هل يعود اليهود إلى مصر؟!

بقلم: مصطفى إنشاصي


تذكرون تصريح السفيرة الأمريكية بالقاهرة آن باترسون في آب/أغسطس 2012 الذي قالت فيه: أن عودة اليهود من الشتات ومن كافة بلدان العالم إلى (أرض الموعد من النيل إلى الفرات) صار وشيكاً وأنه سيتم خلال العام 2013، وأعلنت بفخر أنها لعبت دورا محورياً وخطيراً حقق لـ(شعب الله المختار) النبؤات التى قيلت عنه بصورة تعتبر إعجازية. كما أعلنت أن المصريين لن يمانعوا فى عودة اليهود بل سيتوسلون إليهم لكى يعودوا الى مصر وينتشلونهم من الفقر والمجاعة بعد إعلان إفلاس مصر الموشك والمتوقع خلال نفس العام.

والذي أكدت فيه: أنها سعيدة أنها جاءت الى مصر لتكمل ما بدأته شقيقتها الكبرى السفيرة السابقة مارجريت سكوبى وأن الاسماء لا تعنى شيئا طالما أن الهدف واحد والإخلاص موجود وكشفت انها قد اقسمت عند حائط المبكى أن ترد لليهود حقهم و تنتقم لهم على تشتيتهم فى دول العالم وأن الاهل والأقارب سيعودون سويا الى مصر و الدول العربية لتكتمل العائلات ويلتقى الأقارب بعضهم البعض ويلتئم الشمل بعد مئات السنوات من المعاناة وأعربت أنها استطاعت بطرقها الخاصة ترويض الرئيس المصرى محمد مرسى وأن كل شيء فى قصر الاتحادية تحت السيطرة التامة وأكدت أانها صارت تمتلك الوثائق التى تثبت ملكية اليهود للمشاريع المصرية التى أسسوها ثم طردهم عبد الناصر بكل وحشية من مصر وصادر أملاكهم .

وقالت أن الوثائق أثبتت أن ما يملكه اليهود فى مصر يجعلهم يعودون أسياداً ويثبت أنهم الملاك الأصليين لمصر وليس كما زور الفراعنة التاريخ حيث أن اليهود بالفعل هم بناة الأهرامات لكن المصريون والعرب اعتادوا السرقة مثلما سرقوا قناة السويس التى أممها عبد الناصر مثلما قامت ثورة يوليو 1952 خصيصاً لتأميم وسرقة أملاك اليهود وأن التعويضات التى سيدفعها المصريين ستجعلهم يفلسون ويعجزون عن دفع أقساط قروض البنك الدولى وأن البنك المركزى صار مفلساً وصار المصريون لا يملكون فعلياً أى شيء فى مصر وسيكون عليهم إثبات العكس فإما القبول بالعبودية لأسيادهم اليهود شعب الله المختار أو الخروج من مصر للبحث عن وطن بديل ربما فى الصحراء الغربية وأن مجلس الامن بالطبع سيدعم الحق وحق شعب الله المختار فى أرض الموعد من النيل الى الفرات ومقابل عودة اللاجئين الفلسطينيين الى غزة وسيناء والضفة والأردن وسيكون القرار إجباريا وفى حال رفض المصريين والعرب فسيتم إعلان الحرب العسكرية عليهم.

قد يسأل سائل ما الذي ذكرك بهذا التصريح؟!

الذي ذكرني به تلك الأخبار التي تتوالى من مصر الشقيقة منذ عزل الرئيس محمد مرسي عن العجز الذي يصيب الخزانة المصرية في كل جوانب الحياة في مصر، وارتفاع الأسعار الخيالي والعجز عن دفع المرتبات. وظهور بوادر مجاعة قادمة قد تصيب الاجزاء الجنوبيه الشرقيه من مصر. وإغلاق كثير من الشركات الوطنية والأجنبية أبوابها وآخرها انسحاب الشركات التركية بالكامل من السوق المصرى. وإعلان الشركات السياحيه العالميه عن إغلاق جميع مكاتبها في مصر. كما سحبت قطر جميع ودائعها من البنوك المصريه لأجل غير مسمى ...إلخ من الأخبار ذات العلاقة بالوضع المالي المتردي في مصر التي بلغ ببعضها أن تحدث عن إفلاس محتم لمصر في شهر اكتوبر القادم!

وقد كان أسوأ تلك الأخبار المتعلقة بإفلاس مصر إعلان السعودية قبل أيام أنها ستراجع موقفها من دعم الاقتصاد المصري! حيث قال سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي في حوار مع قناة فوكس نيوز الامريكية اليهودية:

أن السعودية ساعدت مصر قبل الثورة و بعدها، وبعد عزل الرئيس محمد مرسي قدمت السعودية أموالاً طائلة لمصر لمساعدتهم على مجابهة الأزمة السياسية والركود الاقتصادي الخانق. وأضاف أن لكل بداية نهاية أموالنا كانت في شكل هبة وقروض لمصر لكن يجب أن لا تستمر للنهاية وننصح الحكومة المصرية بضرورة إيجاد حل سريع للتفاوض مع صندوق النقد الدولي قصد الحصول على قرض. وقال الفيصل لا نريد أن نمد أيدينا فتأكل رؤوسنا!

السؤال الذي يطرح نفسه بعد ما تقدم:

هل غررت الأطراف التي حرضت ودعمت وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي به وتخلت عنه الآن لتوصل مصر إلى حالة الإفلاس؟! ويكون الثمن لإخراجها من إفلاسها سواء كانت شروط البنك الدولي الذي تمتلك عائلة روتشيلد اليهودية فيه حوالي 70% أو غيره من الجهات التي ستقدم القروض لمصر ما سبق أن صرحت به السفيرة الأمريكية الموافقة على عودة اليهود إلى مصر! والاعتراف لهم بملكية مصر ورفع الجور الذي لحق بهم منذ عهد الفراعنة الذين اغتصبوا وطنهم وزوروا الحقائق وادعوا أن اليهود كانوا دخلاء وطارئين على مصر، أو المطالبة بأملاكهم ومشاريعهم الكبرى وقناة السويس وغيرها ولو اضطر الأمر إلى استصدار قرار من مجلس الأمن بالحرب على مصر لاسترداد حقوق اليهود المزعومة فيها؟!

وقد يكون قرار الحرب وارد في حال الرفض خاصة وهي عند سؤالها عن الحرب العسكرية فى حوار لها مع أحد المواقع الإسرائيلية، أكدت أن كيان العدو الصهيوني قد تحمل الكثير من الاستفزازات والاعتداءات والتهديدات وأن الصبر لن يطول وأن عام 2013 هو العام الأربعين لذكرى نكسة أكتوبر 1973 وأنه فى حال اضطرت كيان العدو الصهيوني الى المواجهة العسكرية فإنه لن تتردد، وأنها ستكون الحرب الاخيرة هرماجدون التى ستشارك فيها الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا والناتو وكافة الدول المحبة للسلام لأجل إعادة الحقوق إلى أصحابها، وأن اليهود لن يسمحوا بتكرار (الهولوكوست) ضدهم فى المنطقة بما أن العرب والمسلمين طبيعتهم عنيفة ويميلون الى الهمجية والارهاب ويغارون من اليهود لأنهم أكثر تحضراً وتقدماً وثراءً منهم ولهذا فان الصراع سيكون لأجل البقاء وسيكون البقاء للأقوى بالطبع.



التاريخ: 5/9/2013

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت