الأسير المحرر سمير مرتجى.. الاعتقال خطفه من أحضان عروسته ولحظة الإفراج أبعدته عن أخيه

غزة – وكالة قدس نت للأنباء
في تاريخ 28/10/ 1993م ، وبعد منتصف الليل داهمت قوة من جيش الاحتلال الإسرائيلي ، منزل الأسير الفلسطيني المحرر سمير مرتجى ، الكائن في حي الزيتون بمدينة غزة ، واختطفته من حضن عروسته بعد ثلاث شهور فقط على زواجهما .

لم يكن يدرك الأسير المحرر سمير (43 عاماً) في حينه أنه سيعود إلى عروسته بعد مرور 20 عاماً وخمسة شهور ، ويتذكر مشهد الاعتقال عندما بدأ التحقيق معه وعانى شتى أنواع العذاب لمدة 4 شهور متواصلة ، لينتهي التحقيق بتوجيه لهُ تهمة الانتماء لكتائب الشهيد عز الدين القسام ، الجناح العسكري لحركة حماس ، وتٌصدر المحكمة الإسرائيلية عليه حكماً بسجن (21 )عاماً.

قضي (سمير) سنواته الطويلة داخل سجن "نفحة" الصحراوي ، وبدأت فصولا من حياة الأسر المريرة عانى خلالها كل المعاناة ولعل اشدها وقعاً عليه ، عندما علم بنبأ وفاة والده ووالدته اللذان لم يراهما منذ زمن بسبب المرض الذي أجلسهم البيت فلم يكن بمقدورهما زيارته داخل السجن .

ويأتي الأسير المحرر بالترتيب الثالث من بين إخوانه الخمسة الذين لم يلتقِ بأي منهم طوال فترة اعتقاله، فيما القيد وغرف السجن قد منحته فرصة اللقاء بأصغر أشقائه الأسير فادي مرتجي الذي اعتقلته سلطات الاحتلال بتاريخ 7/2/2003م من مدينة بيت لحم بتهمة الانتماء لحركة " فتح" ومقاومة الاحتلال .

ويقول الأسير المحرر لـ"وكالة قدس نت للأنباء " وسط حشود المهنئين بحريته في خيمة الاستقبال التي أقيمت أمام منزله بحي الزيتون ، حيث وقف يعانقه الأحباب والرفاق بعد طول الغياب ، "فرحتي في خروجي من السجن كبيرة ، إلا أن الألم كبير ، فقد تركت ورائي أحد أشقائي بنفس غرفة السجن التي كنت فيها ، لحظات صعبة وانا أفارقه ".

ويفصل الأسير (فادي) للحاق بأخيه واستنشاق هواء الحرية خمسة سنوات ، بعد ان امضي 11 عاماً من مدة حكمه ، ويوضح الأسير المحرر (سمير ) ان أخيه متزوج ومقيم في بيت لحم وقد رزق بطفلين قبل اعتقاله .

ويبين أن حياة السجن صعبه للغاية قائلاً " كل شيء كنا نحصل عليه بالدم من خلال الإضرابات المفتوحة عن الطعام " ويوضح ان آخر إضراب خاضه في 17 ابريل من العام الماضي والذي سمي "معركة الأمعاء الخاوية" ، وحمل عدة مطالب للأسرى منها إنهاء سياسة الاعتقال الإداري والعزل الانفرادي .

ويرى الأسير المحرر الذي اطلق سراحه ضمن 26 اسيرا فلسطينيا افرجت عنهم اسرائيل كبادرة حسن نية تجاه الفلسطينيين، ان الإفراج عن أي اسير من داخل السجون الإسرائيلية سواء عن طريق المفاوضات او المقاومة ، إنجاز وطني قائلاً " أي أسير يفرج عنه قبل بيوم من معاد الإفراج عنه انجاز وطني ، لان الحرية لا تقدر بثمن ، والمعاناة في السجون لا تطاق وهناك قسوة وظلم كبير يقع على الأسرى الفلسطينيين ـ سواء بالمفاوضات أو المقاومة ".

ويصف لحظة لقاء أشقائه وزوجته وعائلته بالفرحة التي لا توصف متمنياً لأخيه الأسير فادي الخروج عما قريب ، وبين انه سعيد بلقاء زوجته التي صبرت اكثر من عشرين عاماً ، وتمنى ان يقدره الله لإسعادها وتعويضها عن هذه السنوات الطويلة ".

اما أبن أخيه فايز مرتجى (22عاماً ) ، فقد عبر عن سعادة بخروج عمه ، وبين انه كان يبلغ من العمر حين اعتقل عمه سنة ونصف ، وقال " انتظرنا طويلا لحظة الإفراج وكنا نأمل بكل صفقة تبادل أسرى أو عند الإعلان عن خروج اسرى بان يكون من بينهم إلى أن جاءت اللحظة وجميع العائلة سعيدة بخروجه " .

وأضاف " نشد على يد الرئيس ابو مازن وعلى يد المقاومة وكل الفصائل ، بالتوحد والعمل على الإفراج عن كل الأسرى في سجون الاحتلال لان هذا الملف مهم جداً ، ويجب على الجميع ان يدركه أهميته."

وتزينت خيمة الاستقبال ، باللافتات المهنئة وإعلام فلسطين ورايات حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ، في حين توافد العشرات من عناصر كتائب القسام لتهنئة (سمير) بإطلاق سراحه وهم يرتدون البزة العسكرية وأسلحة رشاشة كتعبير عن فرحتهم في خروجه من السجن بعد ان غيبته سجون الاحتلال .

وأفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الأربعاء، عن الدفعة الأولى من الأسرى القدامى، التي شملت 26 أسيرا (11) من الضفة الغربية و(15) من قطاع غزة، من أصل 104 أسرى صادقت حكومة تل أبيب على إخلاء سبيلهم في 28 يوليو الماضي في إطار استئناف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين.

وتشمل هذه الدفعة أسرى معتقلين منذ ما قبل اتفاقية أوسلو وهم ما يطلق عليهم (أسرى قدامى)، باستثناء (أسير واحد) أعتقل أوائل انتفاضة الأقصى عام 2001، وينتمون لفصائل وطنية وإسلامية مختلفة.

واستقبل آلاف الفلسطينيين 11 من الأسرى المحررين في مقر الرئاسة بمدينة رام الله بحضور الرئيس محمود عباس ، فيما احتشد الآلاف من الفلسطينيين بمشاركة قادة الفصائل الوطنية والإسلامية على بوابة معبر بيت حانون لاستقبال 15 من الاسرى المحررين.

وقد اتسمت الأجواء بالفرح والبهجة حيث عزفت الموسيقى وقدمت الأغانى الوطنية الفلسطينية وملئت أصوات الزغاريد كل المكان، بينما حمل الكثيرون صورا للأسرى المفرج عنهم الى جانب الاعلام الفلسطينية.

تقرير/طارق الزعنون
عدسة/محمود عيسى