تنحني الهامات

بقلم: علي بدوان


خليل زيدان (أبو بسام) ، جعفر محمد (أبو محمد)، محمود عزيمة، وفادي أبو عجاج. أربعة نجوم متلئلئة سطعت اليوم في الثامن من أيلول/سبتمبر 2013 في حر الظهيرة في سماء مخيم اليرموك، المكلوم والمجروح منذ عام مضى.

أربعة ورود جورية حمراء، مُتفتحة، معطائه، وأريجها يملأ العمل الإجتماعي والإغاثي في مخيم اليرموك، روت بدمائها الزكية الطاهرة ساحة الريجة في قلب مخيم اليرموك، أثناء قيامها بواجبٍ إنساني ووطني وأخلاقي. فسَقَطَت مُضرجة بدمائها التي كان لها أن تروي أرض فلسطين، وطن هؤلاء الشهداء الأربعة، الذين عاشوا دياسبورا المنافي والشتات وفي أفئدتهم حلم العودة لفلسطين أرض الأباء والأجداد طال الزمن أم قصر.

خليل زيدان (ابو بسام) صديقي وأخي، عضو جبهة التحرير الفلسطينية، العامل المكافح، سليل عائلة وطنية فلسطينية قدمت عشرات الشهداء، تعود بجذورها إلى سهل الحولة في غور فلسطين.

خليل زيدان (أبو بسام) مثال الرجل العصامي، الفلسطيني المكافح. ماشاهدته في إجتماع وطني في اليرموك في مقر جبهة التحرير الفلسطينية أو في أي مقر لأي من الفصائل الفلسطينية إلا بلباس العمل، يأتي من عمله في مجال البناء والعمار ليلتحق بإجتماع وطني، ومن ثم يعود لعمله.

إحتفل أبو بسام خليل زيدان، بزواج إبنه قبل أسبوعين في مخيم اليرموك، ولم تذهب عن خاطره ضرورة الدبكة والميجانا والدحية في حفل العرس بالرغم من الوضع الإستثنائي الذي يعيشه اليرموك ومن تبقى من أبناءه داخله. لينشر وليؤكد أمام الجميع بأننا شعبُ جمل المحامل، نموت ونستشهد ونتزوج ونفرح ونعيش ونحن نبحث عن الحرية والورد ورغيف الخبز والعودة لفلسطين.

جعفر محمد (أبو محمد) الرجل الواعد، المثقف، الوطني الملتزم حتى درجة النزق العالي، كان على الدوام إبن فلسطين الغالي ، وإبن اليرموك، وابن قريته نمرين قضاء طبرية. جعفر محمد أبو النشاطات والنشاط الأهلي والمجتمعي، رفض مغادرة اليرموك تحت أي سبب كان، فأستشهد اليوم بريئاً طاهراً ونقياً ووطنياً فلسطينياً مخلصاً لشعبه.

فادي أبو عجاج من الطنطورة قضاء حيفا، ومحمود عزيمة من فرعم قضاء صفد أجيال تنهض وأجيال تذهب، وطريق الجلجلة إلى فلسطين يمر عبر هذه الآلآم التي لم تتوقف منذ ماقبل النكبة وحتى الآن.

آلام اليرموك تتواصل لتشمخ بهؤلاء الشبان والزهرات، مخيم اليرموك أول الرصاص أول الثورة. أول شلال الدماء.

علي بدوان

كاتب سياسي فلسطيني

مخيم اليرموك

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت