إن غدا لناظرة قريب ولكن يا للعجب منذ العام 1993م منذ عقد اتفاقية أوسلو ونحن نتفاوض مع إسرائيل ولم يحقق الجانب الفلسطيني شيئا يذكر وإنما منذ ذلك الوقت ونحن مجرد مسرحية هزلية يمارس أدوارها وبطولاتها المجتمع الدولي الذي يكيل بألف مكيال فلا عدالة نحو قضية فلسطين ولا قانون يطبق بحق مرتكبي الجرائم من الاسرائيليين من قياداتهم الدموية التي تعلن علي الملأ وعلي مسمع ومرأي من العالم كلة قولا وفعلا ومنذ أن تهجر شعب فلسطين في عام النكبة 1948م والكثير الكثير من المجازر الإسرائيلية ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني وهجر في شتي بقاع الأرض ولا حسيب ولا رقيب عليهم والعالم كلة ظالم لأن جل ما يفعله هو أنه يتسابق في كيف أن يرسل لنا الدواء لنضمد به جراحاتنا وفي نفس الوقت يتسابقون علي من يرسل السلاح أولا إلي إسرائيل لتجرب ذلك السلاح علي الشعب الفلسطيني الأعزل فيا للعجب ذلك العالم الذي يكيل بألف مكيال هو نفسه من يدعوا الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي من أجل التفاوض إحلال السلام فكيف يكون لهم ذلك فهل يعقل أن تكون أنت الحاكم والجلاد ؟
منذ العام 1993م منذ اتفاق أوسلو ونحن نتفاوض مع الجانب الإسرائيلي وبرعاية دولية وعربية وتنوعت المفاوضات والوساطات واحتدت الأزمات والنتيجة واحدة هي أن الطرف الفلسطيني دوما هو الخاسر لأن الأوطان المسلوبة والمغتصبة لا يردها طاولة مستديرة ولا يردها توقيع الأقلام علي الأوراق والطرف المستفيد دوما هم الإسرائيليين الغاصبين لأرض فلسطين وأنظر ماذا فعلت إسرائيل منذ بدء المفاوضات لقد زاد عدد البؤر الاستيطانية إلي حد كبير جدا ولقد تم بناء جدار الفصل العنصري الذي سرق آلاف الدونمات من الأراضي الفلسطينية ومزق الكثير من القري الفلسطينية وكذلك عملت إسرائيل علي تهويد المدينة المقدسة وتغيير معالمها وأيضا أضعفت اسرائيل الاقتصاد الفلسطيني ومزقته وفي المقابل استطاعت اسرائيل أن تبين للعالم بأن يدها ممدودة للسلام هذا قولا وليس فعلا فهم في كل يوم يرتكبون المجازر تلو المجازر وحرب تلو الحرب علي الفلسطينيين وللأسف والإعلام الفلسطيني هو إعلام هابط ضعيف لا يستطيع أن يوصل للعالم الرسالة بوضوح وكما ينبغي من أجل أن يعلم العالم كلة في أقصي بقاع الأرض حقيقة هذا المحتل الاسرائيلي المجرم ، اسرائيل تقول للعالم أنها تريد السلام وفي حقيقة الأمر لم تلتزم إسرائيل بتطبيق أي اتفاق بينها وبين السلطة الفلسطينية فما زال الأسري الفلسطينيين اللدين اعتبرتهم اتفاقية أوسلو أنهم أسري حرب يجب الإفراج عنهم مازالوا خلف قضبان الجلاد الإسرائيلي وكذلك كانت تنص الاتفاقيات علي أنه تقام دولة فلسطينية علي حدود العام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية وخالية من البؤر الاستيطانية وذلك دليل واضع يقره العالم كلة بأن الاستيطان غير شرعي ومخالف لكل الأعراف والقوانين ولكن أنظر ماذا فعلت اسرائيل بالفلسطينيين ؟
عندما شعرت اسرائيل بالحرج وارادت التهرب من التزاماتها أمام العالم قامت بتدمير كل مؤسسات السلطة الفلسطينية العسكرية والمدنية وفرضت الحصار المالي والاقتصادي علي السلطة الفلسطينية وبدء هذا السيناريو منذ العام 2000م بشكل علني في ثورة عرفت باسم انتفاضة الأقصى وعرفت بهذا الاسم لأن الشعب الفلسطيني يرفض الذل والهوان فقد يصبر علي الجوع والأذى ويصبر علي الحرمان ولكننا لا نصبر بأن تنتهك حرماتنا وتدنس مقدساتنا فعندما أراد المتطرف المجرم " آرييل شارون " دخول المسجد الأقصى وتدنيسه في28/9/2000م انتفضت قلوب الفلسطينيين العاشقة لمقدساتنا الاسلامية ورفضت قولا وفعلا أن يدنس أولي القبلتين وثالث الحرمين وكانت الشرارة التي أوقدت ثورة مازالت مستمرة إلي يومنا هذا رقم أنها أخدت أشكال واتجاهات عديدة وتطورت كثيرا
أبرزها في قطاع غزة الذي مازال يعيش تحت صرخات الحصار الاسرائيلي منذ سنوات في جريمة تضاف إلي سجل جرائم المحتل الاسرائيلي في جريمة بشعة يدفع ثمنها مليون ونصف المليون فلسطيني من المدنيين والأطفال والنساء والشيوخ والمرضي والطلاب وغيرهم فالكل يدفع الثمن
ما نستغربه حقا هو أن تطل علينا السلطة الفلسطينية وأن تقبل بالعودة إلي المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي من جديد وتقول السلطة الفلسطينية أن المدة الزمنية هي 9 أشهر ولكن يبقي السؤال المضحك المبكي وهو أنه منذ العام 1993م ونحن نتفاوض ولم نحقق شيئا فهل تعتقدون أن إسرائيل سوف تلتزم خلال ال9 اشهر التي تتكلمون عنها ؟ الجواب من عندي هو أن إسرائيل دوما تعطيكم الجواب مع الأدلة وسبق الإصرار وهو " لا دولة فلسطينية بل مستحيل " واللي بجرب في المجرب عقلة مخرب وإن غدا لناظره قريب وإذا أنتم تقولوا 9 أشهر خذوا من عندي باسم الشعب الفلسطيني كمان 9 أشهر بس دخيلكم بدنا دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية وعودة اللاجئين وتحرير الأسري وإن غدا لناظره قريب
بقلم الكاتب الفلسطيني/هاني زهير مصبح
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت