واشنطن- وكالة قدس نت للأنباء
اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن "حركة "حماس" قد فقدت الحماية التي كانت تعول عليها من جانب مصر مع الإطاحة بالرئيس محمد مرسي، كما تأثر الوضع الاقتصادي للقطاع المحاصر بقيام الجيش المصري بإغلاق معظم الأنفاق التي تعتبر بمثابة شريان الحياة بالنسبة لحركة حماس التي تحكم قطاع غزة".
وقالت الصحيفة: إنه "في ظل حكم مرسي كان هناك مئات الأنفاق المزدهرة والتي تقلص عددها بعد سقوطه إلى بضع عشرات فقط، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أسعار الوقود في غزة، وتأثرت واردات القطاع من الحديد والإسمنت، وبالتالي توقفت مشاريع رصف الطرق وإصلاح البنية التحتية المتهالكة في القطاع الفلسطيني الفقير".
وأضافت الصحيفة أن "حماس تفقد أصدقاءها وحلفاءها الواحد تلو الآخر، فبعد أن خيبت آمال رعاتها في إيران، وأغضبت حلفاءها في حزب الله، المنظمة السياسية والعسكرية الشيعية المتمركزة في لبنان، من خلال دعم المتمردين السنة الذين يقاتلون ضد الرئيس السوري بشار الأسد، فقدت دعم مصر بعد الإطاحة بمرسي".
وأشارت إلى أن "الحكومة المؤقتة التي يقودها الجيش المصري تبدو معادية تجاه حماس، التي ولدت من جماعة الإخوان المسلمين في أواخر ثمانينات القرن الماضي. وسبق وأن استقبلت حماس بنشوة انتخاب مرسي العام الماضي، ولكن مع اعتقاله اليوم في مكان غير معلن تقف الحركة في عزلة أكثر مما كانت عليه في السنوات الماضية".
ولفتت النظر إلى أن "العديد من الأنفاق تم حفرها بعد تولي حماس السلطة في غزة عام 2007 مع إغلاق مصر وإسرائيل الحدود. مع مرور الوقت عادت مصر وإسرائيل لفتح المعابر مرة أخرى أمام ما يقرب من 1.7 مليون شخص في القطاع، رغم أنه من الممكن الآن نقل البضائع إلى غزة عبر معبر كرم أبوسالم الذي تسيطر عليه إسرائيل، إلا أن هناك قيودا على بعض البنود التي تقول إسرائيل: إنه يجري تحويلها للاستخدام في الأنشطة العسكرية - أشياء مثل الخرسانة وأنابيب الري، والتي تقول إسرائيل يمكن أن تستخدم في صنع المخابئ والصواريخ".
وأشارت إلى أنه "رغم عمل معبر كرم أبوسالم بنصف طاقته إلا أن سكان غزة يستخدمون الأنفاق للحصول على الوقود، وزيت الطهي ومواد البناء وبعض السلع الكمالية الأقل ثمنا من مصر؛ لأنها مدعومة من الحكومة أو بسبب حظر استيرادها من قبل الإسرائيليين".
وأضافت أن "حماس كانت تعول على مصر للحصول على بعض الحماية بعد فقدان حلفاء آخرين، ولكن مع سقوط مرسي تبددت هذه الآمال. مع محدودية الخيارات أمام حركة حماس سيكون عليها البحث عن تسوية مع منافستها حركة فتح التي تسيطر على الضفة الغربية، الأمر الذي لا يزال يبدو بعيد المنال لاسيَّما مع انتقاد الحركة مؤخرا دخول السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مفاوضات سلام مع الإسرائيليين برعاية أميركية".