مركز القدس الدولي: مؤسسة يهودية ترصد 145 مليون $ لتهويد القدس

القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء
ضمن سياق الجهود المحمومة لتهويد القدس والمقدسات أعلنت مؤسسة الاتحاد الامريكي اليهودي في نيويورك المعروفة بـ ( UJA-Federation) عن تخصيص 145 مليون دولار لدعم مشاريع خاصة بها وبحلفائها في القدس.

وأوضح الدكتور حسن خاطر رئيس مركز القدس الدولي، أن هذا المبلغ هو فقط ما جمعته المؤسسة اليهودية في عام واحد من الولايات المتحدة وحدها ، مذكرا أن هناك 13 منظمة يهودية باتت مختصة في بناء الهيكل وتهويد القدس وانه لكل واحدة منها مصادرها المالية ودورها الخاص بها.

وحذر خاطر من أنه في الوقت الذي تغيب فيه القدس عن أعين العرب والمسلمين بسبب الاحداث والصراعات المريرة الجارية على الساحة العربية ،تتلاقى جهود هذه المنظمات اليهودية بجهود حكومة دولة الاحتلال في سبيل انجاز ما تبقى من تهويد القدس والمقدسات.

وقال خاطر :ان مهمة المال اليهودي المتدفق الى القدس أصبحت اليوم أكثر سهولة وأشدّ تأثيرا في ظل استمرار الغياب شبه الكامل للمال العربي والاسلامي ،مشددا على ان صمود المقدسيين والتصدي لمشاريع التهويد لا يمكن ان يتحقق بالكلام والتمنيات وانما لا بد له من دعم مالي مشابه ومستمر حتى تنتصر القدس في معركة بقائها ، وقال ان استمرار الواقع الحالي على ما هو عليه يعني انتصارا ساحقا للاحتلال في معركة القدس والمقدسات لأن سلطات الاحتلال ما زالت هي المتسابق الوحيد في الميدان ، وهي التي تتحكم في مجريات المعركة التي تدار من طرف واحد دون ان تجد أدنى ازعاج من العرب والمسلمين.

وبخصوص مطالبة الكنيست بفتح جميع ابواب الأقصى امام "المصلين اليهود" لاداء صلواتهم وطقوسهم في الأقصى مدة شهر كامل ،قال خاطر: ان تدخل الكنيست الاسرائيلي في شؤون الأقصى يعد تطورا خطيرا وغير مسبوق ، ويأتي لوضع اللمسات الأخيرة على تهويد الأقصى والاستحواذ عليه عن طريق اصدار قرارات ووضع قوانين تحدد علاقات كل من المسلمين واليهود به ، وقال ان هناك اليوم عدة مشاريع قوانين مقدمة للكنيست بخصوص الأقصى منها ما يهدف الى اتباع الأقصى لوزارة شؤون الاديان الاسرائيلية ومنها ما يسعى الى تحويل ساحات واسعة من الأقصى الى حدائق عامة ،وقال ان الكنيست اليوم وبمؤازرة كل القوى المتطرفة في المجتمع الصهيوني يسعى الى تقنين سياسة الأمر الواقع وفرض التقسيم الجغرافي والزمني للأقصى بين المسلمين واليهود على غرار ما تم فرضه بالقوة على الحرم الابراهيمي في الخليل.

وأكد خاطر أن التهويد اليوم ينتشر في شكل دائري ويهيمن على القدس باكملها ويتسع بخطى سريعة تعكس التغافل العربي والاسلامي عما يراد باولى القبلتين ، وبين أنه الى جانب استمرار البناء الاستيطاني وتصاعد وتيرته يوما بعد يوم ، واستكمال جدار العزل العنصري ، ومواصلة التلاعب بالوجود الديمغرافي العربي في المدينة وضواحيها ،واستمرار اعمال الحفر والتخريب تحت القدس والمقدسات ،وتواصل الاقتحامات المستمرة للأقصى وفرض سياسة الامر الواقع والتقسيم الزمني عليه....فان سلطات الاحتلال اليوم شرعت بالفعل في اتخاذ خطوات قانونية وسياسية موازية لسلخ القدس بصورة نهائية عن هويتها العربية وسياقها الحضاري وتحويلها الى عاصمة موحدة للدولة اليهودية بكل ما لهذه الصفة من دلالات دينية وسياسية وتاريخية واقتصادية.

وطالب الدكتور حسن خاطر القوى العربية والاسلامية - الرسمية والشعبية- بتوجيه جل اهتماماتها وامكانياتها المادية والاعلامية نحو المعركة الحقيقية التي تجري في القدس والاراضي المقدسة ، وقال :انه على العرب والمسلمين المسارعة في الوفاء بالتزاماتهم المالية تجاه القدس وتفعيل قرارات القمم السابقة بهذا الخصوص اذا ما كنا معنيين حقا بمواجهة هذا الطوفان التهويدي المستمر والمتواصل والذي يوشك ان يحيل القدس الى مستوطنة يهودية كبرى.