الكيماوي السوري.... هل ينزع فتيل ألازمه السورية .... ويفتح آفاق الحل السياسي

بقلم: علي ابوحبله


الاتفاق الأمريكي الروسي حول ترسانة السلاح الكيماوي السوري قد مهد الطريق أمام العودة للبحث في أسس الحل السياسي والاتفاق على تعيين موعد لعقد مؤتمر جنيف 2 الذي يمهد لجمع الأطراف السياسية السورية بهدف الوصول إلى حل ينهي ألازمه السورية، لقد تمكنت روسيا عبر اتفاقها مع أمريكا من خفض التوتر إلى الحد الأدنى إذ تمكنت موسكو من نقل العملية باتجاه آخر تماما وهو اتجاه الحل السلمي ، كما يبدوا أن هناك انفراج بات يفتح المجال أمام الحل الدبلوماسي تحت الإشراف الروسي الأمريكي ، لقد لاقى الاتفاق الأمريكي الروسي حول السلاح الكيماوي الروسي ترحيب الأمين العام للأمم المتحدة ، وأعرب وزير الخارجية الألماني فيستر فيلي ترحيبه في الاتفاق الذي قال انه سيعطي فرصه جدية للحل السياسي في سوريه ، وحول مسالة فتح أبواب الترسانة الكيماوية السورية إذا تلته خطوات تطبيقيه فسيؤدي إلى ارتفاع فرص الحل السياسي ، وقد لقي الاتفاق الأمريكي الروسي ترحيب فرنسا وقد عبر عن ذلك وزير الخارجية فابيوس بالقول إن مشروع الاتفاقية هو خطوة إلى الأمام وأعرب وزير خارجية بريطانيا وليم هيج عن قوله يجب أن نعمل بشكل جاد على تنفيذ ألخطه التي تم الاتفاق عليها وقد لقيت خطوة انضمام سوريا إلى منظمة حظر انتشار الاسلحه الكيماوية ترحيب ممثلة الخارجية للاتحاد الأوروبي اشتون وطالبت بإعداد قرار يدعم عملية وضع الاسلحه الكيمائية تحت ألرقابه الدولية وانضم حلف الأطلسي للترحيب بالاتفاق الأمريكي الروسي وقال الأمين العام للحلف أندرس راسموسن أن الاتفاق يعطي دفعه جديدة للجهود الرامية إلى حل ألازمه السورية سياسيا ووقف سفك الدم السوري ، تأييد الاتفاق الأمريكي الروسي من قبل العديد من الدول المؤثرة في ألازمه السورية قد لاقى اعتراض ورفض من قبل الائتلاف السوري وقد عبر سليم إدريس رئيس هيئة أركان ما يسمى بالجيش الحر عن رفضه للاتفاق معربا أن ذلك لا يعنيه في شئ وان المعارضة المسلحة مستمرة بقتالها للجيش السوري وقد قامت المعارضة السورية بتعيين احمد طعمه رئيسا للوزراء وهذه كانت ردا على الاتفاق الذي لقي معارضة حلفاء أمريكا الإقليميين السعودية وقطر وتركيا ، حيث تحفظا على الاتفاق الذي قلل من فرص توجيه ضربه عسكريه لسوريا ، وهذا الاتفاق فوت ألفرصه على هذه الدول التي كانت من اشد المحرضين للعدوان على سوريا ، في غمرة الأحداث المتصارعة والمتلاحقة التي تشهدها المنطقة يبدوا أن عملية نزع السلاح الكيماوي السوري قد خلق أجواء ايجابيه أدت إلى نزع فتيل ألازمه السورية وأعطت لأمريكا فرصه للخروج من مأزق الوقوع في وحل ألازمه السورية مما أنقذها من حرب هي لا تريدها ومتيقنة من خسرانها ، لقد شكل اتفاق لاهاي بشان السلاح الكيماوي بين روسيا وأمريكا منطلقا جديدا ضمن اقتسام مصالح النفوذ بين أمريكا وروسيا ، وقد أرسى الاتفاق قواعد جديدة لما تتضمنه بنود الاتفاق بان المرجعية لاتخاذ أي قرار يعود لمجلس الأمن والأمم المتحدة وان الاتفاق قد أرسى دعامة جديدة تدعم مسيرة الأمم المتحدة وتدعم الشرعية الدولية وتنزع من أمريكا وحلفائها حق استخدام القوه خارج إطار الأمم المتحدة ، الاتفاق اقر بوحدة سوريا الجغرافية واقر بالاعتراف بالدولة السورية وبالحكومة السورية حين أشاد بالخطوة السورية للانضمام لاتفاقية حظر انتشار الاسلحه الكيماوية ، كما أن الاتفاق أشار لضرورة عقد مؤتمر يشمل نزع أسلحه الدمار الشامل من منطقة الشرق الأوسط وهو بهذا يشير إلى إسرائيل ، الاتفاق حول السلاح الكيماوي السوري استنادا للمبادرة الروسية قد فتح آفاق للحل السياسي حيث أعرب لافروف وكيري اتفاقهما على عقد لقاء جديد بشان سوريا على هامش أعمال الجمعية ألعامه للأمم المتحدة ، وذلك لتقييم التقدم بموضوع الاسلحه الكيماوية السورية وآفاق عقد مؤتمر جنيف وللنظر في مواقف الأطراف السورية ، أمريكا أصبحت معنية بالبحث عن حل تفاوضي للازمه السورية ، إن هناك تغير في الموقف الأمريكي تجاه أسس الحل للازمه السورية بعد تيقن الاداره الامريكيه بصعوبة توجيه ضربه عسكريه إلى سوريه بفعل دقة وخطورة وحساسية الوضع الإقليمي والدولي ، وتيقن أمريكا بصعوبة تحقيق انتصار للمجموعات المسلحة على الجيش العربي السوري الذي يحقق انتصارات على الأرض ويغير من معادلة الصراع ، والتخوف الأوروبي من انتقال حمى الصراع في سوريا إلى أوروبا ، إن المعادلة السورية قد قلبت الموازين الاقليميه والدولية وغيرت من موازين القوى في العالم لصالح روسيا والصين ، وان أمريكا لم يعد بمقدورها التحكم في حكم العالم ولم تعد القوه الاحاديه في العالم ، وان هناك قواعد جديدة يتم إرساء مبادئها ودعائمها تستند للشرعية الدولية ، أمريكا تدرك عملية التغير الحاصل وهي تدرك انه لم يعد بمقدورها لفرض هيمنتها وشروطها على العالم ، وهذه الحقيقة لم يدركها حلفاء أمريكا الذين يعيشون حالة من الإرباك والتخوف وهم يتخبطون في تصريحاتهم ومواقفهم ، لم يعد بمقدور الدول الداعمة للصراع على سوريا من الاستمرار بلعبتهم هذه ولم يعد بمقدورهم تغيير قواعد أللعبه ، وان المجموعات المسلحة ستجد نفسها تقف وحيدا في ساحة الصراع مما يتطلب وقفه جديه لضرورة إنهاء هذا الصراع بما يخدم سوريا ووحدة سوريا ووحدة وتماسك جيشها العربي السوري ، أمريكا أقرت بوحدانية ألدوله السورية وأخلت مسؤوليتها بحكم إعادة اقتسام مصالح النفوذ ولم يعد بمقدور أمريكا لشن عدوانها على سوريا ، وعلى حلفاء أمريكا إعادة حساباتهم بعد أن خسروا صراعهم على سوريا وهو خسران لوجودهم الإقليمي بحكم التغير الحاصل في ميزان القوى الدولية والاقليميه بعد أن خسرت أمريكا مشروعها للشرق الأوسط الجديد




جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت