تطور العلاقات المصرية وانعكاساتها على القضية الفلسطينية

بقلم: سامح فارس


ما جرى في مصر منذ 30 يونيو وأدى لنهاية حكم الإخوان المسلمين، ليس مجرد حراك شعبي عادي أو تمرد على الرئيس مرسي أو انقلاب عسكري، وأي كان المسمى فإنه حدث سيعيد خلط الأوراق في مصر وفي المنطقة، كما سيترك تداعيات على القضية الفلسطينية وخصوصا مع تكرار قول حركة حماس بأنها امتداد أو فرع للأصل وهي جماعة الإخوان المسلمين في مصر، بل تخليها عن المقاومة وتوقيعها لهدنة مع إسرائيل في مراهنة منها على حكم الإخوان في مصر وعلى دولة الخلافة الإسلامية القادمة .
يعيش الفلسطينيون حالة من الترقب والحذر الشديدين بسبب الاحداث الجارية في مصر، إذ اختلف الرأي بين مؤيد ومعارض لما يجري في مصر بسبب الانقسام الفلسطيني، ويكتنف هذا الترقبَ غموضٌ في الموقف المعلن والصريح، وخاصة لدى القوى المؤيدة للسلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية .
ينظر قطاع غزة بعين القلق للأحداث الجارية في جمهورية مصر العربية على كل ما يحصل في مصر لأن كل ما يجري لا يخد القضية الفلسطينية ، وذلك كون أن مصر تمثل العمق الاستراتيجي للقطاع وشريان الحياة له في ظل استمرار الحصار (الإسرائيلي) المفروض منذ 7 سنوات، كما أن القطاع يتأثر بشكل مباشر في الأحداث الأمنية والسياسية والاقتصادية وحالة الاستقطاب والاحتقان السارية في الشارع المصري
ومن المؤكد أن هذه الأحداث انعكست بشكل سلبي على قطاع غزة سياسياً واقتصادياً وصحياً، ونحاول في هذه الورقة التطرق إلى هذه القضايا
سياسياً
كما هو متوقع، فإنه بمجرد الانقلاب على الدكتور مرسي، فإن مصر ستدخل في مرحلة طويلة من الفوضى والتخبط وانهيار مؤسسات الدولة والصراع على الحكم وضياع الحقوق والفلتان الأمني، كما أن كافة التيارات السياسية على الساحة تسعى الآن للحفاظ على مكتسباتها الشخصية والحصول على أكبر نصيب ممكن من الكعكة
من المتوقع أن يستمر إغلاق أو هدم الأنفاق المستمرة أسفل الحدود بين قطاع غزة ومصر، وأن تؤدي التحولات السياسية الجارية في مصر بالمحصلة النهائية إلى إغلاق الأنفاق سواء تدريجياً أو دفعة واحدة وذلك وفق المعطيات الجديدة التي بدأت تظهر في الآونة الاخيرة .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت