القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء
شهدت لجنة الداخلية البرلمانية في الكنيست الاسرائيلي جلسة صاخبة في نقاشها قضية " دخول اليهود الى الحمسجد الاقصى المبارك" شارك فيها النائب أحمد الطيبي والنائب طلب أبو عرار من القائمة الموحدة والعربية للتغيير، وترأستها عضو الكنيست ميري ريجيف.
كما شارك فيها قائد منطقة القدس في شرطة إسرائيل يوسي بريانتي، وأعضاء كنيست من اليمين من بينهم موشيه فيجيلن ، وممثلون عن منظمات يهودية صهيونية من اليمين المتطرف التي تطالب بالسماح لليهود بالدخول الى الاقصى مدعية بأنه "جبل الهيكل"،.
وقد بادرت هذه الجهات المتطرفة لعقد هذه الجلسة لمطالبة الشرطة الإسرائيلية باتخاذ خطوات صارمة ومشددة تجاه الفلسطينيين الذين يتصدون لهم، ولتسهيل دخول اليهود في فترة عيد العرش لباحات المسجد الاقصى.
وقال النائب أحمد الطيبي في مداخلته في الجلسة:" نشهد في الفترة الأخيرة مثل هذه الجلسات المستهجنة التي تهدف إلى إشعال المنطقة، والمبادرون لها هم أشخاص محرّضون متطرفون يدفعون باتجاه المواجهات."
وأضاف الطيبي:" نحن نطالب بحق المسلمين في الصلاة بالمسجد الأقصى بشكل حر، كل يوم، طوال السنة، بدون تحديد السن لأن في ذلك انتهاك لحرية العبادة، فالمواطن الفلسطيني من الضفة أو غزة لا يستطيع الوصول بحرية للصلاة، وكذلك يوجد تحديد على المسلمين من الطيبة وأم الفحم والبلدات العربية الأخرى، وفي هذه الجلسة يضغطون أكثر على الشرطة للتضييق على المسلمين والشرطة تنجر وراء هذه المطالب".
وتحدث الطيبي عن احداث عام 2000 قائلا:" هذه الأحداث التي استشهد فيها مسلمون داخل المسجد الأقصى من قبل الشرطة عندما اقتحمه اريئيل شارون في خطوة استفزازية وقحة ، وأنا كنت أحد المصابين، والحضور هنا يريدون إشعال النار من خلال أكثر مكان حساس بالنسبة للمسلمين. المسجد الأقصى كان مغلقاً تسعين عاماً في فترة الصليبيين ثم زال حكم الصليبيين وفُتح المسجد الأقصى، ثم جاء الانتداب البريطاني وزال ثم جاء الاحتلال ، وهو مؤقت ولا بد أن يزول . وتفعيل أي قوة بدون حكمة سيؤدي الى مواجهات."
ومما اثار الطيبي وأبو عرار اكثر اقتراح ريجيف ان يكون تقسيم للأوقات والأيام في المسجد الاقصى اسوة بالحرم الابراهيمي في الخليل : فردّ الطيبي وابو عرار بأن هذا الامر مرفوض، وباقتراحاتكم المرفوضة والمستحيلة ستشعلون كل المنطقة. المسجد الأقصى مكان عبادة إسلامي.
طلب أبو عرار بيّن خلال حديثه في اللجنة أن المسجد الأقصى يقصد به كل المساحة البالغة 144 دونم، وعلينا أن لا ننجر وراء متطرفين من اليهود، هناك حفريات تحت الأقصى وهناك مجسم للهيكل في الحفريات، والسيادة أردنية ويجب احترام الاتفاقيات، ويجب العمل على منع دخول اليهود إطلاقا للمسجد الأقصى.
وبيّن ابو عرار أن الهدف من تكرار طرح موضوع الأقصى في لجنة الداخلية هو تهيئة الرأي العام ولتهيئة التغيير في وضعية المسجد الأقصى، ومن جهة أخرى لتخريب عملية السلام، علما أن إثارة قضايا ساخنة في هذه الفترة ليست الا بهدف تخريب العملية السلمية، ولتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى لصالح اليهود، وان طرح التقسيم سيولد حربا، وهذا أمر غير مقبول اطلاقا، ولن يخرج لحيز التنفيذ إطلاقا، وهذه الخطوة ستولد مواجهات عنيفة وصراعات دامية.
وعندما بدأت ريجيف تقديم الكلمة الختامية للجلسة قائلة" يجب السماح لليهود بالصعود والصلاة في جبل الهيكل – الحرم الشريف "– احتدم النقاش بين الطيبي وأبو عرار من جهة، والحضور وريجيف من جهة أخرى، وأوضحا ان ما تقوله ريجيف هو تحريض بكل معنى الكلمة ! وانها ستشعل المنطقة، وأنه يوجد تناقض واضح في أقوال ريجيف، فحاولت ريجيف إسكاتهما فاحتدم النقاش بينهما ، وطلبت من المنظمين إخراج الطيبي وأبو عرار من القاعة، وتدخل عضو الكنيست اليميني موشيه فيجلين متهجماً على الطيبي ، فقال له الطيبي :" انت لديك سجل جنائي فبأي حق تتكلم" .
وتابعت ريجيف كلمتها الإجمالية بأن المهمة والرغبة هي السماح لكل يهودي بأن يصلي في " جبل الهيكل " ( المسجد الاقصى ) ، وأي شخص يخلّ بالنظام يجب اعتقاله، وبأن اللجنة سترسل رسالة الى رئيس الحكومة ووزير الداخلية ووزير الأديان والمستشار القضائي لتوضيح حقوق كل شخص بأن يصلي في " جبل الهيكل ". وعندما قالت يحق لكل شخص أن يصلي حيثما يشاء ، قاطعها الطيبي قائلاً : وماذا عن المسلمين من غزة والضفة ، هم أيضاً يحق لهم الصلاة في الأقصى !
وأثناء طلب ريجيف من الحرس إخراج الطيبي وأبو عرار من القاعة، والتي تراجعت عنه بعد لحظات، تفوه احد المشاركين بتفوهات مسيئة اتجاه الطيبي وأبو عرار فقال الطيبي : أخرجيه فوراً. انت تخرجين نائبين من الجلسة ، بينما أولئك الرعاع الذين يتطاولون علينا لا تخرجينهم لأنهم يهود !
وقبل انتهاء الجلسة، خرج النائب الطيبي وأبو عرار من الجلسة، احتجاجاً على سوء الإدارة، وعلى اعتبار أن الجلسة تسير بطريقة غير مهنية.
وخلال خروج الطيبي خارج القاعة تطاول احد الرعاع على الطيبي وأصر الطيبي على اخراجه من مبنى الكنيست، بواسطة حرس الكنيست.