*يا حاملا كلماتي على توابيت الورق
*مهلا فلا عادت مقابر الكتب تتسع لحكاياتي
*فأول الحكايات ترقد هناك خلف ذلك البيت البائس
*يلتفون كحلقة الكتاتيب في ذاك العهد البائد
*يغرسون شمعه في وسط البيت
*كاد نورها يتلاشى بحثا عن مزيد من الظلام
*فلا عاد النور يجدي نفعا
*هنا حيث خيم ظل اجسادهم النحيفة
*فأرخى ظلمات فوق ظلمات اخفت ما في الكراريس من سطور
*وبين الحين والحين يمتزج بكاء الاطفال جوعى
*وتساؤلاتهم متى يا أمي في غزة موعدنا مع النور؟
*ودعاء بالصبر والفرج القريب مصحوب بتنهدات حارة
*تزفرها أم ثكلى وزوجه أرمله سلب منها شبح الموت عمود البيت
*فعاهدت الوطن بأن تشيد مزيدا من الأعمدة
*تشد بها أزر قوم باتوا في مهب الريح
*يا حاملا كلماتي على توابيت الورق
*مهلا فلا عادت مقابر الكتب تتسع لحكاياتي
*فهناك حكاية أخرى عن أقصى جريح
*عويل وبكاء ونحيب وصريخ
*ولكن ما من مجيب
*صلاح وعمر والمعتصم فلذات اكبادك
*يا قدس رحلوا وما من فارس يقتفي الأثر
*يا حاملا كلماتي على توابيت الورق
*مهلا فلا عادت مقابر الكتب تتسع لحكاياتي
*من جديد ها هي حكاياتي تزاحم الأرشيف
*اسمعوني يا رفاقي فالحكاية كالاتي
*في غزة ام تنوح وفي القدس مسجد يستبيح
*وفي العراق غرست الاشلاء كأجزاع النخيل
*جف دجله واستحى الفرات
*حين تدفق الدم نهرا يروي الشقوق
*صبر جميل والله المستعان
*حين تجف العين ويتحجر القلب
*ويعجز عن النطق اللسان
*حين نرثيك يا حلب
*وحين تثور المقابر لا اريد مزيدا من الأكفان
*رحل الشيخ الموحد
*وتورات ثرثارات وضحكات الاطفال
*رحلت وحملت معها العيد
*فبتي حبيبتي يا سوريا تتوشحين بالسواد
*ودت قاهرة الغاصب لو اتتك معزيه
*لكن سرعان ما تكالب عليها الموت بمخلبة
*حاملا كلماتي على توابيت الورق
***للكاتب الفلسطيني/هاني زهير مصبح***
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت