للذكرى والتأمل والتاريخ حرق المسجد الاقصيى

بقلم: سامح فارس


تمر علي غدا ذكرى جريمة إحراق المسجد الأقصى 44عاما . وما تزال الجريمة الصهيونية تحفر في الأذهان ذكرى أليمة في تاريخ الأمة المثخن بالجراح ، هي محطة ظلام كبيرة ووصمة عار لا تغسلها سوى جحافل التحرير المنتظرة لبيت المقدس.
فقد خطط الاسرائيليون للقيام بحريق المسجد الاقصى المبارك بتاريخ 21/8/1968 واوكلت المهمة للمدعو "دنيس روهان" وهو يهودي استرالي الاصل. ولكن اكتشف حراس المسجد الاقصى الجريمة قبل وقعها، والقي القبض على "دنيس روهان" وحوكم محاكمة صورية وابعد الى استراليا ثم عاد ثانية ونفذ جريمته النكراء بتاريخ 21/8/1969. ومجرد السماح بعودته الى القدس من قبل السلطات الاسرائيلية تعتبر تواطؤا معه في تنفيذ الجريمة التي تعتبر من اكثر الجرائم ايلاماً بحق الأمة وبحق مقدساتها.
وفي ذكرى حرق الأقصى يعتصر مواطنو القدس حرقة وألمًا؛ لعدم نصرة الأقصى إلا بالتصريحات التي لا تغني ولا تسمن من جوع، حيث يقول المقدسي خالد صبيح: "المسجد الاقصى ليس بحاجة للتصريحات الإعلامية والدعم اللفظي للاستهلاك المحلي ورفع العتب؛ بل بحاجة للدعم الحقيقي والفوري".
وبحسب دائرة أوقاف القدس فقد أسفر الحادث الإجرامي عن حرق منبر صلاح الدين بأكمله وحرق السطح الشرقي الجنوبي للمسجد وهو ما يعادل ثلث مساحة المسجد الأقصى.
وقد أكملت سلطات الاحتلال الصهيوني الجريمة عن طريق أمر رئاسة بلدية القدس الاحتلالية بقطع الماء في نفس يوم الحريق عن المسجد الأقصى وذلك للحيلولة دون تمكن المصلين والأهالي من إطفاء الحريق الذي التهمت نيرانه أكباد الملايين من المسلمين قبل أن تلتهم جدران وخشب وفراش المسجد المبارك.
ولم يتوقف تهويد المقدسات وتهجير أهالي القدس حتى يومنا هذا؛ فلا زالت حرب المصادرة والتهويد والتطهير العنصري مستمرة، ولا زال المقدسيون يعانون على مدار الساعة، ولا زال الأقصى يعاني من كل محاولات عزله عن أهله، ومنعهم من الصلاة فيه، وهو ما حصل الجمعة الماضية حيث منع عشرات آلاف المصلين من دخول المسجد الأقصى والبلدة القديمة في القدس.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت