المزارعون يتخوفون من اعتداءات جديدة مع قرب انطلاق موسم قطاف الزيتون

نابلس - وكالة قدس نت للأنباء
يعيش المزارعون الفلسطينيون كل عام حالة ترقب حذر مع قرب انطلاق موسم قطاف الزيتون الذي يشهد عادة زيادة في وتيرة اعتداءات المستوطنين، وتزايدت مخاوف الفلسطينيين مؤخرا في أعقاب إحراق مستوطني "ألون موريه" لـ(500 دونم) من أراضي قرى سالم وعزموط ودير الحطب شرق محافظة نابلس، حيث أتت النيران على مئات أشجار الزيتون المعمرة وغيرها من أشجار اللوزيات والتين.

وينتظر المزارع الفلسطيني كل سنة موسم قطاف الزيتون على أحر من الجمر من اجل تحسين وضعه المادي، حيث يرى فيه فرصة لا تتكرر إلا مرة كل عام لبيع زيت الزيتون ومشتقاته.

مؤسسة التضامن لحقوق الإنسان ترصد في هذا التقرير حجم المعاناة والمضايقات التي يلاقيها المزارع الفلسطيني على يد المستوطنين خلال موسم قطاف الزيتون.

استهداف في موعده..
يقول المزارع إسماعيل أنيس (52 عاما) من قرية دير الحطب:" في ساعات صباح يوم أمس الأربعاء (11/9/2013) أضرم مستوطنو "ألون موريه" النار في مئات الدونمات المزروعة بأشجار الزيتون الرومية المثمرة التي تعود ملكيتها لعدد من العائلات في قريتة والقرى المجاورة".

ويشير أنيس إلى أن هذا الحريق المدبر كان متوقعا خاصة مع اقتراب موسم قطاف الزيتون، حيث يقوم مستوطنو "ألون موريه" كل عام بعشرات الاعتداءات على أراضينا بهدف حرماننا من الوصول إليها خصوصا وان المنطقة قريبة ومحاذية للمستوطنة.

ذريعة للجيش..
رئيس مجلس قروي دير الحطب عبد الكريم حسين قال من جانبه:"تهدف هذه الممارسات التي اعتاد عليها المستوطنين في كل عام إلى خلق ذرائع للجيش الإسرائيلي لمنع الأهالي من دخول أراضيهم وجني محاصيلهم، لاسيما وان المنطقة لا يتم الدخول إليها إلا بعد الحصول على إذن مسبق وتنسيق مع الارتباط العسكري".

ويؤكد حسين على أن غالبية عمليات الحرق التي ينفذها المستوطنون (إن لم يكن جميعها) لا تتم إلا بعد موافقة الجيش الإسرائيلي ومعرفته وضمن خططه التي تهدف في النهاية لمصادرة الأراضي الفلسطينية بعد حرق أشجارها وحرمان أهلها من الوصول إليها.

ومنذ حوالي عامين يعمد مستوطنو "ألون موريه" إلى استباحة الأراضي الجبلية الخالية من الأشجار المثمرة ووضع بيوت متنقلة "كرفانات" للسيطرة على أراضي المواطنين.

ويصف حسين خطوات المستوطنين بأنها مقدمة لضم الأراضي المزروعة إلى المستوطنة بعد القضاء عليها من خلال الحرق أو القطع حتى يسهل ضمها ومصادرتها.

ويشير المزارع أنيس إلى أن عشرات المستوطنين استغلوا حرارة الصيف وجفاف الأعشاب لإشعال الحرائق في الأراضي الخصبة للقضاء على الأشجار المثمرة تمهيدا لوضع مزيدا من الكرفانات التي وصل عددها إلى (18) في تلك المنطقة.

ويذكر أنيس أن مئات الدونمات التي تعود ملكيتها لعائلته صُودرت في الآونة الأخيرة بهدف إقامة المنطقة الصناعية في حوض الجلدات شمال شرق القرية، حيث تم بناء مصانع للمعادن ودباغة الجلود والملابس.

ممارسات عدوانية..
ولم تقتصر اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين على الأراضي والمزروعات بل تعدى ذلك إلى مهاجمة الأهالي أثناء قطفهم لثمار الزيتون.

من ناحيته، يقول رئيس مجلس قروي سالم عدلي اشتيه للتضامن :"بعد حرق المستوطنين لمئات الدونمات في قرية دير الحطب المجاورة انتقلت ممارسات المستوطنين الهمجية إلى أراضي قرية سالم حيث أقدموا على تجريف ما يزيد على (50 دونما) في منطقة الجبل الكبير شرقي القرية تحت حماية قوات كبيرة من جنود الاحتلال".

ويتابع:"حاول الأهالي التصدي لهم ومنعهم من تجريف أشجار الزيتون المثمرة إلا أن الجنود ردوا بإطلاق الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع للحيلولة دون وصول المزارعين لأراضيهم شرقي القرية".

ويشير اشتيه إلى أن المستوطنين غالبا ما يشتبكون مع الأهالي في مواسم قطاف الزيتون ويطلقون الكلاب المدربة والخنازير لتخويف المزارعين، كما يسرقون الثمار بعد جنيها أو يحاولون إتلافها.

ويؤكد على أن الجنود يشاطرون المستوطنين في سلوكهم العدواني وذلك من خلال المماطلة في السماح للمزارعين بدخول أراضيهم وطردهم منها.

ويروي المزارع أنيس قصة احد المزارعين الذي كان عائدا إلى بيته حاملا كيسا (شوال) من ثمار الزيتون، حيث استوقفه احد الجنود الإسرائيليين وقام بثقب الكيس بسكين حاد فسقطت جميع الحبات على الأرض ومنعه من إعادة جمعها.

مناشدة أخيرة..
ومع تصاعد الممارسات بحق الأراضي والممتلكات في الكثير من القرى والأرياف الفلسطينية يطلق المزارعون نداءات استغاثة للحد من استمرار أعمال العربدة والتخريب التي يقوم بها المستوطنين وخاصة في موسم قطف الزيتون.

وناشد المزارعون من خلال مؤسسة التضامن الجهات الرسمية بالوقوف عند مسؤولياتها للحد من استهداف الأراضي والممتلكات التي تسرق وتنهب يوما بعد يوم، داعين المؤسسات المحلية والدولية إلى الإسراع في وقف أعمال التخريب التي تستهدف مصادر رزقهم.