صور.. توقف العمل في الانفاق الحدودية بين غزة ومصر

رفح – وكالة قدس نت للأنباء
أدت الحملة الأمنية التي يشنها الجيش المصري مُنذ نحو شهرين خاصة في أعقاب عزل الرئيس محمد مرسي نهاية يونيو المُنصرم، على المنطقة الحدودية بين قطاع غزة والأراضي المصرية "الأنفاق"، لتوقف عمل عدد كبير منها جراء تلك الحملة التي أتت على معظمها.

وبدأت الحملة بمصادرة البضائع المُعدة للتهريب وتكثيف التواجد الأمني لقوات الجيش على طول الحدود والدفع بعدد كبير من المدرعات والأليات المدفعية، تلاها هدم لعشرات الأنفاق وإغلاقها بركام المنازل وغمرها بالمياه.

وتطورت الحملة الأمنية مؤخرًا وازدادت خاصة بعد منتصف شهر أغسطس الحالي، لتصل لأول مرة بتاريخ الجيش المصري وحملاته التي قام بها ضد الأنفاق التي تعتبر شرايين الحياة لأهل القطاع البالغ عددهم أكثر من مليون و700 ألف نسمة، لتفجير الأنفاق وتدمير المنازل التي تتواجد بداخلها.

وتفرض إسرائيل حصارًا مُحكمًا على القطاع مُنذ نحو سبع سنوات في أعقاب سيطرة حركة حماس عليه وتوليها زمام الحُكم بعد فوزها بالانتخابات التشريعية، مما أدى لحدوث أزمةٍ إنسانية جراء إغلاق المعابر، مما دفع السكان للجوء لحفر الأنفاق كبديلٍ عن المعابر المُغلقة جراء الحصار.

تفجير أنفاق ومنازل!
_____________
وقام الجيش المصري بتدمير حوالي "ستة منازل" بمنطقة الصرصورية والجندي المجهول الواقعتين مقابل حيي البرازيل والسلام شرق مدينة رفح، كما تم تدمير أكثر من "20 نفقًا" تدميرًا شبه كامل، بواسطة وضع مواد متفجرة بداخلها "ديناميت".

وتسببت عمليات التفجير وإغراق الأنفاق بالمياه بحدوث تشققات بالتربة من الجانب الفلسطيني وبعض الانهيارات الأرضية تحديدًا "بحي السلام"، الأمر الذي أدى لانهيار عشرات الأنفاق وتوقفها عملها بشكلٍ شبه كامل جراء خشية عمال الأنفاق العمل بها قبل إصلاحها.

وأحتج أهالي رفح المصرية على عملية تدمير منازلهم مطلع الأسبوع الحالي، ونظموا مسيراتٍ وأغلقوا طرقات وأشعلوا إطارات، قبل أن يلتقي بهم لواء بالمخابرات الحربية، ويتعهد الأخير بوقف عمليات تدمير البيوت والأنفاق مقابل وقف الأهالي عملها بالكامل، وإن عمل أي منها سيتم تدميره.

ورصد مصور ومراسل "وكالة قدس نت للأنباء" عمليات الجيش المصري على الحدود بالأيام الماضية وعمليات تدمير المنازل والأنفاق، وأثار الحملة الأمنية التي أدت لشلل وركوض بحركة تهريب السلع والبضائع للقطاع.

تقلص المواد المُهربة
____________
وأكد مُلاك أنفاق لمراسلنا أن الأنفاق توقفت بشكلٍ شبه كامل ولم يعد يعمل سوى قلة لا تتعدى الـ "خمسة أنفاق" تُدخل مواشي ودراجات نارية واسمنت بعناء ومخاطرة كبيرة، وببعض الأحيان يضبط الجيش السلع قبل التهريب ويُصادرها.

ونوه المُلاك إلى أن الحملة الأمنية التي يقوم بها الجيش المصري خاصة بعد عزل مرسي تُعد الأعنف والأكثر شدة من نوعها، فلم يقم الجيش من قبل بتفجير منازل وتضييق الخناق بهذا الشكل، كذلك حملة الاعتقالات الواسعة للمهربين والعمال وأصحاب المنازل التي تتواجد بها الأنفاق.

بدوره لفت مصدر بهيئة الحدود التابعة لحكومة غزة، إلى أن عمل الأنفاق تقلص بشكلٍ كبير بسبب الحملة الأمنية المصرية، مما تسبب بحدوث أزمات بدأت تظهر بشكلٍ مباشر وسريع على مجريات الحياة المعيشية للسكان، خاصة أزمة مواد البناء والوقود الذي توقف تهريبه بالكامل مُنذ نحو10 أيام.








وبين المصدر في حديث لـ"وكالة قدس نت للأنباء" بأن ما يُعادل 2000 طن اسمنت كان يعبر يوميًا عبر الأنفاق ونظيرها من الحصمة، فلم يعد يعبر أكثر من 200 طن بأحسن الأحوال وببعض الأيام لا يعبر طن واحد، كذلك الوقود فكان يعبر نحو نصف مليون سولار يوميًا وما بين 100لـ 200 ألف بنزين، واليوم الكمية صفر، ولم يعبر سوى كمية مُقننة قبل يومين.

وأدى تقلص عمل الأنفاق لارتفاع أسعار مواد البناء وشح بسلع ومواد أخرى يُعتمد على تهريبها بشكلٍ رئيس من الأنفاق كـ "الوقود، قطع غيار السيارات، الأسماك، الأرز، السكر.."، ويخشى السكان من ازدياد حدة الأزمة في ظل مواصلة الجيش المصري حملته الأمنية وتضييق الخناق على الأنفاق.

وفيما يلي جولة لعدسة "وكالة قدس نت للأنباء" في منطقة "الانفاق" الحدودية بين غزة ومصر.

تصوير/عبد الرحيم الخطيب