نبرة الخطاب ألتصعيدي الأمريكي هل تؤدي لفك التحالف الأمريكي المصري

بقلم: علي ابوحبله


لم يعد خافيا أن هناك نبرة تصعيديه في لغة التخاطب الأمريكي الغربي للقيادة المصرية الانتقالية ، وردة الفعل للحكومة المصرية والشعب المصري من الموقف الأمريكي والغربي الرافض لهذه الضغوطات والتدخل في الشؤون الداخلية المصرية ، أمريكا فشلت في مغازلة العسكريين المصريين لأنها فشلت في الجمع بين حركة الإخوان المسلمين وقيادة الجيش المصري ، التهديد الأمريكي بقطع المساعدات الامريكيه عن الجيش المصري لم تعد تجدي ولن تجد لها صدى وتأثير لدى قيادة الجيش المصري ، وقف المناورات المشتركة الامريكيه المصرية في النجم الساطع لم تعد لها التأثير على قيادة الجيش المصري ، جون ماكين هاجم الحكومة المصرية وقيادة الجيش المصري متهما إياهما بأنهما يحرضا على أمريكا ويعملان على زيادة كراهية الشعب المصري لأمريكا ، كاترين اشتون ممثلة الاتحاد الأوروبي دعت دول الاتحاد الأوروبي للاجتماع على مستوى وزراء الخارجية للبحث في مجريات الأحداث في مصر ، فرنسا وبريطانيا طلبتا من الحكومة المصرية احترام الديموقراطيه ، تركيا اردغان عضو حلف الناتو دعت مجلس الأمن للاجتماع ضمن محاولة تدويل ألازمه الداخلية المصرية ، كل تلك التحركات والضغوط التي تمارسها أمريكا على القيادة العسكرية المصرية لضرورة الانصياع للمطالب الامريكيه الاوروبيه لم تعد تجدي نفعا لغاية الآن بل أججت في عملية الصراع والتباعد في المواقف بين أمريكا وحلفائها مع القيادة العسكرية المصرية التي تصر على اتخاذ موقف وطني بعيد عن الحسابات الامريكيه الغربية ، أمريكا وعبر حلفائها تسعى لعقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي للبحث في مجريات الأمور الداخلية المصرية لاستصدار قرار يدين الحكومة المصرية لكن الموقف الأمريكي الغربي يصطدم بالموقف الروسي الصيني الرافض للتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء في الأمم المتحدة ، روسيا والصين لن تترددا باتخاذ قرار حق النقض الفيتو في مواجهة أي قرار من شانه أن يشكل أدانه للحكومة المصرية ، لا شك أن نبرة الخطاب ألتصعيدي الأمريكي الغربي تزيد من تأزم الموقف بين أمريكا والغرب من جهة مع القيادة المصرية ، إن انعكاس حدة المواقف لبعض الدول وخاصة تركيا قد أدت بالحكومة المصرية لوقف المناورات المشتركة لقوات البحرية المصرية والتركية تحت مسمى أصدقاء البحر ، إن حدة الخطاب الإعلامي المصري تجاه سوريا قد خفت وان هناك تحول في الموقف الشعبي المصري وبخاصة لدى القيادات الحزبية اليسارية والعلمانية والوسطية التي غيرت من موقفها تجاه ما كانت تسميه ثورة الشعب السوري وأيقنت غالبية هذه الأحزاب والشارع المصري أن ما تتعرض له سوريا هو مؤامرة امريكيه صهيونيه وان هناك مخطط ينفذ في المنطقة لصالح امن إسرائيل ، إن المخطط الذي كشفت عنه الوسائل الاعلاميه المصرية لاقتطاع أجزاء من سيناء وضمها إلى قطاع غزه بهدف إقامة إمارة فلسطينيه أو دويلة فلسطينيه كان ضمن المخطط المرسوم لتصفية القضية الفلسطينية والذي قادته وتبنته قطر وبعض دول النظام العربي الرجعي وسبق وان تمت الإشارة إليه في العديد من المقالات التي نوهنا من خلالها على خطورة المشروع الأمريكي الصهيوني والذي ضمن أهدافه تقسيم مصر واقتطاع أجزاء من سيناء ، لا شك أن هناك تغير في المزاج الشعبي المصري تجاه أمريكا وان هناك موقف مصري أصبح مناهض للسياسة الامريكيه في مصر والشرق الأوسط ، لقد فشلت الضغوط الامريكيه والغربية الممارسة على الحكومة المصرية حين ضغطت باتجاه تقديم الدكتور محمد ألبرادعي نائب رئيس الجمهورية المؤقت لاستقالته احتجاجا على فض اعتصامي رابعة ألعدويه والنهضة ضمن محاولات ما ادعته أمريكا والغرب بسحب الغطاء عن الحكومة المصرية وكان الرد بقبول الاستقالة ، وهذا يندرج ضمن سياسة التحدي المصري للمواقف الامريكيه الغربية ، إن القيادة العسكرية في مصر تعرف حقيقة مواقف السفيرة الامريكيه باترسون ومحاولات تدخلها في الشؤون الداخلية لمصر وهي بحكم غير المرغوب فيها الآن في مصر ، هناك نبرة في الخطاب ألتصعيدي قد تشهد الأيام المقبلة تصاعد تلك النبرة وتباعد في المواقف بين الاداره الامريكيه والقيادة العسكرية في مصر وقد تؤدي تلك النبرة التصاعدية بالقيادة العسكرية لتكشف حقيقة الدعم والتمويل الأمريكي من قبل ما يسمى بمنظمات الانجوز وقد تتم إعادة محاكمة من تم توقيفهم واستجوابهم حيث طويت صفحة تلك القضية بضغوط امريكيه ، هذا الموقف ألتصعيدي في نبرة الخلاف هل تعيدنا إلى أيام ثورة 23 يوليو وتعيدنا لمواقف الرئيس المرحوم جمال عبد الناصر في عام 1956 وتحوله في تلك ألحقبه للمعسكر الاشتراكي ، إن ما يجري في مصر اليوم هو حدث تاريخي قد يقود لتحولات تاريخيه تخرج من خلالها مصر من العباءة الامريكيه لتعود لتتبوأ مركزها وقيادتها للعالم العربي وان التغيرات الاقليميه والدولية تسمح في ذلك خاصة بعد عودة روسيا لتصبح لاعب دولي فاعل استطاعت من خلال الصمود السوري أن تعود لواجهة الأحداث ولواجهة الصراع مع أمريكا ومناكفتها لأمريكا وقدرتها على إعادة ترسيم واقتسام مناطق النفوذ ، إن مصر بما تشكله من ثقل إقليمي يكون بمقدورها لان تصبح عضو فاعل في منظومة دول البر يكس وان تتبوأ مقعدها في منظمة شنغهاي وان تعود لتصبح ذات ثقل إقليمي ودولي بفعل تغيير موقعها وتحالفها الذي جردها من كل امتيازاتها التي كانت تتمتع فيه قبل توقيعها لاتفاقية كامب ديفيد ، لا شك أن النبرة التصاعدية في حدة الخطاب الأمريكي قد تكون الدافع لفك التحالف الأمريكي المصري ، وان في فك هذا التحالف ما يعيد لمصر سيادتها ووجودها وثقلها على الساحة الاقليميه ، فهل تحمل الأسابيع القادمة ما يؤكد على فك هذا التحالف حيث فشلت الاداره الامريكيه لغاية الآن من مغازلة القيادة العسكرية المصرية وحركة الإخوان المسلمين في آن واحد ضمن محاولة أمريكا للإبقاء على الإمساك بالتحالف الأمريكي المصري

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت