هذه كانت خاطرة كتبتها لنشرها على صفحتي على الفيسبوك ولكنها طالت فنشرتها للفائدة كمقالة!
حماس على لسان رئيس وزراء حكومتها إسماعيل هنية تدعو القوى الوطنية في قطاع غزة مشاركتها في إدارة أو حكم القطاع:
شيء جميل من حماس أن تعترف أن لها شركاء في قطاع غزة لهم الحق في إداراته وحكمه! كما أن تلك الدعوة دليل اعتراف بالخطأ طوال السبعة سنوات الماضية التي انفردت فيها حماس بحكم القطاع! وتلقائياً هو شهادة منها عن مسئوليتها عن تكريس الانقسام طوال تلك السنوات وإفشال كل محاولات المصالحة وإعادة اللحمة بين الضفة الغربية وقطاع غزة لأنها انفردت بالقرار ولم يكن قرار جماعي لأهل غزة ولا القوى الوطنية فيه!
عن نفسي أثمن تلك الدعوة وأعتبرها خطوة تصحيحية في مسار تجربة حماس السياسية التي كلفتنا وكلفت الأمة خسائر فادحة بانفرادها في حكم غزة وإن كانت تأخرت سبعة سنوات ولكن تأتِ خير من أن لا تأتِ. وحرصاً على نجاحها نطرح بعض الأسئلة:
* كم سيكون حجم التأثير في صنع القرار وتسير شئون القطاع للقوى التي ستقبل تلك الدعوة وتشارك في إدارة القطاع أو حكمه؟!
* هل ستكون حدود المشاركة فقط في تسيير شئون المواطنين الحياتية واليومية؟! وفي حال كانت كذلك هل من حقهم طرح خطط أو اتخاذ قرارات تقيد من حركة وحرية عمل أجهزة حماس الأمنية والقسام في قمع المواطنين وأخذهم بالشبهة والتقارير الكيدية وتعذيبهم وإهانتهم أو لا؟! وهل ستسمح لهم المشاركة في محاسبة مَنْ يتجاوز ذلك من المسئولين في أي مستوى من حماس ولا نقصد هنا محاسبتهم على ما سبق المشاركة ولكن ما بعدها؟!
* هل سيكون من صلاحياتهم تقرير مصير القطاع وتقويم حالة الانقسام أم تقتصر صلاحياتهم على الحضور والانصراف والشكليات أنهم مشاركون؟
* في حال كان لهم الحق في تقرير مصير القطاع وتقويم حالة الانقسام واتخذوا قرار بإنهاء الانقسام يتعارض مع مصالح حماس الحزبية أو مصالح بعض قياداتها الشخصية هل ستقبل حماس بذلك القرار أم أنها سترفضه وستعاقب الداعين له وتنهي مشاركتهم في الحكم وإدارة القطاع خاصة وأن القوى السياسية في القطاع لا تملك قوة يمكنها بها إلزام حماس بالقبول بقرارها؟!
* في ما لو خرجت تلك القوى كما يحدث الآن في مصر من خروج الإخوان والقوى الثورية الأخرى رفضاً لحكم العسكر في مظاهرات في غزة رفضاً لحكم حماس واستفرادها بالقرار سيكون مصيرها القتل والاعتقال والاتهام بالتخابر مع رام الله وغير ذلك كما كان مصير سابقاتها، ويصبح ذلك حلال لحماس كما هي العادة وشرعي وحرام على السلطة أو غيرها من الأنظمة العربية؟!
الأسئلة كثيرة ولذلك مطلوب من القوى المدعوة للمشاركة في إدارة أو حكم القطاع مع حركة حماس أن ستوضح عن ذلك وعن:
* تصور حماس لحدود وحجم تلك المشاركة ومضمونها؟!
* إن كان القصد من مشاركتهم أن يكونوا شهود زور وديكور فقط؟!
* هل القصد استخدامهم لامتصاص حالة الغضب والاحتقان الداخلي والخارجي ضدها في هذه المرحلة للحفاظ على استمرارها في الحكم منفردة في غزة واستمرار الانقسام وبعد تراجع حالة الغليان والرفض الشعبي واستقرار الأوضاع في المحيط الإقليمي وعودة علاقات حماس إلى سابق عهدها مع الخارج ومصر خاصة تعطيهم بالشلوت كما تفعل الأنظمة وكما تفعل هي أيضاً مع بعض الطراطير الذين صنعتهم على طريقة فتح وجعلت منهم قيادات سياسية وتنظيمية ومقاومة؟!
بصدق إخواننا الكرام في حماس:
بغض النظر عن الموقف منكم فأنتم تعلمون موقفنا منكم جيداً، ونعلم أنكم لا أخلاق لكم في التعامل مع أحد ولا تحفظوا إلاً ولا ذمة لمن يقف إلى جانبكم ويدعمكم مهما كانت تضحيته بسببكم والضرر الذي يلحق به لثبات موقفه منكم، وبغض النظر عن اتهاماتكم ومحاولة تشويه مَنْ يختلف معكم ويعبر عن رأيه فيكم وينتقدكم كما ينتقد غيركم، وأنتم تعلمون أنه ليس مرتزق ويرفض الارتزاق بقلمه كما رفض مساومات البعض للحصول على حقه مقابل أن يكتب ما يُطلب منه ضدكم وكان رده:
أفضل الجوع أنا وأسرتي ولا أقبل كتابة ما ستطلبونه وهو أهون بكثير مما أكتبه بقناعتي وضميري مرتاح أني لست مأجور، ومع ذلك لم نسلم من شركم وأذاكم! وعلى الرغم من عدم مراجعتكم لسياساتكم ومواقفكم رغم كثرة أخطائها في ضوء ما يحدث من حولكم وداخل الوطن وخارجه؛ إلا أن أخلاقنا ومروءتنا تأبى علينا أن نخلط الشخصي بالعام أو نصفي حسابات شخصية مع أي إنسان أو تنظيم في لحظة ضعف وتكالب الآخرين عليه، وخسرنا بعض الصداقات بسبب هذا الموقف وطبعاً لا ننتظر منكم جزاءً ولا شكوراً فذلك خلقنا وموقفنا في نصرة المظلوم والانتصار للحق والأخلاق والقيم الإنسانية! لذلك نقول لكم بصدق ونسأل الله أن تتنصحوا هذه المرة، أن قطاع غزة لا يريد مشاركة أحد في إدارته معكم ولكنه يريد منحه حقوقه الشرعية والإنسانية:
* الاعتراف لأهله بفضلهم عليكم وعلى غيركم وعدم خذلانهم لكم في لحظات المحنة وصبرهم على أذاكم وعلى جرائم العدو الصهيوني ضدهم بسبب أخطائكم!
* الحفاظ على كرامة أهله وعدم إهانتهم بحق أو بدون حق!
* إرساء دعائم العدل والكرامة والحريات بكل أشكالها ما لا تخالف الشرع أو العرف العام ولا تضر بالمصلحة الوطنية ولا تنسوا: أن العدل أساس الملك!
* رد الحقوق لأصحابها سواء في المساعدات التي نهبت أو الأراضي التي سرقت وبيعت وغيرها!
* رفع القبضة الحديدية المهينة والحكم الإرهابي الذي يمارسه جهاز أمنكم الداخلي ضدهم وهم الشرفاء الأحرار الكرماء الذين اختارهم الله هم وبقية إخوانهم في فلسطين ليكونوا طليعة الأمة في مواجهة عدو الأمة المركزي فلا يهينهم إلا لئيم ولا يذلهم إلا ذليل ولا يكرمهم إلا كريم!
* يكفيهم معاناتهم وحصارهم وحياة الضيق التي يعيشونها بسببكم فلا تزيدوا همومهم بحياة الضيم التي تذيقونهم إياها يومياً!
* الكف عن خطاب التخوين في الشارع الفلسطيني والعمل الوطني والسياسي أياً كان الاختلاف في الرأي، والكف عن الخلط والتعميم دون تمييز بين قاعدة شعبية أو حركية لأي فصيل وبين قياداته وأخذ الصالح بالطالح، هذا الخطاب الاستئصالي الإلغائي للشركاء في الوطن نرفضه على مساحة الوطن كله في مشاركاتنا مع أصحاب الاتجاهات الآخرى ضدكم وضد غيركم من الإسلاميين لإيماننا بخطأه، أيضاً نرفضه منكم فالأمة هي كل الأمة على اختلاف أطيافها ومكوناتها!
* السعي الصادق والجاد لإنهاء الانقسام لأنه واجب شرعي ووطني قبل كل شيء، ولعلنا ندارك الحفاظ على بعض ما ضاع من الأرض ومن القدس والأقصى من خلال الوحدة والعمل على إفشال تمرير أي مشروع تسوية في غياب وحدة الأهل في الضفة وغزة وفي ظل انشغال أقطار الوطن بما ابتلوا أنفسهم به بسبب حكومات غير مسئولة ومعارضة متهالكة على الحكم!
* العودة إلى خندق المقاومة كطليعة للأمة من أجل التحرير الحقيقي لا خندق المقاومة الشكلي كمن سبقوكم لتبرير الانقسام وممارساتكم ضد أهل القطاع!
وبدون إطالة أنتم أدرى من غيركم بما عليكم عمله لأهلكم في غزة وفلسطين وللأمة لنستعيد المبادرة في إفشال كل مخططات الأعداء ضد الأمة والوطن، الأمر لا يحتاج كثير جهد ولكن يحتاج صدق!
التاريخ: 24/8/2013
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت