ألجامعه العربية تشرع للتدخل العسكري الأمريكي الغربي في سوريا

بقلم: علي ابوحبله


البيان الختامي لاجتماع ألجامعه العربية الطارئ الذي عقد في القاهرة هذا اليوم الواقع في 27/8/2013 على مستوى المندوبين ، لبحث موضوع السلاح الكيماوي في سوريا ، جاء البيان متوافقا ومنسجما مع الاتهامات التي وجهتها أمريكا وفرنسا وبريطانيا للحكومة السورية وتحميلها للمسؤولية عن استعمال السلاح الكيماوي ، وتضمن البيان الختامي للاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية بالدعوة لمجلس الأمن اتخاذ الإجراءات الرادعة بحق سوريا ومعاقبة ومحاكمة وملاحقة المسئولين السوريين ، خلا البيان من تحميل المسؤولية للمجموعات المسلحة ولم يشر لهذه المجموعات من قريب أو بعيد علما أن كل الشواهد تؤكد أن هذه المجموعات المسلحة من استعملت غاز السارين في خان العسل في حلب ، وان في سوريا بعثة مراقبي الأمم المتحدة للتحقيق في موضوع السلاح الكيماوي وأنها لم تخرج بعد بنتائج تحقيقها ولم تخبر مجلس الأمن عن تحقيقاتها ، إن اتهام ألجامعه العربية للحكومة السورية وتحميلها مسؤولية استعمال الكيماوي ليس بمستهجن أو غريب عن مواقف ألجامعه طالما أنها جزء من التآمر على سوريا ألدوله العضو في ألجامعه العربية ، وان هذا البيان كان من الضروري إصداره حتى يتساوق مع بيان وزير الخارجية السعودي بدعوته للمجتمع الدولي باتخاذ إجراءات حاسمه ورادعه بحق الحكومة السورية وليكون متوافق ومتساوق مع الاتهامات الامريكيه الغربية الصهيونية للحكومة السورية لتبرير التدخل العسكري ضد سوريا ، صيغة البيان الختامي للجامعة العربية في اجتماعها الطارئ جاء خاليا من انتظار للتحقيقات التي تجريها بعثة الأمم المتحدة ، أو حتى من إشراك ألجامعه في موضوع التحقيقات أو حتى ضرورة اطلاع ألجامعه على نتائج التحقيقات ، ما احتواه البيان اتهام مباشر للحكومة السورية عن مسؤوليتها باستعمال السلاح الكيماوي ، ما يؤكد أن البيان مسيس وأملي على أعضاء ألجامعه لإقراره وإصداره ، هذا ليس مستغربا ومستهجنا على جامعه مخطوفة ومسلوبة الاراده ، لان مجلس ألجامعه العربية سبق له وان تجاهل تقرير بعثة المراقبين المرسلة من قبل ألجامعه العربية برئاسة اللواء محمد الدابي ، الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ورئيس ألجامعه في تلك الفترة حمد بن جاسم قد تجاهلا حقيقة ما احتواه تقرير محمد الدابي وسبق لهما وان حملا الحكومة السورية مسؤولية العنف والتفجيرات في سوريا بعكس ما احتواه تقرير بعثة مراقبي ألجامعه العربية ، إن الاجتماع الطارئ للجامعة العربية للبحث في الشؤون السورية على الرغم من أن هناك أحداث جسام تعصف بالعديد من الدول أعضاء ألجامعه العربية ومثالها ما يحدث في سيناء وتونس ولبنان وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من قتل واعتداء وعدوان مستمر من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي ، تجاهلت ألجامعه العربية هذه الأحداث الجسام التي تعصف في العديد من دول أعضاء ألجامعه العربية ووضعت في سلم أفضلياتها وأولوياتها في كيفية استدرار التدخل العسكري الأمريكي الغربي الصهيوني ضد سوريا ، ألجامعه العربية التي شرعت للتدخل العسكري لحلف الناتو في ليبيا ، شرعت غزو العراق واحتلاله من قبل القوات الامريكيه ، أقرت تقسيم السودان ، وهي تعجز اليوم عن حماية الأمن القومي المصري من اعتداءات إثيوبيا على حق مصر في مياه نهر النيل وبناء سد النهضة بدعم إسرائيلي ، هذه ألجامعه العربية تشرع اليوم لتدمير سوريا وإسقاط ألدوله السورية وغدا ستشرع في تدمير مصر والجزائر وتشرع لحرب إسرائيل على لبنان ، هذه ألجامعه العربية التي تجاهلت اعتداءات المستوطنين على المسجد الأقصى وتجاهلت قانون برافر العنصري وتجاهلت تدمير منازل عرب الجهالين في القدس وتدمير القرى البدوية في بئر ولم تكلف نفسها عناء إصدار بيان تستنكر من خلاله جرائم قتل الفلسطينيين في عناتا القدس وفي جنين واستمرار الاعتقالات والاستيطان والاستيلاء على الأراضي في الضفة الغربية ، هذه ليست جامعة العرب بل هي جامعة ائتلاف المتآمرين على ألامه العربية ومقدراتها ؟؟؟هي وجدت أصلا لأجل تمرير المخططات التي أصبحت تستهدف ألامه العربية وان وجودها أصبح مقتصر للتشريع للتدخل الأجنبي في الشؤون العربية وتشريع العدوان بما أصبح يخدم مخططات الاستعمار القديم بثوبه الجديد ، لم يعد للجامعة العربية من وجود لأنها اختطفت من قبل دول أصبحت تغرس أنيابها في الجسد العربي وتنهش في هذا الجسد العربي لأجل تحقيق أهداف ومخططات لا تخدم أهداف ألجامعه العربية ، لم يعد بمقدور ألجامعه العربية من تامين حماية أعضائها لأنها أصبحت وسيله من وسائل شرعة العدوان ضد امن ألامه العربية ، إن قرار ألجامعه العربية الذي تساوق مع بيانات امريكيه غربيه إنما جاء ليخدم المخططات المعدة ضد سوريا ، لم يعد بمقدور المواطن العربي ليجد جوابا شافيا من السعودية وقطر وغيرها من أعضاء ألجامعه العربية التي تشرع وتهيئ لتدمير سوريا والسؤال لمصلحة من هذا الاستهداف والتدمير للجيش العربي السوري ، إن الدول التي اختطفت جامعة الدول العربية جعلتها حاضنه للعدوان الأمريكي الغربي الصهيوني على ألامه العربية في حين تعجز هذه الحاضنة التي تبرر العدوان على ليبيا وسوريا والعراق عن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزه وهي تعجز عن الوقوف في وجه المطامع الاسرائيليه التي تهود القدس وتشرع في اقتسام المسجد الأقصى ، لم يعد العرب بحاجه للجامعة العربية لأنها جامعة التآمر على المصالح العربية وأصبحت احد أهم وسائل التشريع للاحتلال الأجنبي للدول العربية وتعد من احد دعائم اضفاء الشرعية على الاحتلال الإسرائيلي ، إن ألامه العربية مطالبه اليوم لحل ألجامعه العربية وإنهاء وجودها بعد ثبوت تآمرها على ألامه العربية وعجزها عن حماية أعضائها وتحقيق الأمن القومي العربي وهي عاجزة عن إحداث تقارب بين الدول الأعضاء فيها وتحقيق تكامل اقتصادي عربي ، لم يعد من مبرر لهذه ألجمعه العربية التي لم يعد بمقدورها أن تحقق الأمن والأمان للمواطن العربي وهي تشرع اليوم لتدمير سوريا والشعب السوري وتشرع لأمريكا والغرب للانقضاض على الجيش العربي السوري ضمن مخطط يهدف لتحقيق امن إسرائيل الذي هو مقدم على حماية الأمن العربي ، وان هذه ألجامعه العربية أصبحت جزء من مأساة ما يعاني منه الشعب الفلسطيني وهي عاجزة عن حماية الحقوق الوطنية الفلسطينية وعن تحرير الأرض الفلسطينية

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت