تفجيرات طرابلس والضاحية الجنوبية وكيماوي الغوطه نفس البصمات والأهداف....

بقلم: راسم عبيدات


التفجيرات الإرهابية التي حدثت بالقرب من مسجدي التقوى والسلام في طرابلس عقب صلاة الجمعة،وأودت بحياة العشرات من المدنيين وإصابة المئات منهم،حملت نفس البصمات والأهداف للتفجيرات التي سبقتها بأيام قليلة في الضاحية الجنوبية واستخدام السلاح الكيماوي في غوطة دمشق،فعندما لم ينجح المخطط الإجرامي،مخطط بندر- أردوغان -ماكين نتنياهو في جر لبنان الى مربع الفتنة المذهبية عقب تفجير السيارة المفخخة في الضاحية الجنوبية،ذلك الإنفجار وما اسفر عنه من قتل وجرح لمئات المدنيين العزل، كان الرهان عليه في شعبنة الفتنة المذهبية السنية – الشيعية،وبما يترتب عليها من خلق سلاح فتنة في موازاة او مقابل سلاح المقاومة،سلاح حزب الله،والدفع بتدويل الأزمة اللبنانية،تمهيداً لنزع سلاح حزب الله والمقاومة اللبنانية،او العمل على توجيه ضربة عسكرية اسرائيلية- أمريكية لحزب الله،وكذلك على ضوء ما حصل في مصر وسقوط حكم الاخوان فإن الفتنة المذهبية السنية - الشيعية،والتي الرهان عليها بان يقودها الإخوان المسلمين من مصر،باتت ضعيفة وباهتة،ولذلك بقاؤها حية وقوية يستدعي تفجير الوضع في لبنان لهذا الغرض،ولغرض الإستمرار في شيطنة حزب الله وايران،باعتبارهما العدو والخطر الرئيسي والمباشر ل وعلى الدول العربية،فلا يجوز ان يعود الصراع الى طبيعته صراع عربي- اسرائيلي بعد ان نجح المخطط الأمريكي بالتعاون مع مشيخات الكاز والنفط والمتاسلمين الجدد في جعله صراع عربي- فارسي،وكذلك مشروع الفوضى الخلاقة بالضرورة ان يطال الحلقة اللبنانية،من اجل الإستمرار في خلط الأوراق وإنهاك حزب الله وإشغاله في قضايا داخلية،ولأن حكمة حزب الله وقيادته فوتت الفرصة على المخطط المشبوه التوقيت والأهداف،ولم ينجح في كسر إرادة الضاحية الجنوبية او تطويعها،حيث اكد سماحة الشيخ حسن نصر الله،على تمسك الحزب بخيار المقاومة،ولم يوجه الإتهامات بالتفجير إلى الطائفة السنية،بل قال بان القوى المرتكبة للتفجير،هي قوى تكفيرية ،وهي من تمارس نبش القبور وشق الصدور وبقر البطون وجلد الظهور في الشام واكثر من عاصمة وبلد عربي،بدعم وتمويل عربي- عثماني معروف الأهداف،وكذلك شدد على الوقوف وتعزيز العلاقة مع سوريا ضد ما تتعرض له من مؤامرة كونية ومخطط إجرامي،يستهدف تدمير الدولة والمجتمع والجيش والاقتصاد والمؤسسات السورية.
محور بندر- ماكين- أردوغان – نتنياهو،بات على قناعة بأن مشروعهم للمنطقة يصطدم بعقبات جدية،والأسد بدلاً من ان يسقط يواصل تعزيز سلطته وتحقيق الإنتصارات،واذا ما إستمر في التقدم،فإن عقد جنيف (2 )،وبدون اية تعديلات جدية في ميزان القوى على الأرض،يجعل عقده مستحيلاً،أو انعقاده في مثل هذا الظرف،يعني التسليم بالهزيمة لهذا المحور،ومن هنا كان لا بد من القيام بعمل إرهابي نوعي من شأنه،أن يحشر النظام في الزاوية،ويمهد لتدخل عسكري امريكي- اوروبي غربي،بذريعة إستخدام النظام للسلاح الكيماوي في قتل شعبه،فكانا صاروخي الغوطة المحملان بالمواد الكيماوية،واللذان اوديا بحياة المئات من الأطفال السوريين،وما اعقبهما من شن حملة استخباراتية واعلامية شرسة شاركت فيها اجهزة العديد من الدول الغربية والعربية ووسائل اعلامها،بتوجيه الإتهام إلى النظام السوري في إرتكاب تلك المجزرة الوحشية،ولكن الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية الروسية والأوروبية الغربية والمعلومات التي قدمتها الدولة السورية لروسيا،جعلت وزير الخارجية الروسي لافروف يؤكد على أن توجيه الإتهامات للنظام السوري،هي عمل استفزازي مدبر،وفي مجلس الأمن قدم الروس ادلة قطعية على تورط قوى المعارضة السورية في تلك التفجيرات،جعلت التحالف المعادي من امريكان واوروبيين غربيين يلوذون بالصمت،ويعدلون عن طلب التحقيق في إستخدام الأسلحة الكيماوية،حيث شددت روسيا على ضرورة إجراء تحقيق دولي ومهني في إستخدام السلاح الكيماوي في سوريا،لأن ذلك سيطالهم هم وحلفاءهم.
الفشل الذي يواجه محور بندر- أردوغان- ماكين- نتنياهو، يدفعه الى التخبط ومواصلة الإرهاب وزرع الموت والدمار في كل مكان، من بغداد الى الشام فبيروت والى مصر،وبيروت يجب ان تدمر،والفتنة المذهبية يجب أن تاخذ بعدها الشعبي هناك،فهي تفتح وتجعل الطريق معبدة وسالكة،نحو زيادة العداء والحقد على حزب الله وايران والقوى الشيعية،ولا بد من توريط حزب الله في الصراع الداخلي في لبنان،فالأسير فشل في احتلال صيدا،وخلق سلاح فتنة مقابل سلاح حزب الله،وطرابلس التي وزع البعض فيها الحلوى وابتهج للتفجير الإجرامي في الضاحية الجنوبية،هي يجب من تطالها تفجيرات بندر، حينها يكون حزب الله والشيعة هم المتهمون بهذه التفجيرات،وتشتعل الفتنة المذهبية،وتعود لبنان الى لغة الدم والتفجيرات والقتل على الهوية،ولكن طرابلس خيبت امل بندر وماكين،حيث لم تندفع الجماهير بفورانها العاطفي خلف دعاة الفتنة المذهبية والتدمير،بل عبرت عن موقف يجرم ويدين أصحاب الفتن ودعاتها،وقال شيوخها بان من فجر في طرابلس،هو نفس من فجر في الضاحية،ومصاب الضاحية هو مصاب طرابلس،وهو مصاب كل لبنان،وكل التحية للمفتي الشعار وهو يقول" ولو قتلونا في الليل والنهار سنبكي شهداء الضاحية والضاحية تبكينا" وكذلك هو المفتي قباني ينادي" ما يصيب الضاحية ينزل الإصابة فينا وما يصيب طرابلس يجعل المؤامرة على لبنان يقينا".
نعم طرابلس بأصواتها الوازنة من رجال دين مسلمين ومسيحين وسياسيين، تحاصر خفافيش بندر وماكين التي كانت متوثبة للفتنة وتوجيه الإتهامات لحزب الله.
على كل جماهير امتنا العربية،ان تدرك تماماً،بأن تلك التفجيرات وما سيستتبعها من تفجيرات وعمليات إرهابية اخرى في سوريا ولبنان والعراق ومصر،هي تحمل نفس البصمات والأهداف،ويراد منها دفع امريكا الى التدخل العسكري في المنطقة،حيث ان المشروع الأمريكي في المنطقة ينكفىء ويتراجع،ووجهة له ضربة قوية بسقوط حكم الإخوان في مصر،فقد كان الرهان عليهم في قيادة المشروع التقسيمي في المنطقة العربية،وبعد كيماوي الغوطة،تتعرض الزعامة الأمريكية الى ضغوط شديدة للتدخل العسكري في سوريا،لتعويض خسارتها في مصر،حيث أنه الان تتقدم لغة السلاح والعسكر على لغة العقل والسياسة.
القدس- فلسطين
24/8/2013
0524533879

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت