أولاً وقبل كل شيء فإن القيمة الأهم لقرية معلولا السورية ليست في تاريخها وآثارهـا فقـط ... ولكن في كونها واحدة من الحجج المؤكدة لإسلامنا الصحيح وفهمنا العميق لمعاني الإيمان الواردة في العديد من الآيات القرانية المحددة لموقف المسلمين ممن سبقوهم من أهل الكتـب السـماوية !!!
معلولا هذالملجـأ القديم للاتباع والمبشرين برسالة نبينا عيسى عليه السلام الهاربين من بطش الرومان وجورهم ، والتي بقيت محتفظة بدورها ومكانتها بين هؤلاء الأتباع ومن تبعهم بعدها عندما جاء الإسلام في أوج عصور القوة والدعوة إليه بعد الخلفاء الراشدين ... وهكذا بقيت معلولا تحت حكم المسلمين وتأمينهم لأهلها وطرق تعبدهم إلى الله، أبقوها ليس عن ضعف في الإيمان ولا عجز في القوة والقدرة للمسلمين من الأمويين والعباسيين ومن جاء بعدهم من حكام مسلمين حتى يومنا هذا !!!
بقيت معلولا هكذا لأن أولئك الخلفاء والصحابة والعلماء والحكّام المسلمين كانوا متيقنين من صحيح دينهم الإسلامي الحنيف وصحيح التمسك بسـيرة نبيهم محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام ، وصحيح الاقتداء والاهتداء بهديه وبصحابته عليهم رضوان الله ... بقيت معلولا هكذا مع ما تحويه وما يقام فيها من عبادات هي وغيرها من مثيلاتها في بيت لحم [ كنيسة المهد ] والناصرة [ كنيسة البشارة ] والقدس [ كنيسة القيامة ] وغيرها وغيرها في بقية بلاد الشام والعراق ومصر ، وفي كل بقعة وصل إليها المسلمون في فتوحاتهم من الأندلس إلى الصين ، بقيت كلها هكذا لأنها الحجـة المؤكدة للمسلمين على صحيح إسلامهم ، وصحيح فهمهم لمعاني الآيات في قرآنهم المحفوظ بأمر الله ورعايته إلى يوم الدين ... بقيت كلها هكذا لأن قرآننا الكريم أمرنا بأن نتنادى إلى كلمة سواء مع أهل الكتاب ومن لم يقاتلونا في الدين ولم يخرجونا من ديارنا ... بقيت هكذا لأن عمق الإيمان للسلف الصالح وفهمه الصحيح للمعنى في قوله تعالى : [ وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ] ، بقيت هكذا لفهمهم الصحيح للمعاني والآثار في وصايا الرسول وخلفائه الراشدين للسرايا والجيوش وهم يدفعوا بها للفتح وللدعوة للدين الحنيف !!!
من تعرضوا اليوم لمعلولا ومن تعرضوا او سيتعرضوا لمثيلاتها في سابق الأيام ولاحقها إنما يذهبون بالصحيح من إسلامنا إلى حيث يريد المتربصون بهذا الدين الحنيف ... إنهم يمزقون المعاني السامية والمضامين العميقة لجادلهم بالتي هي أحسن ، وفي العهدة العمرية ، وعهد صلاح الدين الأيوبي !!!
أللهـم احفـظ لنـا أبصـارنـا وبصـائـرنـا ، ولا تـُزغ عـن الحـق قلوبنـا وعقولنـا
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت