غزة - وكالة قدس نت للأنباء
توقع محلل سياسي ايراني ان تساند فصائل المقاومة الفلسطينية الجمهورية العربية السورية في حال تعرضت لضربة عسكرية غربية تقودها الولايات المتحدة الامريكية، تحت حجج باستخدام الأسلحة الكيماوية من قبل النظام السوري.
وقال أمير الموسوي في حديث عبر الهاتف مع مراسل "وكالة قدس نت للأنباء"، "ان منظمات فلسطينية بعينها لن تكون في صف قوى الشر في حال الهجوم على سوريا، ولن تسمح بان تكون المنطقة متكالبة على الدولة السورية التي طالما وقفت في اشد الظروف ظلمة بجانب القضية الفلسطينية ودعمتها بما تجود به النفس السورية".
واعتبر الموسوي "ان الصامت اليوم على الهجوم المتوقع ضد سوريا لن تغفر له صفحات التاريخ، والوضع الحالي يستوجب على كل شريف ان يكون مع الشعب السوري".
وقال "لم نعهد الحركات الاسلامية والوطنية في فلسطين الوقوف بجانب الظلم والطغيان ابدا"، مشيرا الى موقف حركة الجهاد الاسلامي بالقول " طالما عرفت هذه الحركة بالخيار الدقيق في الظروف الصعبة، ومن المنطقي جدا ان تقف في زاوية الشعب السوري، الذي يتعرض لظروف قاهرة، وتكاثر الاعداء عليه في هذه الاوقات".
واضاف الموسوي الذي يعمل بمركز دراسات مختص في الشأن العربي الاستراتيجي في العاصمة الايرانية طهران " حركة الجهاد الاسلامي من الحركات الوفية في فلسطين، ولن تسمح بان تكون المنطقة متكالبة على الدولة السورية".
وكانت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ادانت أي عدوان أمريكي أو غربي أو إسرائيلي متوقع على سوريا، مشددة على أننا "كحركة مقاومة إسلامية لا نقبل بأي عدوان خارجي ضد أي بلد عربي أو مسلم".
وأكدت الحركة في بيان لها "أنه لا يجوز في عقيدتنا الاستعانة بالمستعمر الأجنبي ضد أبناء أمتنا وأوطاننا مهما كانت الظروف والمبررات."
واضاف البيان "إننا ومنذ بداية الأحداث في سوريا أعلنا بأننا مع الحل السياسي الذي يحقن الدماء، ويحقق طموحات الشعب السوري، ويحفظ وحدة الشعب والأرض، ويحمي سوريا من الانهيار والفوضى".
ولفت البيان ان حركة الجهاد ترى أن مصير سوريا وخياراتها هو شأن سوري ينبغي أن يقرره السوريون أنفسهم بعيدًا عن أي تدخل خارجي من أي طرف.
كما أدانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التهديدات الامريكية والغربية بالعدوان على سوريا، واعتبرت اقدام هذه الدول على شن الحرب "عملا خارج القانون ويزيد من تفاقم الوضع المتفجر في منطقة الشرق الاوسط ويلحق افدح الاذى بالشعب السوري والشعوب العربية ويدخلها في اتون صراع مديد يهدد مستقبلها وسيادة ووحدة ارضها، ولن يجني ثماره سوى تجار الحروب والمتربصين من قوى الاستعمار الجديد والهيمنة والاحتلال لإدامة استعبادهم للمنطقة وشعوبها وثرواتها."
واعربت الجبهة في بيان صدر عنها ، عن رفضها للعدوان "الامبريالي الصهيوني" وللتدخلات الخارجية بكافة اشكالها وحذرت من ما اسمته بـ"تصديق دموع التماسيح التي تذرف من قوى الحرب والعدوان على الشعب السوري والشعوب العربية، وهي التي ما فتأت تعمل المستحيل لإجهاض الحلول السياسية التي تنقذ الشعب والدولة والوطن وتوقف نزيف الدم السوري، ولم تترك وسيلة للتغطية على احتلال فلسطين والتنكيل بشعبها ما يزيد عن قرن من الزمان".
وحذرت الجبهة "من استخدام دعاة الحرب والعدوان جامعة الدول العربية او بعض الدول العربية او الاسلامية غطاء لهذه الحرب القذرة التي ستدفع ثمنها من جديد شعوب المنطقة وابناءها."
في حين قال عباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، أن استهداف سوريا عسكرياً هو استهداف للعرب جميعا، ولا يخدم سوى اسرائيل وأعداء الأمة العربية وفقاً للاستراتيجية المعادية التي لن تستثني أي بلد عربي إذا ما نجح العدوان.
وأضاف زكي أن "ما يجري في سوريا من تدمير وقتل هو نتاج مشروع الفوضى الخلاقة الذي روجت له وزيرة الخارجية الأميركية الأسبق كونداليزا رايس من أجل إعادة تقسيم الوطن العربي عبر سايكس بيكو "2".
وشدد زكي على أهمية دور سوريا في استقرار منطقة الشرق الأوسط، داعياً إلى حل الأزمة في هذا البلد العربي المهم عبر الطرق السلمية.
وأكد زكي ضرورة العمل على وحدة وسلامة واستقرار سوريا وحقن دماء أبنائها ووقف العنف وتجنيب شعبها المزيد من المعاناة المتفاقمة وتحييد اللاجئين الفلسطينيين ووقف استهداف مخيمات اللجوء في سوريا من أي طرف كان.
وأضاف زكي أنه "ورغم معارضتنا لاستخدام السلاح الكيماوي من قبل أطراف تريد خلق الذرائع لتدمير سوريا إلا أنه لا يساورنا شك في أن الغرب يستغل هذا كمبرر للتدخل في شؤون سوريا".
وأشار زكي إلى سياسة الكيل بمكيالين التي تنتهجها أميركا حين يتعلق الأمر بإسرائيل، متسائلاً "لماذا لم تتحرك حاملات الطائرات الأميركية والغربية ضد إسرائيل عندما استخدمت قوات الاحتلال الفسفور الأبيض المحرم دولياً على نطاق واسع خلال العدوان على قطاع غزة ما بين الفترة 27 ديسمبر 2008 حتى يناير 2009؟" وقد أدى الاستخدام العشوائي لقذائف الفسفور الأبيض في المناطق السكنية ومراكز الإيواء في مدارس "الأونروا" إلى استشهاد مئات المواطنين الفلسطينيين وإحراق مشفيي "القدس" و"الوفاء" ومبنى جمعية الهلال الأحمر بمدينة غزة.
وأعلن زكي رفضه القاطع لهذه الحملة العسكرية العدوانية على سوريا، محذراً من تأثيرها على الأمن القومي العربي.
من ناحيتها دعت جبهة التحرير الفلسطينية كافة القوى والفصائل الفلسطينية وحركة التحرر العربية بأحزابها وقواها الوطنية والتقدمية والقومية إلى أوسع حملة تضامنية سياسية وشعبية مع سوريا في مواجهة التحضيرات التي تقوم بها الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها للاعتداء العسكري على سوريا، تحت حجج باستخدام الأسلحة الكيماوية بدون أي دليل مادي وملموس.
وأعرب عباس الجمعة عضو المكتب السياسي للجبهة عن رفض التدخلات الخارجية بكافة أشكالها في سوريا وإدانتها للتهديدات الأميركية بالعدوان على سوريا، لافتاً أن الإدارة الأميركية وحلفائها يعملون المستحيل لإجهاض الحلول السياسية التي توقف نزيف الدم السوري، ولم تترك أميركا وسيلة للتغطية على احتلال فلسطين والتنكيل بشعبها ما يزيد عن قرن من الزمان، وأن "هذا العدوان لا نستطيع فصله عن خطط ترمي للهيمنة على المنطقة وتقسيمها لصالح العدو الإسرائيلي وحماية لعربدته وعدوانه المستمر ضد الشعب الفلسطيني."
وقال الجمعة" إن الأقنعة سقطت وتخلت الولايات المتحدة عن كل أساليب التمويه والتضليل التي كانت تستخدمها في الحرب غير المعلنة التي تخوضها منذ سنوات ضد سوريا، وهي ما تم استخدامه من قبل الولايات المتحدة وأعوانها وأتباعها لشنّ الحرب على العراق آنذاك تحت حجة امتلاك ما زعمته أسلحة دمار شامل، دون أن يثبت أنه يملك مثل هذه الأسلحة."
وأضاف الجمعة "أن العدوان الذي تعد له الإدارة الأميركية وحلفائها لا يستهدف سوريا وحدها بل الأمة العربية كلها، وسوف تكون له تداعياته الكارثية خصوصاً على فلسطين ودول المنطقة، وهذا يستدعي من الشعوب العربية وقواها الحية، التحرك السريع والفعال بمواجهة العدوان التي تقوده الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها من خلال النزول إلى الشارع للتعبير عن رفضها للتدخل الخارجي والعدوان على سوريا الشقيقة".
وأكد الجمعة وقوف الجبهة إلى جانب سوريا في مواجهة العدوان "الإمبريالي الأميركي".
ويبدو من شبه المؤكد تنفيذ ضربات صاروخية او جوية على سوريا خلال الايام المقبلة بقيادة امريكية بعدما ألقت الولايات المتحدة وحلفاء في اوروبا والشرق الاوسط اللوم على قوات النظام السوري عن هجوم يشتبه انه بالغاز السام قتل المئات في دمشق يوم 21 اغسطس/ آب.