاكات والجرائم الإسرائيلية التي ترقى لمستوى جرائم حرب تستوجب قيام كل من يرفع شعار الدفاع عن حقوق الإنسان وفي المقدمة الأمم المتحدة والمجلس الدولي والمفوض السامي لحقوق الإنسان واللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية والبرلمان الأوروبي وكافة المؤسسات العاملة في شؤون حماية حقوق الإنسان .
وهناك عدد ( 52 شهيدا ) من عدد إجمالي شهداء الحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة البالغ 207 ارتقوا بفعل سياسة الإهمال الطبي الإسرائيلي المتعمد وهناك أسرى استشهدوا بعد الإفراج عنهم وكان ما نتمنى أن يكون آخر شهداء الإهمال الطبي اللواء ميسرة أحمد أبو حمدية ( أبو سنينة ) 64 عاما والذي فارق الحياة شهيدا في يوم الثلاثاء الموافق 2 / 4 / 2013 بعد صراع مع مرض سرطان الحنجرة وبعد صراع مع سياسة الإهمال الطبي الإسرائيلي المتعمد .
إن أسرة القهر والمرض المزمن في سجون الإحتلال الإسرائيلي تضم حتى يومنا هذا كوكبة من المناضلين الفلسطينيين الأسرى الذين يواجهون الموت في ظل سياسة الإهمال الطبي الإسرائيلي المتعمد .
إنهم الأسماء والأرقام الصعبة وشركاء الدم والقرار وإنهم الشهداء الأحياء وهم الذين يحملون على أكتافهم ظلم المؤبدات والحرمان والسجان .
إنهم الأسرى المرضى الذين يصارعون الإهمال الطبي الإسرائيلي في ما تسمى بعيادة مستشفى سجن الرملة وهنا أذكر عددا من أسماء هؤلاء الأحياء في زمن الأموات والذين يرسمون لنا ملامح الحرية والعودة والشموخ والكبرياء وقد تداولته بعض وسائل الإعلام :
1- الأسير ناهض فرج جدوع الأقرع ( 41 عاما ) وهو من سكان حي الشيخ رضوان بمدينة غزة وكان قد اعتقل على يد قوات الإحتلال الإسرائيلي في 7 / 7 / 2000 ويعاني من إعاقة دائمة بسبب بتر قدمه اليمنى قبل الاعتقال بعد إصابته بالرصاص وبترت قدمه اليسرى بعد الاعتقال بتاريخ 3/4/2013 نتيجة تلف أنسجتها الداخلية وإصابتها بالغرغرينا .
2- الأسير رياض دخل الله العمور من سكان قرية تقوع بمحافظة بيت لحم ( 42 عاما ) وكان قد اعتقل بتاريخ 5 / 5 / 2003 وحكم عليه بالسجن 11 مؤبدا وهو متزوج وله 5 أبناء ويعاني من ضعف في عضلات القلب وأجريت له عملية قلب مفتوح ويعاني الآن من التهابات حادة في الرئة.
وخلال العامين الأخيرين عانى الأسير العمور من ضيق التنفس وإرهاق شديد وأصيب عدة مرات بحالة الغيبوبة وعانى من آلام في الرئتين وأوجاع في الظهر؛ بسبب إصابة سابقة بالرصاص وما زالت إحدى الرصاصات مستقرة في ظهره.
3- الأسير محمود محمد سلمان " 50 عاما " من سكان مشروع بيت لاهيا في شمال قطاع غزة ومحكوم بالسجن المؤبد ويعاني من تضخم بالقلب وانسداد بالشرايين سبب له أعراضا إضافية من أوجاع في يده اليسرى وخدر متواصل بالإضافة إلى نزول الدم مع البول، ويعاني من التعب والإرهاق الشديد وقصور في عمل الرئتين.
4- الأسير أمير فريد ياسين أسعد سكان كفر كنا في فلسطين المحتلة 1948 المعتقل منذ تاريخ 6/12/2011.
يذكر أن الأسير أمير، 29 عاما، مصاب بشلل نصفي نتيجة تعرضه لحادث سير عام 2005 وهو دائما بحاجة إلى علاج طبيعيي، وكانت عناصر النحشون الإسرائيلي قد أسقطته عن كرسيه المتحرك على درجات المحكمة يوم 27/6/2012 أثناء نقله، ما أدى إلى كسر الكرسي وإصابته في ظهره.
5- الأسير محمد فريد ياسين أسعد سكان كفر كنا في فلسطين المحتلة 1948 المعتقل منذ تاريخ 6/12/2011.
ويعاني محمد 19 عاما من مرض يسمى الفيل وهو تضخم في الأوعية الدموية، وهو بحاجة متواصلة إلى العلاج، ولا يتلقى سوى المسكنات.
6- الأسير عثمان جمال الخليلي 32 عاما، معتقل إداري منذ 7/3/2012، مصاب بالشلل بسبب إصابة على يد قوات الاحتلال قبل اعتقاله.
7- الأسير منصور محمد عبد العزيز موقدة من سكان الزاوية بمحافظة سلفيت 41 عاما ومحكوم بالسجن المؤبد، وهو معتقل منذ 2/7/2001 ومعاق مصاب بشلل نصفي وعدة أمراض خطيرة بسبب إصابته قبل اعتقاله بثلاث رصاصات في العمود الفقري والحوض والبطن، ما أدى إلى شلل نصفي في الجزء السفلي من جسمه وهو مقعد على كرسي.
8- الأسير سامر علي داوود عويسات سكان الشيخ سعد في السواحرة الشرقية بالقدس، ويبلغ من العمر 28 عاما، وهو متزوج ويعيل ولدين. ويعاني من إصابات بالرصاص على يد قوات الاحتلال في منطقة الظهر ومن حالة نفسية غير مستقرة نتيجة معاناته من مرض الصرع ونوبات تصيبه بين الحين والآخر.
تعرض الأسير عويسات عند اعتقاله لإطلاق النار وأصيب في منطقة الظهر وتم نقله إلى مستشفى هداسا عين كارم، حيث أجريت له عملية جراحية وتم استئصال الكلية وجزء من الأمعاء، ووضع له كيس في البطن من أجل إخراج البراز.
9- الأسير خالد جمال الشاويش 41 عاما، سكان طوباس محكوم بالمؤبد عشر مرات اعتقل عام 2007، مصاب بشلل نصفي جراء إصابته بالرصاص خلال حصار الرئيس أبو عمار في المقاطعة عام 2002، وهو يعيش على كرسي متحرك في مستشفى الرملة، وأوضاعه الصحية سيئة للغاية، ويخرج البول عن طريق فتحة في البطن بسبب تلف في المثانة، ونصف معدته من البلاستيك وهو بحاجة إلى زراعة شبكة بلاستيكية ولا يتلقى سوى المسكنات إلى درجة أنه أصبح مدمنا على المسكنات، وهو متزوج وأب لطفلين.
10- الأسير صلاح الدين الطيطي 21 عاما من سكان مخيم العروب بمحافظة الخليل والمعتقل 6/2/2013 ويقبع في مستشفى الرملة الإسرائيلي، يعاني من وضع صحي حرج للغاية بسبب معاناته من مشكلة تشوه خلقي منذ الولادة حيث إن جميع أعضاء معدته خارج بطنه.
والأسير الطيطي خضع قبل اعتقاله لسلسة عمليات جراحية منذ طفولته وكان آخرها عملية جراحية أجريت له في مستشفى هداسا السنة الماضية، حيث تم إدخال أعضاء معدته إلى الداخل، وجرى استئصال إحدى كليتيه ومثانته ووضعوا له أكياسا معلقة في البطن للتبول.
11- الأسير أحمد محمود عوض 20 عاما، من قرية بيت أمر بمحافظة الخليل، ما زال يعاني من آلام شديدة بسبب الإصابات، ومستمر في التبول بواسطة كيس موضوع على جنبه، ومن المفروض أن يجري الأسير عملية لإزالة كيس التبول لكنها لم يحدد موعدها حتى اليوم.
12-الأسير أيمن طالب محمد أبو ستة 41 عاما، من سكان قرية الزوايدة بغزة، اعتقل عام 1994، قد خضع مؤخرا لثلاث عمليات بجراحة مناظير لتسليك حالبي الكلي والمسالك البولية وذلك في مستشفى سجن الرملة .
الأسير أبو ستة أعزب ومحكوم بالسجن المؤبد حيث أمضى 20 عاما في سجون الاحتلال كان قد توفي خلالها والداه بعد فترة وجيزة من اعتقاله.
13- الأسير معتز عبيدو 32 عاما، من مدينة الخليل اعتقل بتاريخ 11/4/2013، وضعه الصحي خطير جدا حيث يلازمه كيس التبول ويعاني من "كساح" في ساقه اليسرى حيث تعرض لإطلاق النار أثناء محاولة اعتقاله الأولى قبل نحو عامين وهو أب لثلاث بنات.
14- الأسير صلاح محمد علي حسين 42 عاما سكان رام الله اعتقل بتاريخ 4/12/2012، يعاني من كسور في قدمه اليسرى وأجريت له عملية جراحية وتم زراعة البلاتين في قدمه وهو محكوم 15 سنة .
إنهم الأسرى المرضى الذين يستحقون منا كل الوفاء والجهد من أجل التخفيف من معاناتهم ومن معاناة ذويهم الصابرين على ألم المرض والفراق والحرمان من أبسط الحقوق الإنسانية التي كفلتها كافة الأعراف والمواثيق والإتفاقيات الدولية والإنسانية ومن بينها العلاج اللازم والزيارة وقبل كل شيء الحق في الحرية والحياة الكريمة .
إن رسائل ووصايا الأسرى المرضى الذين يصارعون الموت في سجون الإحتلال الإسرائيلي واضحة كوضوح الشمس وهي العودة إلى أحضان ذويهم ولو لمرة واحدة يلقون خلالها النظرة الأخيرة على أحبتهم .
وإن رسائل الأسرى المرضى الأخيرة في ظل الحديث عن المفاوضات والإفراجات والتي صاغوها بدمائهم ودموعهم يجب أن تبعث روح الإرادة لدى المفاوض في التمسك والعمل من أجل الإفراج عن كافة الأسرى المرضى ومن بينهم الأسير منصور موقدة الذي وجه مناشدات عديدة للإفراج عنه ليقضي ما تبقى له من لحظات العمر بين أبناءه وكان قد ناشد في رسالة سابقة الجهات المختصة بالعمل من أجل دفنه في ظل زيتونة بجوار منزله وأولاده . وذاك البطل الأسير محمد إبراش الذي خاطب صديقه بكلمات بسيطة تحمل أكبر المعاني ( لا تقل لأمي أنني أصبحت كفيف في السجن ) والأسير ناهض الأقرع الذي حاول الإنتحار موجها رسالة مفادها لا تتركونا تحت مقصلة الإهمال الطبي الإسرائيلي أو تحت مقصلة الإستثناءات في الإفراجات إلى جانب الأسير عبد الله البرغوثي صاحب أطول محكومية ( 67 مؤبد ) .
12 / 8 / 2013 كتب نشأت الوحيدي :
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت