عدم الرضى عن نهج عباس السياسي قاسم مشترك بين حركة حماس ومحمد دحلان في هذه الأيام، فلماذا لا يفكر الطرفان في اللقاء، وتنسيق المواقف، والخروج بموقف فلسطيني موحد ضد استئناف المفاوضات على أبسط تقدير.
قد يقول قائل من حماس، لا أمان لمحمد دحلان، إنه يتآمر من مكانه في الإمارات على حركة حماس وعلى حركة الإخوان المسلمين، ولنا معه تجربة مريرة في غزة، فكيف نلتقي مع هذا الرجل، وكيف ننسق معه المواقف؟ ومن يضمن لنا أنه لن يغدر بنا ؟.
وقد يقول قائل من رجال دحلان: إن حركة حماس تستفرد بالحكم في قطاع غزة، وتحفظ الأمن الإسرائيلي، ولنا معها تجربة مريرة في غزة، ولا هدف لها إلا اجتثاث من يختلف معها في الرأي، ولا يمكن أن نضع حماس في العب.
بعيداً عن الآراء السلبية، فإن السياسية ليست فن الممكن فقط، وإنما السياسة تحالف وتحايل، وكل حليف للحليف يكيد، وقد كان دحلان من أشد حلفاء محمود عباس في فترة معينه، وهو من ألد أعدائه اليوم، بل توجه دحلان إلى محكمة الجنايات الدولية، ليرفع قضية ضد ممارسات عباس، وضد سرقاته لأموال الشعب الفلسطيني.
إن مقومات اللقاء والتفاهم في هذه الأيام بين محمد دحلان وبين حركة حماس أكثر من مبررات العداء، بل أن معاداة الطرفين لنهج محمود عباس السياسي يمثل الأرضية المناسبة للتفاهم، ولاسيما أن محمد دحلان لم يبتدع نهج التفاوض، وإن مارس التفاوض، فصاحب النهج التفاوضي على الساحة الفلسطينية، هو محمود عباس، وهو القائد الفعلي لمنظمة التحرير التي تقول أمين كلما يقول محمود عباس: ولا الضالين.
قد يبدو حديثي عن مصالحة بين حركة حماس ومحمد دحلان مستغرباً، وقد يهاجمني البعض بانفعال وعصبية، ويستنكرون ما أقول، ولكن بدراسة متأنية، سيكتشف أنصار دحلان، وستكتشف حركة حماس، أن هنالك قاسماً مشتركاً بين الطرفين، وأن امكانية اللقاء على برنامج عمل سياسي يقوم على مواجهة نهج التفاوض أمر ممكن، وسيدرك الطرفان أهمية العمل المشترك في قطاع غزة أولاً، ومن ثم أهمية تحريك الجماهير الفلسطينية في الضفة الغربية، لتنتفض ضد نهج التفريط، وتنقض على من احتقر الثوابت الوطنية.
وليأخذ كل طرف حذره السياسي من الطرف الآخر، وكما قال معاوية بن أبي سفيان: من تخادعت له، ونال منك مأربه، فقد خدعك.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت