القدس المحتلة- وكالة قدس نت للأنباء
أكدت ماجدة هارون، رئيسة الطائفة اليهودية في مصر، وقوف اليهود المصريين إلى جانب الجيش في مواجهة ما سموته "الإرهاب الذي تتعرّض له مصر من قبل الجماعات المتطرفة" على حد قولها.
ولفتت هارون إلى أنها وبرغم هذا كله لا تسمع افتراءات معادية للسامية خلال تجوالها في الشارع، موضحةً أنها شعرت بالغضب حين سمعت عن قيام بعض المصريين بحرق كنائس الأقباط، الذين يزيدون في العدد بشكل أكبر عن عدد أفراد الطائفة اليهودية.
وأشارت هارون إلى أن معظم الإسرائيليين نسوا أن ثمة يهود في مصر، وأكدت أنها شاركت في ثورة 30 حزيران (يونيو) الماضي، للإطاحة بنظام الرئيس السابق محمد مرسي، مضيفةً في حوار لها مع صحيفة جيروزاليم بوست العبرية: "كان عدد الأشخاص الذين تواجدوا في ميدان التحرير ملفتًا بالفعل، وكذلك كانت الوحدة بينهم ملفتة، وقد تعرف إليّ بعض الناس، لأني ظهرت على التلفزيون، وكانوا يصافحونني باليد، ويقولون لي (بارك الله فيكي، فأنتي مصرية حقيقية)".
هارون (61 عامًا) هي الأصغر سنًا بين 14 امرأة يشكلن الطائفة اليهودية المتناقصة في القاهرة. معظم هؤلاء السيدات في الثمانينات من أعمارهن الآن، ويعيشون على الإحسان والصدقات، وعلى إيرادات الإيجار التي يتحصلون عليها من العقارات التي تمتلكها الطائفة اليهودية هناك منذ أجيال. لكن، ورغم صغر عددها، أوضحت هارون أن الطائفة فخورة ببلادها، وأن شأنهم شأن الكثير من المصريين، الذين يقدمون الدعم للحملة التي يقوم بها الجيش لمواجهة جماعة الإخوان المسلمين.
يعيش اليهود في مصر منذ آلاف السنين، وبلغ عددهم في العام 1948 حوالي 75 ألفًا، لكن الغالبية العظمى بدأت تلوذ بالفرار بعد ذلك. وعاودت هارون لتقول إن مَن تبقى منهم هناك سعداء ويصفون مصر بأنها موطنهم، وأكدت أنها ورغم وجود أقارب لها في العديد من البلدان الأوروبية، إلا أنها لا تخطط مطلقًا للرحيل.
وتابعت: "فخورة لتواجدي هنا، وبودّي فعل كل ما بوسعي من أجل تقديم المساعدة، نحن شعب قوي، وأنا سعيدة للغاية الآن لنزول الناس إلى الشوارع، وبدلًا من تحدثهم عن كرة القدم، باتوا يتحدثون عن السياسة، وبات هناك المزيد من الوعي بشأن أهمية بلادنا".
وقالت هارون إن الطائفة اليهودية في مصر لم تتعرّض حتى الآن لأية مشاعر متعلقة بمعاداة السامية، نتيجة للأحداث الجارية، وإن ذلك قد يكون لصغر حجمها، على عكس ما تعرّضوا له مع قدوم مرسي إلى الحكم، حيث تعهدت السلطات وقتها بإنهاء معونة شهرية، قيمتها ألف دولار، كانت تُمنح للطائفة هناك منذ ما يزيد على 20 عامًا.
وأضافت: "كانوا يتعاملون معنا بفاشية، وهو ما بدا واضحًا من خلال الطريقة التي كانوا يريدون تسيير الأمور بها، وآمل أن نبدأ حقبة جديدة، وأنا متفائلة بالمستقبل، والمصريون يحبون بعضهم بعضًا، وأتصوّر أن الجهل هو ما يدفعهم إلى حرق الكنائس".