القدس المحتلة – وكالة قدس نت للأنباء
اطلقت فعاليات مقدسية حملة اعلامية واسعة تحمل شعار "منهاجي فلسطيني لا للبجروت والمنهاج الاسرائيلي"، وذلك ردا على قرار بلدية الاحتلال بفرض المنهاج الاسرائيلي على بعض المدارس من جهة ومن جهة اخرى ازدياد عدد الملتحقين بنظام الثانوية العامة الاسرائيلي " البجروت " في اطار تهويد التعليم في القدس و تشويه ثقافة ووعي الطلبة والشباب .
جاء ذلك خلال اجتماع موسعا للمؤسسات الاهلية والتعليمية المقدسية عقد في مقر مؤسسة القدس الطلابية والشبابية بحضور سلوى هديب وكيل وزارة شؤون القدس، راسم عبيدات من هيئة العمل الوطني والاهلي، سمير جبريل مدير التربية والتعليم، اعتدال الاشهب مسؤولة ملف التعليم بالمؤتمر الوطني الشعبي للقدس، عبد الكريم لافي رئيس اتحاد اولياء الامور، مازن الجعبري رئيس دائرة تنمية الشباب، خالد دويك مدير مدارس دارس المعرفة، احمد الصفدي مدير مؤسسة ايليا للاعلام، هاني غيث رئيس نادي شباب الثوري، سوسن الصفدي مديرة العلاقات العامة في مديرية التربية والتعليم، موسى العباسي رئيس برلمان شباب فلسطين، طاهر الديسي رئيس مؤسسة القدس الطلابية والشبابية، وعد قنام امين سر اتحاد الطلبة المقدسيين .
وقد بدأ الاجتماع بترحيب من المؤسسة المستضيفة مؤسسة القدس الطلابية والشبابية ممثلة برئيسها طاهر الديسي الذي اكد على خطورة الموقف والخطوة النوعية التي قامت فيها بلدية الاحتلال بفرض المنهاج الاسرائيلي على بعض المدارس من جهة ومن جهة اخرى ازدياد عدد الملتحقين بنظام الثانوية العامة الاسرائيلي " البجروت " في اطار تهويد التعليم في القدس و تشويه ثقافة ووعي الطلبة والشباب.
واعتبر الديسي هذا اللقاء بداية لتنسيق برنامج موحد بين المؤسسات المقدسية لمواجهة ما يتعرض له التعليم في القدس، مؤكدا ضرورة توحيد الجهود على كافة المستويات والاصعدة ثم تحدث الحضور مقدمين رؤيتهم حول الموضوع وتشخيصهم لهذا الاجراء الخطير .
من جهتها تحدثت سلوى هديب وكيل وزارة شؤون القدس عن خطورة الموضوع مؤكدة ان الوزارة ومنذ اللحظة الاولى عقدت العديد من الاجتماعات بالتعاون مع المؤسسات الشبابية والتربوية وأولياء الامور لصياغة برنامج مواجهة وحماية للتعليم في مدينة القدس.
واكدت هديب ان الوزارة ستقف مع المؤسسات المقدسية لوقف هذا البرنامج الخطير من جهة ومن جهة اخرى لتعزيز ظروف التعليم في مدينة القدس وتحسينها.
وأضافت هديب ان هذا المخطط هو جزء لا يتجزأ من الحرب على القدس وتهويدها وخاصة تهويد العقول وطمس الهوية عند الطلبة والتلاميذ باعتبارهم عناوين المستقبل.
اما راسم عبيدات عضو هيئة العمل الوطني والاهلي فقد اعتبر تدريس المنهاج الإسرائيلي في المدارس الفلسطينية تهويد للبشر كما تهود السلطات الإسرائيلية الحجر فيها.
وأضاف" أن مشروع الاحتلال واضح على صعيد السيطرة الكاملة على العملية التعليمية واحتلال وعي طلابنا والسيطرة على ذاكرتهم الجمعية في مدينة القدس"، منوهاً إلى أن عددا من مدراء المدارس الحكومية تقدموا لطرح مشروع تدريس المنهاج الإسرائيلي"البجروت" بدل المنهاج الفلسطيني، وذلك في لقاءاتهم مع المسؤولين الإسرائيليين من وزارة المعارف .
وشدد عبيدات على أنه تم خداع الأهالي من خلال إيهامهم بان تطبيق المنهاج الإسرائيلي"البجروت" يفتح الطريق امام أبنائهم وبناتهم من الطلاب والطالبات للتوظف في المؤسسات الإسرائيلية في ظل عدم الاعتراف بجامعة القدس.
وتابع:"حتى لو صحت هذه الفرضية الكاذبة، فإن تطبيق المنهاج الإسرائيلي يشكل خطرا جديا على وعي وذاكرة الطلبة ومستقبلهم الوطني، فالمطلوب منهم التعلم عن دور إسرائيل فيما يسمى تطوير القرى والمدن الفلسطينية والتعلم عن ما يسمى نشيد الاستقلال لدولة اسرائيل بدل النشيد الوطني الفلسطيني".
وأضاف :" وكذلك التعلم عن أن القدس عاصمة لدولة الاحتلال وليس مدينة فلسطينية محتلة، وعن التسامح الديني، والتعلم كذلك عن الشخصيات الدينية والتاريخية الصهيونية التي لعبت دورا بارزا في قتل وتشريد شعبنا">
من ناحيته قال سمير جبريل مدير التربية والتعليم في القدس إن "التربية تستنكر هذه الخطوة وترفضها جملة وتفصيلا"، مؤكدا بأنه تم التغرير بالأهالي وبعض مدراء المدارس التي تسيطر عليها معارف وبلدية الاحتلال على أساس أن المنهاج الإسرائيلي قد يفتح آفاقاً أوسع للطلبة.
وشدد جبريل على خطورة هذه الخطوة والتي اعتبرها بالسابقة الخطيرة فسيتم إبعاد الطالب والطالبة المقدسية عن بيئته وعن مجتمعه وعن نشيده الوطني وعلمه الفلسطيني وشهدائه وأسراه وكافة رموز قضيته، وبالتالي احتلال الجيل الناشئ فكرياً وتجهيله.
وحذر جبريل من أن 48% من طلبة القدس يدرسون في المدارس التي تشرف عليها وزارة المعارف الإسرائيلية وبلدية الاحتلال وبالتالي الخوف يتضاعف من تعميم التجربة، منوهاً إلى أن الطلبة يتوجهون إلى هذه المدارس بسبب أزمة المدارس في القدس ونقص الغرف الصفية الذي يصل إلى ألف غرفة صفية، لافتاً إلى أن مديرية التربية والتعليم في القدس التابعة لوزارة الأوقاف الفلسطينية افتتحت 41 مدرسة في محافظة القدس هذا العام الدراسي.
وأضاف: "المشكلة قائمة وتتراكم منذ عام 1967 فالاحتلال لا يتحمل مسؤولياته كسلطة محتلة ولا يصدر تراخيص بناء لمدارس جديدة لتتفاقم الأزمة بعدم وجود مقاعد دراسة لأبنائنا الطلبة".
من جهتها تحدثت اعتدال الاشهب مسؤولة ملف التعليم بالمؤتمر الوطني الشعبي للقدس باعتبار هذه الخطوة ليست وليدة اليوم وانما نتيجة تراكمات وتجاوزات منذ سنوات من الاحتلال، مؤكدة ضرورة المواجهة والحسم وإنقاذ ما تبقى من القدس.
ودعت الاشهب الجميع الى تحمل مسؤولياته لإنقاذ ما تبقى من التعليم في مدينة القدس ؟
وفي ختام الحديث تم تشكيل لجنة تنفيذية للمبادرة تتكون من خالد دويك واحمد الصفدي وموسى العباسي وسوسن الصفدي وامل عبيدي وطاهر الديسي، وخرج المجتمعون بالعديد من التوصيات ابرزها اطلاق حملة اعلامية واسعة لتوعية الطلبة وأولياء الامور بخطورة الموضوع وتداعيته على الطلبة وكذلك تنظيم العديد من الفعاليات والبرامج الرافضة لهذه الخطوة التهويدية .