صور.. "نكهة زمان "معرض فوتوغرافى يوثق المهن والحرف التراثية في غزة

خان يونس - وكالة قدس نت للأنباء
في تظاهرة فنية إبداعية تحتفي بشيوخ المهن والحرف التراثية بقطاع غزة، وتستقرأ فصولاً من التراث الحضاري والإنساني للبيئة المحلية الفلسطينية، اجتمعت في أحضان المركز الثقافي التابع لجمعية الثقافة والفكر الحر، اليوم الثلاثاء، أكثر من 40 صورة فوتوغرافية وثقت بشكل ابداعى ينبض بالحياة أكثر من 30 مهنة وحرفة تراثية فلسطينية في معرض فني بعنوان "نكهة زمان ".

الصور التي التقطتها عدسة المصور الفنان محمود العثامنة حملت بجانب جماليتها معانٍ إنسانية سلطت الضوء على معاناة شيوخ الحرف وخوفهم من اندثارها ومدى محاربتهم للحفاظ على كينونتها وبقائها، فرغم مرور السنين نشاهد محاولاتهم للتشبث بمهنهم ومنعها من اللحاق بعجلة المهن المندثرة فها هو أحدهم مازال يمارس مهنته في نسج طواقٍ من الصوف بحب شديد رغم أنه تعدى به العمر للعقد التاسع .

العثامنة والذي فازت صوره بالعديد من المسابقات المحلية أراد أن يكون معرضه الأول عملاً فنياً إبداعياً وطنياً توثيقياً فيقول :" أردت من خلال المعرض أن احيي مفردات قيمة تعزز من أواصر الانتماء للهوية وتكرس مفاهيم الاعتزاز بماضي الآباء والأجداد، وتسلط الضوء على المهن والحرف التراثية وشيوخها ،مؤكداً أن هناك ضرورة وطنية للحفاظ على تلك المهن ويجب أن تتكاثف من اجل ذلك جميع المؤسسات الحكومية والأهلية وتجد الآليات المناسبة للحفاظ عليها من الاندثار .

وأثنى العثامنة على جمعية الثقافة والفكر الحر ومركزها الثقافي لاحتضانه الفكرة وتبنيها وتقديم العون المعنوي والمادي لإظهارها للنور ،مشيدا بدور المركز في تفعيل المشهد الثقافي بالقطاع من خلال تبنيه للعديد من المبادرات الثقافية والفنية والإعلامية .

المعرض الذي شهد إقبالا جماهيرياً كبيراً ومن مختلف الفئات والمحافظات تحول لمهرجان للحرف التراثية بعد حضور عدد من شيوخ المهن التي تم التقاط صور لهم بالمعرض بأدواتهم الحرفية وصنعوا بعض من منتجاتهم أمام الزوار، إضافة لعرض فيلم تلفزيوني للمخرج زياد دحلان عن نفس الموضوع وثق خلاله المهن والأدوات التي يستخدموها بإنتاج منتجاتهم الحرفية .

وفى هذا الصدد اعرب الحاج عمر العصار (80 عام) شيخ الترزية بالقطاع الذي يعمل بمهنة الترزى العربى منذ عام 1952 بعد ان توارثها عن والده الذى ورثها عن جده عن سعادته لان هناك من اهتم بهم وصورهم، مقدماً شكر خاص للمصور العثامنة، مشيرا إلى انه تفاجأ بصورته كم هي جميلة، مؤكدا أن انبهار الزوار وثناء الناس عليها جعله يشعر بالفخر وبقيمة ما يعمله .

ودعا العصار المؤسسات إلى دعم مثل هذه الحرف وإلا فإنها سوف تكون من ذكريات الماضي، فتفقد الأجيال القادمة تاريخاً كان فخراً للإنسان على مستوى الوطن.

ويرى الفنان التشكيلى محمد ابولحية أن العثامنة استطاع بعدسته الرائعة تجسيد صور ذات بعد جمالي ابداعى تشتم منها رائحة الزعتر والزيتون وخبز الطابون، مؤكدا على أهمية المعرض وقيمته الجمالية والوطنية معتبره احد أشكال النضال الوطني لأنه يوثق ذلك للذاكرة وللأجيال.

وقال حسام شحادة مدير البرامج بجمعية الثقافة والفكر الحر:" إن جمعية الثقافة والفكر الحر منذ نشأتها قبل (21) عاما تفرد مساحة كبيرة ومميزة من أنشطتها المختلفة على مدار العام تتوجها بمهرجان الجذور التراثي السنوي ونستعيد خلالها المفردات التراثية والفلكلورية الفلسطينية، ونعيد موروثاتنا التاريخية والحضارية، لننقل أجزاء من ذاكرتنا الثقافية والتراثية للزمن الحاضر ."

وأضاف شحادة إن معرض نكهة زمان هو مبادرة شبابية جادة وذات قيمة جمالية وإنسانية تبناها المركز الثقافي ،وانبثق عنها مبادرة الفيلم الوثائقي للمخرج زياد دحلان وبهاء الحصين الذي حمل نفس العنوان ليكملا بعضهما البعض ويوثقا للأجيال القادمة بالصورة الفوتوغرافية والفيديو المهن والحرف اليدوية الفلسطينية، مشيراً إلى أن المركز تبنى خلال هذا العام أكثر من ( 20 ) مبادرة شبابية فنية وثقافية وإعلامية، استطاعت أن تدمج عشرات الشباب بأنشطة مجتمعية هادفة وتطور من قدراتهم وتمكنهم من أدواتهم للتعبير عن قضاياهم وقضايا وطنهم ، والتي أدت بمجملها لتفعيل المشهد الثقافي في القطاع .

وعكس معرض "نكهة زمان " جوانب من تراث الأجداد وأسلوب حياتهم، وخصوصيتهم التي تميزهم عن الآخرين، كما انه أرخ لجغرافية المكان واستقرأ صفحات من تاريخه ومحيطه العام، معبراً عن البيئة المحلية للسكان وطبيعتهم المعيشية ومهنهم التقليدية مع حرفهم اليدوية .

من /عطية شعت