متي نصبح حضاريين ؟هناك عادات سيئة نمارسها بقصد أو دون قصد موجودة نحن فينا شعب فلسطين فهل عملنا معا من أجل التخلص منها وتركها وهذا ليس من أجل مظهر حضاري أو جمالي فقط وإنما هذا ما يأمرنا به ديننا العظيم الدين الإسلامي ومن تلك العادات السيئة وهي أننا لم نربي أطفالنا تربية حسنة وهنا أقصد بذلك ليس الجميع وإنما الأكثرية فتجد مثلا أطفالنا وهم يسيرون في الطرقات لا يتركون شيئا دون العبث به فلا تسلم منهم شجرة مغروسة في الطرقات ولا تسلم منهم حاوية قمامة إلا وعبثوا بها وسلوك كثيرة كرمي الحجارة والأوراق في الطرقات ولعب الكرة في الحارات والإزعاج المستمر دون احترام حقوق الغير من الجيران كحقهم في الراحة والهدوء هذه بعض العادات والسلوك المتعلقة في أطفالنا والتي يتحمل مسئوليتها أولياء الأمور في المنازل والمدرسين في المدارس فمن صفات المدرسة أنها تمثل وزارة " التربية والتعليم" وهنا كلمة التربية سبقت كلمة التعليم لأن المهام الأساسية لتلك الوزارة ومدارسها هي التربية الصحيحة من أجل خلق مجتمع مثقف وحضاري وقادر علي تشكيل كل ما يلزم المجتمع من احتياجات مختلفة بصورة تعكس ثقافة شعب في مظهرة وجوهرة وثقافته وتجعلنا الأفضل بين الأمم .
ومن العادات السيئة التي ترتكب في مجتمعنا الفلسطيني وهي أن معظم سائقين الأجرة لا يحترمون القانون وتجد أن سائق الأجرة عندما يشاهد الراكب يقف في منتصف الطريق وقد يغلق الطريق من خلفة لبضع دقائق وغير مكترث للآخرين وبعضهم يسير في الطرقات ولدية صوت صاخب للستيريو وبعضهم يقود مركبته دون أن يرتدي حدائه في قدميه وبعضهم يقود المركبة وهو يشعل سيجارته وبعضهم يخرج رأسه من شباك مركبته ويبسق في الطريق وهناك صنف آخر ممن لديهم عادات سيئة وهم أصحاب المحال التجارية فتجدهم يتخلصون من الفضلات والقمامة الناتجة عن تفريغ محتويات المبيعات فتجده يتخلص من البلاستيك والكرتون برميها في الطريق علي جانب المحال وكأنه يقول المهم أنها غير موجوده في متجري وبعضهم يزيد السوء سوء فيلقيها علي جانب الطريق ويشعل بها النار ليحرقها ويتخلص منها وبذلك يلوث بيئتنا بكاملها وهناك صنف آخر ممن لديهم عادات سيئة جدا جدا وهم من لديهم هواية الكتابة علي الأوراق النقدية يعتقد أنها ملكا له وتجده قد يكتب اسمه عليها او يكتب رقم هاتفة او أي كلام، نعم هي في تلك اللحظة بين يديك تلك الأوراق النقدية ولكنها ملكية مؤقتة قد تكون لحظات أو ساعات أو أيام تم تنتقل تلك الأوراق النقدية ليتم تداولها بين الناس فهل تركنا تلك العادات وبدأنا بأنفسنا ولا أحد فينا يقبل ورقة نقدية مكتوب عليها شيئا بأيدينا ؟ فلنعتبر أن تلك الورقة النقدية هي ورقة قانونية وثيقة أو عقد فهل يقبل أحد الكتابة والخربشة علي ذلك العقد أو الوثيقة؟ فيصبح باطل وهكذا علينا أن نتعامل مع من يحمل ورقة نقدية مكتوب عليها بأيدينا وهكذا سوف نتخلص من عاداتنا السيئة شيئا فشيء
وهناك أصناف أخري لديها عادات سيئة وهي منتشرة كثيرا وتشاهدها في أماكن كثيرة كأن تجد بجوار حاوية القمامة قمامة منتشرة في كل مكان علي الأرض والغريب في ذلك قد تشاهد أكوام القمامة علي الأرض والحاوية مازالت فارغة ومن العادات السيئة جدا في فلسطين وخاصة قطاع غزة وهي أن كثير من المواطنين أمام منازلهم يصنعون الحفر أو المطبات في الطرقات فهم لا يستطيعون التحكم بأبنائهم ومنعهم من الخروج في الطرقات وإنما يستطيعون التحكم في الممتلكات العامة والعبث بها وتخريبها وصناعة الحفر والمطبات وأنا أتحداكم تحدي بأن تجد طريق دون مطب صنع بأيدي الناس فيا للعجب قد نقرأ هذا المقال ونقول في قرارة أنفسنا لماذا الناس ترتكب هكذا أخطاء ونحن أنفسنا مخطئون فهل فكرنا معا أفرادا ومؤسسات في تغيير ثقافتنا للأفضل بدءا من أنفسنا بإعطاء كل ذي حق حقة ولك مثل ما عليك ثم توسيع الدائرة بأن يكون معاملاتنا اليومية في منازلنا بطريقة حضارية فلا نسبب الإزعاج للآخرين ولا نعبث بالممتلكات العامة في الطرقات ولا نلقي بالقمامة علي الأرض ومنحنا جزء من أوقاتنا لأبنائنا وأضفنا مادة دراسية جديدة تضاف إلي المنهج المدرسي ولكن تلك المادة تدرس في المنازل ومدرسها أولياء الأمور بأن نخصص ساعة من وقتنا لأبنائنا تدرس فيها ثقافة وحضارة وسلوك علينا ممارسته منذ لحظة الاستيقاظ من النوم حتي العودة مرة آخري إلي النوم فكم من ولي أمر جلس مع أطفاله واستمع ولاحظ كل ما يفعله أبنائه وكافأهم علي الإيجابيات ونهاهم عن السلبيات وكم من شخص بالغ يخطئ سائق او عامل او مسئول أو صاحب متجر فكلنا مسئولون وكلنا شركاء في بيئتنا وعلينا أن نعمل معا من أجل الحفاظ علي وطن نظيف يراه من يأتي بعدنا بأنه وطن نظيف جميل فيحافظوا علي جماله ويزيدونه جمال والله جميل يحب الجمال
بقلم الكاتب الفلسطيني/ هاني زهير مصبح
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت