تهديدات اردغان لسوريا ...... إفلاس سياسي

بقلم: علي ابوحبله


إسقاط المروحية السورية من قبل الطائرات التركية العسكرية أعقبها تصريحات لرئيس الوزراء التركي رجب طيب اردغان صرح خلالها عن أن هناك تغير في قواعد الاشتباك العسكري مع سوريا ، وان القوات التركية لم تعد مقيده بالأوامر ولديها الأوامر بالرد المباشر على الجيش العربي السوري ، هذه التصريحات لرئيس الوزراء التركي جاءت تعبيرا عن ما تعانيه الحكومة التركية من مأزق سياسي داخلي بفعل تدخلاتها بالشأن السوري ودعم المجموعات المسلحة التي تنطلق من الأراضي التركية بعد أن أصبحت تركيا حاضنه لهذه المجموعات وأصبحت الأراضي التركية قاعدة الانطلاق للعدوان على سوريا ، الحكومة التركية تعي خطورة ما تواجهه من الاحتجاجات الكردية وان توقف العمل بالاتفاق الكردي التركي له مدلولاته وانعكاساته على امن تركيا الداخلي ، هناك احتجاجات من قبل الشعب التركي ضد حكومة رجب طيب اردغان نتيجة ما وصلت إليه الأوضاع السياسية والاقتصادية نتيجة خطأ في الحسابات السياسية من قبل الحكومة التركية التي أوصلت تركيا إلى ما وصلت إليه من تردي في علاقاتها مع دول الجوار ، خاصة مع سوريا والعراق ومصر ، والعديد من دول المنطقة بفعل السياسة التركية الخاطئة ، تركيا وجدت نفسها خارج المعادلة السورية خاصة بعد الاتفاق الروسي الأمريكي بنزع السلاح الكيماوي السوري ، راهنت تركيا على العدوان الأمريكي الغربي الذي كان يستهدف سوريا حيث أعلنت عن تأييدها ومشاركتها بالعمل العسكري ووضعت كافة القواعد العسكرية على الأراضي التركية تحت الطلب تمهيدا للعدوان على سوريا ، لقد أيقنت حكومة رجب طيب اردغان انه لم يعد بمقدور أمريكا والغرب من توجيه ضربه عسكريه ، وان تطورات الأحداث أكدت تجاوز الدور التركي في ألازمه السورية ، وان هناك دول محوريه صاعده سحبت البساط من تحت أقدام حكومة رجب طيب اردغان حيث أن الدور المتنامي لإيران والقوى المتحالفة معها والتغير في ميزان القوى الدولي اقلق الحكومة التركية وجعلها تعيش مأزق حقيقي بفعل الإفلاس السياسي لحكومة رجب طيب اردغان الذي أوصلت تركيا إلى ما وصلت إليه من وضع أصبحت لا تحسد عليه بفعل تدهور الأوضاع الداخلية ، لقد تبين لحكومة رجب طيب اردغان بالاجتماع الثلاثي في باريس الذي جمع وزير الخارجية الأمريكي ووزير الخارجية الفرنسي والبريطاني أن زيارة وزير الخارجية التركي داوود اوغلو للعاصمة الفرنسية كانت على هامش تلك الاجتماعات والتي تدل على تجاوز الاهتمام والتركيز على الدور التركي في الصراع على سوريا ، لعبت تركيا منذ بداية ألازمه السورية دورا بارزا واحتضنت الائتلاف السوري وعملت على تقديم الدعم العسكري واحتضنت على أراضيها اللاجئين السوريين ضمن عملية المتاجرة بهم ، دلائل الأمور تشير إلى تجاوز الدور التركي ما يؤكد أن تركيا هي الخاسر في المعادلة السورية وان انعكاسات تلك المعادلة في ظل تغير موازين القوى الدولية والاقليميه قد يؤدي إلى سقوط حكومة اردغان بفعل الاحتجاجات الداخلية التركية ، مما دفع حكومة اردغان إلى التصعيد العسكري مع سوريا بإسقاط المروحية العسكرية السورية داخل الأراضي السورية ، إن تصريحات رئيس الوزراء التركي بتغير قواعد الاشتباك مع سوريا تحمل دلائل يجب أخذها على محمل الجد ، وهي أن تركيا بصفتها عضو في حلف الناتو وترتبط باتفاقات عسكريه مع الحلف وهي مرتبطة بتحالف مع إسرائيل وأمريكا وتحتضن قواعد عسكريه امريكيه وبريطانيه على أراضيها تستقوي بتحالفاتها وتمهد لاشتباك مباشر مع سوريا بالدخول لحرب مع سوريا ضمن المحاولات لحكومة رجب طيب اردغان أن تعيد نفسها ووجودها ضمن المعادلة المستجدة لعملية التغيرات الاقليميه والدولية ومع ذلك فان هناك محاذير في عملية التدخل العسكري المباشر من قبل تركيا قد يعرض الداخل التركي لصراعات داخليه تحرك الأكراد والعلويين على الحكومة التركية مما يترك للمعارضة التركية مجالا لإسقاط حكومة اردغان ، الوضع الداخلي التركي معقد للغاية ولم يعد بمستطاع اردغان أن يملي أو يفرض شروطه وان تهديداته لم تكن سوى تعبير عن إفلاس سياسي لحكومة اردغان بعد إن تيقن أن هناك تغيرات حقيقية تفرض نفسها على الأرض وان احد الخاسرين من كل تلك التغيرات هي حكومة حزب العدالة والتنمية التي تدفع ثمن اندفاعها السياسي باتجاه معاداتها لدول الجوار التركي ومراهنتها على أمريكا والغرب وإسرائيل في اندفاعها السياسي ، تركيا تقف عاجزة اليوم عن لعب دور محوري في المنطقة ، وان تركيا التي حاولت التقمص بدور المنقذ للشعب الفلسطيني عاجزة عن حماية القدس والأقصى وعاجزة عن حماية قطاع غزه ، لم نلمس دورا فاعلا للحكومة التركية لمواجهة إجراءات ما تقوم به حكومة نتنياهو من تهويد للقدس واعتداء على المسجد الأقصى ضمن محاولات اقتسام ساحات الأقصى من قبل المتدينين اليهود في حين أن اردغان وعد ومنى النفس بالصلاة في المسجد الأموي ولم يعد المسلمين بتحرير الأقصى ، على تركيا إعادة النظر في سياستها وتمحورها بعد أن منيت بخسارة فادحة جراء سياستها العدوانية ضد سوريا والشعب السوري وقيامها بتدمير المنشات الصناعية السورية ، إن لم تبادر حكومة رجب طيب اردغان بمعاودة النظر في مجمل سياستها العدائية في المنطقة ستجد نفسها في عزله عن محيط دول المنطقة وهذا ما يجعلها تخسر لدورها الإقليمي ، وعليه فان سياسة الوعيد والتهديد لم تعد تجدي نفعا وان أي تغير في قواعد الاشتباك بحسب تهديدات اردغان ستكون ردات فعلها على تركيا ، وعلى الشعب التركي الذي يعيش حاله من الغليان بفعل الإفلاس السياسي للحكومة التركية أن يبادر للوقوف في وجه سياسة اردغان العدوانية بفعل سياستها الخاطئة تحريرا في 19/9/2013

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت