تحليل ..هل الأوضاع الميدانية بالضفة تذهب بإتجاه جديد ؟؟

رام الله – وكالة قدس نت للأنباء
ترتفع وتيرة الأحداث في الضفة الغربية، فيما بدى من الواضح على الصعيد الفلسطيني وعلى صعيد جبهة الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي بأنه رغم العودة الفلسطينية للمفاوضات، التي لم تحقق أي إختراق جدي حتى اللحظة ، بإن الاوضاع الميدانية بالضفة تذهب بإتجاه آخر .

مقتل جنديين اسرائيليين خلال اسبوع بالتأكيد لم يأت من فراغ، فقد سبقهم استشهاد اربعة فلسطينيين منهم ثلاثة في قلنديا في اغسطس الماضي بينما استشهد الفلسطيني الرابع في 19 سبتمبر الجاري، في حين تشهد مدن الضفة على مدار الساعة حملات اعتقالات واسعة واقتحامات.

هذه الاحداث وغيرها أدت إلى تعالي الأصوات الفلسطينية التي تتوقع انهيار المفاوضات، واندلاع انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية، بالمقابل تكهن البعض بان مقتل الجنديين الإسرائيليين ربما يكون بداية المقاومة العسكرية في مدن الضفة، فهل هذا يمكن ان يكون صحيحا ً؟.. .

محللان سياسيان اعتبرا ان مقتل جنديين إسرائيليين خلال الايام الماضية، رد طبيعي ضد ممارسات الاحتلال من اقتحام للبيوت واعتقال للشبان في المدن الفلسطينية .

وراى احد المحللين ان مقتل الجنديين يعتبر عمل انتقامي فردي لا يصل لمستوى وجود قرار فعلي بالمقاومة العسكرية في مدن الضفة الغربية، فيما راى الاخر ان ما يجري هو مقدمة حقيقية لاندلاع انتفاضة ثالثة .

المحلل السياسي عبد الستار قاسم، يعتبر ما يجري في الضفة الغربية عمل فردي ولا يرتقي لوجود قرار تنظيمي لتفعيل المقاومة العسكرية ضد الاحتلال، مستبعدا ان يكون هناك وضع جديد في الضفة الغربية .

ويقول قاسم في حديث لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" ان "هناك ركود في الضفة، لكن نأمل بأن يكون هناك تصور للمقاومة" ويتابع "ما يحصل في قلنديا وجنين والخليل ومدن الضفة من مواجهات سببها وجود حملات اعتقالات يشنها الاحتلال، يقابلها الشبان بالاشتباك بالحجارة " .

ويعتبر قاسم ان مظاهر العناصر المسلحة الفلسطينية التي بدأت بالظهور بالضفة الغربية لا تخيف اسرائيل، وان سلاح المقاومة الحقيقي يكون سلاح سري، وليس مكشوف للاحتلال، مضيفا " لو اسرائيل تعلم ان هذه الاسلحة سوف تشكل خطر عليها لقامت بحملات ضدها ".

وتطرق إلى المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية ، وراى" ان لا قيمة لها ، لان المفاوضات انتهت بالنسبة لإسرائيل في عام 1996م ، بينما المفاوض الفلسطيني لا يعمل ضمن اجندات واهداف وطنية ".

وكان قد طالب رئيس حزب "البيت اليهودي" - وزير الاقتصاد الإسرائيلي نفتالي بينت، رئيس حكومته بنيامين نتنياهو، التوقف عن إطلاق سراح أسرى فلسطينيين ردا على العمليتين اللتين وقعتا يوم أمس في الخليل، واول أمس في قلقيلية.

وأضاف بينت وهو عضو في المجلس الوزاري الأمني المصغر :"إن إطلاق سراح "الإرهابيين الفلسطينيين" مرتبط أصلا بالتطورات في المفاوضات، وإجابتنا على الإرهاب يجب أن تكون حرب على القتلة".

ويعتبر تصريح بينت إذا ما عملت به حكومة نتنياهو وتراجعت عن اطلاق الاسرى الفلسطينيين المعتقلين قبل اتفاق اسلوا كجزء من المفاوضات ، من شانه ان يؤدي الى انهيار المفاوضات الجارية .

وحول علاقة قطاع غزة بما يجري في الضفة الغربية، يقول عبد الستار قاسم، "ان قطاع غزة مطلوب منه ان يكون مستعدا لمعارك مع الاحتلال لأنه مازال محاصرا، لكن الضفة الغربية يجب ان يكون فيها مقاومة لأنها تحت الاحتلال ".

ويتابع " نحن بحاجة إلى مقاومة حقيقية سرية، ولسنا بحاجه إلي انتفاضة جديدة "، مشيرا الى ان الانتفاضة تحدث بسبب ضعف المقاومة ".

وكان قد قتل جندي اسرائيلي امس الاحد، في عملية اطلاق نار في محيط حاجز "بيت همر كاحت" القريب من الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، بينما سبقه اول امس مقتل جندي اخر بقلقيلية شمال الضفة، على يد فلسطيني بعد اختطافه من مكان عمله في مطعم في بات يام جنوب تل لبيب.

من جانبه يرى الكاتب السياسي كمال علاونة، ان "الضفة الغربية باتت على موعد قريب من اندلاع انتفاضة ثالثة"، معتبرا ان ما يجري في الضفة ميدانيا يشابه الظروف والإرهاصات التي كانت قبيل اندلاع انتفاضتي الحجارة والأقصى .

ويضيف علاونة في حديث لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" بأن "هناك تدهور اقتصادي في الضفة الغربية، ومظاهر الاحتقان واضحة بسبب انعدام الافق السياسي، وممارسات الاحتلال من خلال اقتحامه للمسجد الأقصى، وبناء المستوطنات وحملات الاعتقالات (..) هذه الامور مستفزة ".

وراى ان "ردات الفعل الفلسطينية آخذة بالتصاعد بسب هذه الأعمال، ومرشحة لزيادة ، مما يشير لإمكانية اندلاع انتفاضة شعبية عارمة في الضفة".

ويلفت علاونة الى ان قطاع غزة والضفة الغربية، تحملان نفس الهم وتعيشان تقريبا نفس الظروف فالقطاع محاصر الان من كل الجهات، والوضع الاقتصادي فيه صعب للغاية .

واعتبر ان اسرائيل تستغل وجود المفاوضات التي تخرجها من عزلتها الدولية، لتتابع بناء المستوطنات ومواصلة حملات الاعتقالات اليومية في مختلف مدن الضفة الغربية . واصفا المفاوضات الجارية بالعبثية و"لن تحقق شيء للشعب الفلسطيني".

وكان قد اعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو توسيع البؤرة الاستيطانبة في الخليل ردا على مقتل جندي إسرائيلي في المدينة، وأمر نتنياهو في تصريح له اليوم، بالسماح للمستوطنين بدخول مبنى في الخليل كان مثار نزاع مستمر بين المستوطنين وأهالي المدينة.

فيما اعتبر رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال بني غانتس أن "مقتل الجنديين الإسرائيليين، يومي الجمعة والأحد الماضيين ما هو إلا مجرد مصادفة ولا يشير بالضرورة إلى تصعيد في الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية أو إلى توجه جديد".

ونقلت صحيفة "معاريف" العبرية على موقعها الالكتروني عن غانتس قوله "سنعمل حتى لا يصبح ذلك توجها جديدا"، مشيرا إلى أن الجيش الإسرائيلي قد عزز من تواجد جنوده ميدانيا من خلال التعزيز بقوات جديدة"، لافتا إلى أنه ليس هناك أدنى شك من أن الجيش سيلقي القبض على منفذي العمليات وسنواصل الحفاظ على الأمن بأقصى قدر ممكن، على حد تعبيره.