تُعد الولايات المتحدة الأمريكية من أكثر البلدان عنصرية في العالم ، فهي من شهد جرائم التفرقة العنصرية منذ زمن بعيد ، وعاش جزء من سكانها ولا يزال حالة الاضطهاد لم يسبق لها مثيل ، كما أنها من أكثر الدول في العالم خرقاً لقوانين حقوق الإنسان ، هذه الحقوق التي تريد أن تتغني بها وتفرضها على بعض الدول العربية وكأنها نموذج متميز في احترام حقوق الإنسان .
تُعد الولايات المتحدة الأمريكية وأجهزتها الأمنية والشرطية من أكثر الأجهزة تطرفاً واستخداماً للعنف ضد المخالفين ومرتكبي الجرائم ، ولعلنا نشاهد بين حين وآخر كيف يتم تصفية المشتبه بهم جسدياً وعلى الهواء مباشرة دون محاكمات أو إجراءات تكفل الحقوق أبسط الحقوق الآدمية للبشر .
ولقد كانت الحرب على أفغانستان والعراق خير شاهد على بشاعة النظام الأمريكي واستخدامه العنف والقوة ضد المدنيين تحت حجج وذرائع أمنية وعسكرية ، فكم من الأطفال قُتل في العراق ولا زال يُقتل بفضل الدعم الأمريكي لنظام المالكي المتطرف ، وكم من العائلات تُقتل يومياً في الغارات الأمريكية على المدن والقرى في أفغانستان ، وبالنهاية تُريد أمريكا أن تُعلمنا الديمقراطية وحقوق الإنسان .
ولعلنا نذكر أيضاً أن شعبنا الفلسطيني يُقتل يومياً بفضل السلاح الأمريكي والدعم المالي والسياسي والأمني لإسرائيل ، هذه الدولة اللقيطة التي قامت على أنقاض شعب أعزل لا يزال يُناضل من أجل الحصول على حريته وكرامته وحقه بالعيش على أرضه بأمن وسلام ، وبالنهاية تُريد الولايات المتحدة أن تُغني علينا بقضية حقوق الإنسان ، وهي ترى كيف يتم حصار شعبنا وقتله بدم بارد ومصادره أرضه ومنعه من ممارسة العبادة في المسجد الأقصى وغيره من المقدسات الإسلامية وحتى المسيحية في فلسطين .
سوريا الشقيقة تعيش اليوم حرباً أكلت الأخضر واليابس ، فتم تشريد الشعب السوري الشقيق بين مخيمات اللجوء في الداخل والخارج ، وتم قتل أطفال ونساء وشباب بعشرات الآلاف ، والولايات المتحدة تقف متفرجة وتغض النظر ولا تقدم سوى الدعم المعنوي والشعارات الكذابة وبالنهاية تُريد أن تُمرر مشاريع تقسيم سوريا وإنهاء هذا التراث القومي الكبير ، بغض النظر عن معارضتنا للنظام السوري ، لكن بالنهاية أهداف الولايات المتحدة هو الوصول بسوريا إلى مستنقع الحرب الأهلية والتقسيم لتنفيذ مخطط يخدم إسرائيل وبعض الدويلات العربية التي تعمل وكيلاً للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة .
اليوم نعيش نفس المخطط ، والذي تريده الإدارة الأمريكية أن يُطبق في مصر ، فهي من اسقط حكم مبارك إبان ثورة 25 يناير ، وهي من سعى وساعد في وصول الإخوان لسده الحكم ، وهذا ليس حباً في الإخوان ، ولكنه مخطط يُراد به جر مصر إلى المربع الأول ، فمصر دولة تعيش على المعونات والمساعدات ، وشعبها يعيش حالة من الفقر والعوز ، ومعدلات البطالة مرتفعة جداً ، واقتصادها ضعيف ، وهذا يؤهلها للبقاء تحت المجهر الأمريكي ، وتحت رحمه الإدارة الأمريكية التي خططت للوصول بمصر لما تعيشه اليوم من صراع سياسي سيتحول لصراع مسلح ، وسيدفع الشعب المصري الشقيق فقط الثمن ، وستقف الإدارة الأمريكية متفرجة على المشهد وستكتفي بإصدار بيانات الشجب والاستنكار واللعب على الحبال .
أحياناً تقف القيادات الأمريكية وتتساءل لماذا تكرهنا الشعوب العربية ، والإجابة هنا بسيطة جداً ، فسياستكم هي من جلبت لكم الدمار ، وسياستكم هي من أعطت المُبرر لضرب الأهداف الأمريكية في كُل مكان ، ودعمكم لإسرائيل لإبقاء احتلال فلسطين من أهم أسباب العداء لكم ، والتآمر على الشعوب العربية وتقسيم الأوطان وإشعال الفتن في الدول ومحاربة الإسلام هي من الأسباب التي جعلت من الشعوب العربية عدواً لكم ، ومهما حاولتم التغني بالديمقراطية وحقوق الإنسان فلن يُجدي ذلك نفعاً ، لأن الشعوب العربية وغير العربية تعلم علم اليقين أنكم أصحاب نظريات المؤامرة والتصفية والحروب .
لقد انتهى عصر الهيمنة الأمريكية ، وأسقطت الشعوب العربية وعلى رأسها الشعب المصري الشقيق نظرية التوسل للولايات المتحدة ، ويتكون دماء المصريين من كُل الأطراف لعنه على الولايات المتحدة ومستقبلها ، لأن الدم المصري غالي ، والكُل في مصر شرب وتربى على ترابها الغالي ، وان محاولة الأمريكان زرع الفتنه لن تنجح بإذن الله ، وسيكون شعبنا المصري بكل أحزابه وطوائفه وجيشه سداً منيعاً أمام أي محاولة أمريكية جديدة لتدمير مصر وتاريخها ومستقبلها .
&&&&&&&&&
إعلامي وكاتب صحفي – غــزة
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت