غزة - وكالة قدس نت للأنباء
نظمت وحدة الإبداع الشبابي– مركز غزة للثقافة والفنون وبرنامج تحت الطبع –يوتوبيا لقاءًا لمناقشة المجموعة الشعرية "كالعرجون في دمي" للشاعر هشام أبو عساكر في حضور مجموعة من الأدباء و الكتاب وذلك في قاعة المركز .
وأوضح أشرف سحويل رئيس مجلس إدارة مركز غزة للثقافة والفنون أن هذا اللقاء يأتي في سياق تحقيق أهداف المركز الذي يعمل على نشر الثقافة والفنون بكل روافدها المختلفة والنهوض بها في المجتمع الفلسطيني والتركيز على أهمية دورها في تحقيق رسالتها الحضارية.موضحاً ،أن برنامج تحت الطبع هو نشاط مشترك ينفذ بالتعاون مع التجمع الشبابي من أجل المعرفة "يوتوبيا" بهدف الارتقاء في دعم الشباب الذين يمتلكون ملكة الإبداع في المجالات المختلفة سواء كانت أدبية قصصية أو شعرية بحاجة للطباعة ومساعدتهم معنوياً في عدم الوقوع بأخطاء التجربة الأولى وأضاف كنا نأمل في المركز أن تتوفر الإمكانيات المالية لمساعدة الشباب في إخراج نتاجهم الأدبي على شكل مطبوعات ورقية.
قدّم اللقاء الشاعر خالد شاهين، وبعد إشادتهِ بهشام كشاعر مميز من شعراء جيلهِ وذو مستقبلٍ واعدْ أوردَ عدداً من الملاحظات المتعلقة بالمجموعة الشعرية، فبيّنَ تحفظه على الإهداء حيثَ أنه يرى أن هشام لم يوفق في إهداءِهِ وذلكَ لأنه لم يهتم بالمتلقي، فالعديد من الأشخاص لا يعرفون المهدى إليه الراحل "فيصل قرقطي"، حيثَ أنهُ وحسب رأيه لم يترك بصمةً في عالمْ الأدب، وعلى الرغم من أن الإهداء يخص الكاتب دونَ غيرهِ إلا أنه كانَ أولى بهِ أن يهديهِ لأحد أعلام الأدب الفلسطيني مثل سميح القاسم أو محمود درويش، ثم اتجهَ حديثهُ نحو اللغة المستخدمة في الديوان، فهنالكَ استخدام واضح للأرقام ودلالات القياس مما يدلل على تأثير التخصص الجامعي " الهندسة " على لغة الشاعر، لم يعجبه أن الفعل المضارع كان مسيطراً على العمل الفني، إلا أنهُ رأى تميزاً و غزارةً بالصور دونَ تكرارْ و أضافَ أنهُ يستطيع أن يصلَ إلى العمقْ، إلى أنه يجب غربلة الكثير من المفرداتْ لتصبحَ الصور أكثرَ إحكاماً.
ثم تولى المناقشة الشاعر ناصر رباح و بعدَ إشادتهِ بهشام، ذاكراً أنهُ شاعرٌ ذو بصمة متقدمٌ بخطوتينْ عن كتاب جيلهِ، وأنهُ صاحب لغة خاصة وأسلوب خاص يضعهُ في بداية الطريق لإنشاء قصيدته الخاصة، ثم بيّن الشاعر تحفظه على برنامج تحتْ الطبع، حيثُ أنهُ يرى أن على الشاعر إن قررَ نشرْ ديوانْ فعليهِ تحمل مسؤولية ذلكَ الديوانَ كاملةً، ثم تساءَل إذا كانَ الديوانْ سيخضع بعدَ مناقشتهِ للتعديل، حيثُ أنهُ يعترض على فكرة تغيير "تجربة الشاعر" أو المساس بها، لأنَ ذلكَ كفيلْ بسلخْ العملْ عن طبيعتهِ الأولى.
وبخصوص المجموعة الشعرية يرى الشاعر ناصر رباح أن هشام قد وقعَ بالعديد من الأخطاء التي تعتبر مغفورة لشاعرٍ في بداياتِهِ أي أنها أخطاء موضوعة في مكانها ويقعْ فيها الجميعْ في البداية، وجدَ أن السلطة كانتْ للنص على هشامْ لا العكس، وشبه الأمر برسم دائرة باستخدام اليد لا الفرجار.
بعدَ ذلكَ اتجه إلى بعض النصوصْ و أوردّ تعليقهِ على استخدام بعض المفردات التي وردتْ فيها، فمثلاً في قصيدة العالم على رأسهِ كانَ استخدام مفردةٍ "أسماك القرش" دخيل ذلكَ لبعد المفردة عن تجربة الشاعر، ولو أنهُ توقفَ عند وصيد أسماك لكانَ أفضل، و كذلكَ مفردة "اللقلق" في نص الفكرة التي تسقط، كما أن عبارة "خذوا ما شئتم من دمي" في قصيدة كالعرجون في دمي تبدوا مستعارة، في نص موتْ عبارة "التي علقت في ذهنهم" حيثُ من الأولى أن نقول أذهانهم لا ذهنهم، في نص صباحات مكررة أعجبَ الشاعر ناصر رباح بفكرة البعوضة الواردة، إلى أنهُ رأى أن الإسهاب في وصفْ البعوضة لم يكن في محله، حيثُ كان من الأفضل لو استخدم الشاعر الهدم للوصول لمعنى كامل دونَ زيادات ظاهرة.
بعد ذلكَ قام هشام بتقديم نفسه، شكرَ الحضور و تابعَ لتقديم ديوانه، وقال أن الديوان هو وليد الحالة الشعورية التي كانتْ تسكنْ هشام أو يسكنها في الفترة التي قامَ فيها بكتابة النصوص، حيثَ أنها كانتْ إفرازات داخلية لإراحة ذاته و إرضاءها، أي أنها نصوصاً ذاتية، ودافع الكتابة ذاتي، قال بأنهُ إنسان صامت متأمل يميل إلى المشاهد البصرية أكثر من الحسية وذلكَ انعكس على النصوص المقدمة في ديوانهِ.
ثم قامَ بقراءةِ نصاً من الديوانْ هو نص "أيقونة حب" وهو من النصوص المحببة لهشام.
بعد ذلكَ علقَ الكاتب عبد الكريم عليان على الديوان، بدأ بذكر أنه لم يقرأ سوى أربع نصوص و ذلكَ لأن الملف لم يتوافر لديه في وقتْ مناسب، وقال أن تلكَ النصوص دفعته للتساؤل عن هدف هشام، علق على عنوان الديوان وتحفظَ على استخدام مفردة "العرجون" في عنوان الديوان فهي كلمة معجمية بعيدة عن بيئة المتلقي، واستخدامها قد لا يكون مشجعاً لقراءة الديوان، وقال بأن القصيدة حالة عند الشاعر لا يمكنه إقحام نفسهُ فيها، لذلكَ يجب عدم الاستعجال في إصدار الديوان، كما علقَ على بعض المفردات التي يراها دخيلة على البيئة مثال "شجرة الأبنوس"، وكانت ملاحظته الأخيرة حول الوحدة العضوية للنصوص والتي يرى أنها كانتْ مفقودة عن هشام.
أشادَ الشاعر والكاتب المسرحي عبد الفتاح شحادة بدوره بالنصوص الواردة في الديوان، مع تحفظه على استخدام كاف التشبيه في عنوانهِ مما يضعف العنوان، وقال أيضاً أن استخدام مفردتين كالعرجون والدم في العنوان قد يكونْ مزعجاً للقارئ، فكلمة العرجون كلمة معجمية وهو يرى أنه كان من الأولى بهِ استخدام اللغة الحية، ثم علقَ أن نص "أيقونة حب" و الذي هو المفضل لدى هشام يتمتع بذائقة مختلفة عن باقي النصوص وذلك لأن بناءه الموسيقي مختلف، وتخوف من أن يكون هشام يتجهْ إلى منطقة مغايرة لمنطقته، وحيث أن هشام في مرحلة تكوين الهوية عليه أن يحدد اتجاهه إن كانَ سوفَ يتجه إلى قصيدة التفعيلة أو قصيدة النثر. كما عبر على أن استخدام نفس المفردات قد يكون صادقاً عند شاعر معين وقد يختلف الأمر عند شاعر آخر حسب التجربة، لذلكَ فهو يحذر من الاستعارة.
قال الكاتب الساخر أحمد بعلوشة أنه لم يقرأ الديوان إلى أنهُ يتابعْ نصوص هشام و على ذلكَ أوردَ بعد الملاحظات، أولاً بيّن تحفظه على العنوان الذي قد لا يكون مشجعاً للقارئ للأسباب التي سبق ذكرها، وتحفظَ أيضاً على استخدام بعض المفردات الدخيلة على النص، علقَ على أنَ نصوص هشام تحتاج إلى وحدة موضوعية حيثَ أن هشام كانَ ينتقل في نفس النص من موضوع إلى موضوع، و قال بأن ذلك قد يحدث عند كتابة النص على مراحل وعدم إمكانية الرجوع إلى الحالة التي ابتدأ فيها الشاعر كتابة نصه ومن الأفضل في هذه الحالة أن لا يسعى الشاعر لإكمال النص، أتفق مع الآخرين في أن على الشاعر أن لا يبتعد عن بيئته، ثم أوضح أن الديوان لا يخلو من بعض أخطاء النحو و الإملاء و أخطاء في استخدام علامات الترقيم.
رأى أستاذ رزق المزعنن في هشام شاعراً واعداً، اتفق مع باقي الآراء التي أوردها الآخرون، علق على فاتحة الديوان ورأى أنه كان من الأولى لهشام أن يضع علامة تعجب في نهاية التقديم، كي لا يبدوا الأمر اقراراً منهُ أنه قد أصبحَ بالفعل شاعراً عظيماً لأن ذلكَ يضعهُ في موضع مسؤولية كبيرة تجاه قراءه، و أيضاً أعاد التعليق على أن استخدام بعض المفرداتْ لم يكن في محله، وكانت تبعد المعنى عن المستوى الدلالي، ورأى أنهُ بحاجة إلى حرفية أكبر.
القاصة جيهان أبو لاشين قالتْ أنها قد لاحظت بعض المشاكل في بنية القصائد الطويلة لدى هشام، وأن تلكَ المشكلة لم تلاحظ في النصوص القصيرة، رأتْ أنه قد يكونْ دون شعور قد تأثر بنص معينْ وأخذ عنه، ولذلكَ عليهِ في المرات المقبلة أن يكون أكثر ذكاءً في التنقل بين الوعي واللاوعي كي يحتفظَ بتجربةٍ فردية بعيدة عن تجارب الآخرين، رأت أنه بحاجة أيضاً إلى فلترة النصوص.
ختم هشام أبو عساكر المناقشة بإلقاء نص "من يايلا داغ إلى سوريا" على الحضور وقال أنه ينتوي إضافته إلى الديوان بيدَ أنه متردد في ذلكَ لأن موضوعهُ قد يكون بعيداً عن موضوع الديوان، وأشاد الحضور بالنص ورأوا أنهُ قد يكون من الجميل إضافتهِ إلى نصوص الديوان بيدَ أن القرار يعود إلى هشام دونَ غيره.